المنطقة ما بين الجريمة السياسية واجرام اسرائيل
د.محمد البدور
15-10-2024 11:55 AM
لعل المتتبع لسياسة امريكا التاريخية في المنطقة يدرك مدى حضانها لاسرائيل منذ نشأة هذا الكيان في فلسطين الذي فرضه الاستعمار الغربي بعد الحرب العالمية الاولى وصنعت منه امريكا دولة سياسية في المنطقة ابان الحرب العالمية الثانية ارادتها ان تكون فزاعة قلق وارهاب واشعال حروب في الشرق الاوسط واداة استراتيجية تقوي نفوذها وحلفائها وتشتتت الجهد العربي عن الوحدة والتنمية الا بالقدر الذي يتماهى مع مصالح امريكا ودول الغرب لطالما اصبحت دول المنطقة سوقا مستهلكا للسلاح والاستعداد لحروب مفتعلة مابين طائفية واستعمارية وغيرها .
هذه الحرب الاجرامية التي تشعلها اسرائيل في المنطقة باطنها تغير في الاستراتيجية الامريكية وحلفائها في المنطقة يهدف الى احداث تغيير جيوسياسي لصناعة شرق اوسط جديد بالتفصيل الامريكي والغربي وعلى مقاس اسرائيل وهذا يتطلب اولا ازاحة قوى المقاومة من طريقها وتوسيع تمددها السياسي وزيادة رقعتها الجغرافية في فلسطين وماحولها ولربما في جنوب لبنان وسوريا كما هو الجولان المحتل بحجة ضمان امن اسرائيل ٠
لا يبدو ان نهاية هذه الحرب وشيكة لا في غزة ولا في لبنان ولا في الضفة حتى تصل اسرائيل الى مايمكن تسميته سياسيا الوضع القائم بدلا من الوضع العسكري الراهن وهذا يتطلب منها ترسيخ احتلالها لغزة والاحتفاظ بشمالها لتطلق عليه الحزام الامني لجنوب اسرائيل وكذلك احتلالها جنوب لبنان وتسميته غلاف امن شمال اسرائيل وفي داخل الضفة ما تسميه .
حماية داخل اسرائيل ومستوطناتها٠ العقلية التي تفكر بها الادارة السياسية لاسرائيل متفق عليها من كل القوى السياسية والاحزاب وما الفروقات التي تظهر بينهما الا بكيفية الاستخدام الامثل لادواتها للوصول لاهدافها بالاحتلال والتوسع واقامة مشروع اسرائيل الكبرى وفرض الهيمنة في المنطقة وتهجير فلسطيني الضفة والقضاء على قوى المقاومة وفرض سلام على مقاسها وزيادة رقعة التطبيع وهذه ارادة امريكية وغربية وبالنسبة لايران فهي لايسمح لها بالتمدد الطائفي في المنطقةالا بالقدر الذي يخدم مصالح اسرائيل وحلفائها واثارة فزع العرب ولهذا وامام هذا الواقع السياسي الاحتلالي واغتصاب حقوق شعوب المنطقةوثراواتها وتقدمها وازدهارها فاننا نستطيع ان نفسر الصمت الامريكي الغربي ونفهم السكوت الاممي على جرائم اسرائيل كما تراها اليوم وقد امعنت باجرامها وستبقى منطقة الشرق الاوسط عامة والعرب والفلسطينيين خاصة ضحايا مؤامرات سياسية دولية واعتداءات اسرائيلية لاتنتهي الا اذا افاقت دول المنطقة واستفاقت على وحدة وتضامن يقيها شر الطامعين واطماع اسرائيل ٠