دعوة إلى وقف القتل وإحلال السلام
ملاك الكوري
14-10-2024 04:18 PM
في ظلّ ما نشهده اليوم من حروب ومآسٍ تتزايد في منطقتنا العربية، وفي أنحاء مختلفة من العالم، نجد أنفسنا أمام واقع يُدمي القلوب. الموت والدمار باتا مشاهد يومية، لا تفرّق بين طفل أو شيخ، ولا تميّز بين دين أو عرق. هذه الفوضى العارمة التي تجتاح مجتمعاتنا، من داخل حدود الأوطان وخارجها، هي نذير خطر يهدّد البشرية جمعاء ويجعل الحاجة إلى السلام والوفاق أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
الإنسان أولاً: دعوة لوقف القتل في كل مكان
القتل، مهما كانت أسبابه أو تبريراته، هو اعتداء على حق الحياة الذي تكفله جميع الأديان والقوانين. لا يوجد دين سماوي يدعو إلى إراقة الدماء، بل على العكس، جميع الشرائع تحثّ على الرحمة، العدل، والتعايش بين البشر. في عالم يشترك فيه الجميع في الآلام والأحلام، أصبح من الضروري أن نتوقف عن تصنيف الآخر وفق عقيدته أو هويته، ونتعامل مع الإنسان كقيمة مقدّسة تستحق الحماية.
ما نراه في بلداننا العربية من نزاعات وصراعات، وما يحدث في العالم من عنف وتطرّف، لا يهدد فقط الأوطان التي تمزقها الحروب، بل يهدد السلم العالمي بأسره. فالدمار الذي يبدأ من نقطة صغيرة لا يلبث أن ينتشر، ويعصف بكل القيم الإنسانية.
السلام سبيل الإنسانية والبناء
لا يمكن أن ينهض وطن أو أمة في ظل الحروب والمجازر.
الحضارات العظيمة عبر التاريخ ازدهرت في أوقات السلام، حيث كانت الفرصة متاحة للتعليم، الابتكار، والتطور.
إن المجتمعات التي تسعى إلى السلام هي التي تتمكن من بناء مستقبل لأبنائها، وتحقق التقدم والازدهار.
السلام ليس غياب الحرب فحسب، بل هو أسلوب حياة، يقوم على التفاهم والاحترام المتبادل، وحل الخلافات بالحوار بدلاً من العنف. نحن بحاجة إلى تبنّي ثقافة السلام والتسامح، لا في أوطاننا فقط، بل في العالم بأسره.
لأن العالم اليوم، بتحدياته المشتركة من فقر وبيئة وصحة، يحتاج إلى التضامن والتعاون أكثر من أي وقت مضى.
نحوو وفاق عربي وعالمي شامل
نحن أبناء الأمة العربية مدعوون إلى بدء رحلة المصالحة والوئام من الداخل.
لا يمكننا المطالبة بالسلام على مستوى العالم إن لم نعالج خلافاتنا الداخلية ونتوقف عن التفرقة على أسس طائفية أو مذهبية أو سياسية.
المستقبل يكمن في التفاهم والتعاون، وليس في النزاع والاقتتال.
وفي الوقت نفسه، ندعو شعوب العالم وحكوماته إلى التكاتف من أجل وقف الحروب في كل مكان، وإنهاء معاناة الشعوب التي تعاني من النزاعات والفقر.
يجب أن يكون السلام مشروعًا عالميًا، تشترك فيه كل الأديان والثقافات، ليكون هذا الكوكب مكانًا آمنًا لكل من يعيش عليه.
رسالة إلى الإنسانية
اليوم، أكثر من أي وقت مضى، نحتاج إلى إعادة إحياء القيم التي تجمعنا كأبناء لعائلة بشرية واحدة. فلنضع أيدينا في أيدي بعض، ولنسعَ إلى إحلال السلام والوفاق، لا لأننا ضعفاء، بل لأن السلام هو الطريق الحقيقي للقوة والنهوض.
معًا نستطيع إيقاف نزيف الدم، وبناء عالم جديد يسوده التفاهم والعدل.
دعونا نؤمن بأننا نستحق أن نعيش بسلام، وأن أبناءنا يستحقون أن ينعموا بمستقبل أفضل، خالٍ من الخوف والحقد.