المؤرخ المناصير ينتقد كتاب التربية الوطنية للجامعات ويطالب بعدم تدريسه
14-10-2024 01:07 PM
عمون - انتقد الإعلامي والمؤرخ الدكتور محمد المناصير كتاب الثقافة الوطنية والمدنية الجديد الذي أقرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تدريسه للطلبة في الجامعات، ذاكرا 15 ملاحظة على الكتاب الجديد.
وأوصى المؤرخ المناصير بعدم تدريس هذه المادة كبديل عن كتب التربية الوطنية المحكمة، بل إعتماده كمرجع مساند، مشيرا إلى أن الكتاب غير موثق وغير محكم علميا ويفتقر للتوثيق وذكر المصادر والمراجع..
وقال في مقال خص به عمون، إن اساتذة التربية الوطنية في الجامعات ودور النشر والمؤلفين تفاجأوا بصدور كتاب لمساق التربية الوطنية مع بدء العام الدراسي دون سابق انذار ودون تنبيه وتحضير وبعد وضع خطط المساقات وشراء الكتب من قبل الطلبة.. وكثيرون من الاساتذة قاموا بتأليف الكتب للتربية الوطنية وإعداد الخطط لمساق التربية الوطنية وفق مراسلات وأوامر وزارة التعليم العالي والكتب الموجهة حول منهاج التربية الوطنية والاسس والمواد والموضوعات التي يجب ان يشتمل عليها مساق التربية الوطنية، مشيرا إلى أن إصدار كتاب جديد بشكل مفاجئ ومستعجل يضر بمصالح الوطن وتاريخه ووجوده ويضر بمصالح المؤلفين واساتذة مساق التربية الوطنية ودور النشر.
وذكر المناصير الملاحظات الـ 15 التالية حول الكتاب الجديد:
1. هل يعقل ان كتاب للتربية الوطنية يمحي تاريخ وطن ممتد الى 12 الف عام قبل الميلاد، ويشطب تاريخ وآثار وطن ممتد عبر التاريخ للعصور القديمة والعهد اليوناني والروماني ودولة الانباط وحلف الديكابوليس والعهود الاسلامية الى بداية تأسيس الدولة ويؤرخ فقط من عام 1921م متناسيا الارث التاريخي الذي نعتز به ونفتخر ويستثنى تاريخ شعب أثر في التاريخ وكانت ممالك الاردن القديمة مؤاب وعمون وأدوم..
2. الكتاب الجديد المقترح يحمل اسم مدخل الى الثقافة الوطنية والمدنية وعليه الكثير من الملاحظات التي تؤكد عدم انسجامه مع الوطن الاردني ككتاب للتربية الوطنية اما مصطلح التربية المدنية فلم يتناوله الكتاب للاسف رغم انه يشكل نصف العنوان: وكلنا يعرف ان مصطلح التربية المدنية يعني ويشير للمجتمع المدني الذي يتناول كل أنواع الأنشطة التطوعية التي تنظمها الجماعة حول مصالح وقيم وأهداف مشتركة. وتشمل هذه الأنشطة المتنوعة الغاية التي ينخرط فيها المجتمع المدني وتقديم خدمات مدنية ترقد الخدمات الحكومية ودعم التعليم المستقل، أو التأثير على السياسات العامة. ويشير مصطلح منظمات المجتمع المدني إلى جمعيات ينشئها أشخاص أو جماعات غير حكومية وهي تشمل المنظمات غير الحكومية، والنقابات العمالية، والاحزاب وجماعات السكان، والمنظمات الخيرية، والمنظمات الدينية، والنقابات المهنية، ومؤسسات العمل الخيري.
3. العنوان غير مناسب لمساق التربية الوطنية خاصة اضافة كلمة المدنية التي ليس لها معنى في العنوان ومن الصعب إفراد فصل تحت هذا العنوان.. خاصة وأن المساق الذي يعد أهم المساقات التي تدرس في الجامعة، ولذلك فإن عنوان التربية الوطنية هو الأشمل، وقد ابدى بعض مدرسي المادة ملاحظات حول موضوع المدنية في الكتاب الجديد الذي تناول موضوع المدنية بمداخلات متناثرة لا يوجد ولا تركيز على موضوع المدنية.
4. عدم التنظيم: يظهر الكتاب افتقاراً واضحاً للتنظيم في عرض الأفكار والمعلومات وأهمية ترتيب المواضيع. كان من الأفضل لو تم ترتيب المحتويات بشكل افضل، هل يعقل بأن فصل النظام السياسي الأردني وبما يحتوية من مادة التحديث السياسي يأتي اخر فصل من فصول الكتاب وعدد صفحاته 17 صفحة ؟ بينما فصل جغرافية الأردن عدد الصفحات 32 صفحة.
5. يلاحظ أن الكتاب يفتقر لأهم المواضيع الحيوية التي يجب تناولها في مادة التربية الوطنية، مثل مفاهيم أساسية وتعريف للمصطلحات التي يتناولها الكتاب مثال مفهوم التربية الوطنية، المدنية، المواطنة، الوطن، القومية، الأمة، الدولة، الديمقراطية، حقوق الإنسان. هذه المواضيع أساسية لتعزيز الوعي الوطني لدى الطلبة.
6. تداخل الأفكار: في بعض الأجزاء، بحيث حدث تداخل بين الأفكار والمواضيع وتكرارها بين الفصول مثل جغرافية الأردن، سمات الأحزاب السياسية، وغيرها من المواضيع..
7. يفتقر الكتاب للكثير من المواضيع التي تم تكليف الجامعات بها بخصوص مساق التربية الوطنية من قبل التعليم العالي خلال السنوات السابقة جميعها.
8. ان تسمية عهود الملوك الأربعة بالمملكة الاولى والمملكة الثانية والمملكة الثالثة والمملكة الرابعة خاطئ جدا ولا يجوز ان نفصل بين عهود ملوكنا الهاشميين العظام وهي عهد هاشمي واحد ومستمر لم ينقطع عبر تاريخه، علما بان شرافة وامارة وملكية الهاشميين تعود لاكثر من ثمانية قرون، ولا نعلم لماذا تم الأخذ بهذه التسميات ومن هو صاحب الفكرة وعلى ماذا ارتكز وهل هي مأخوذة من تاريخ بعض الدول التي انقطع الحكم فيها وعاد مرة أخرى، وان ذلك بحاجة الى تفسير.
9. لم نجد موضوع الاعلام الاردني المعاصر والرؤية الملكية للاعلام مرتكزات الخطاب الاعلامي الاردني الاعلام الالكتروني، مع العلم انه تم تكليف الجامعات باضافته لكتاب التربية الوطنية كما جاء في كتب وزارة التعليم العالي واعتقد ان مساق التربية الوطنية هو الانسب لاضافته.
10. لا يوجد في الكتاب موضوع اعلام التنمية المستدامة الذي طلبته وزارة التعليم العالي في الفترة الاخيرة ليكون من ضمن مواضيع ومساقات التربية الوطنية.
11. تبين ان عناوين المباحث هي عناوين لمقالات وليست عنواين لمادة علمية مثلا صمود الهوية في زمن تفتيت الهوية، والجغرافية السياسية نعمة أم نقمة وغيرها من التسميات الصحفية.
12. لا يمكن ان يكون كتاب عن التربية الوطنية لا يتناول تاريخ الاردن القديم والاسلامي والحديث والمعاصر.. والمبادرات الملكية وانجازات الملوك الهاشميين الاوائل وجلالة الملك عبد الله الثاني..
13. ومن اهم المواضيع التي لم يتناولها الكتاب الجديد والتي طلبتها الوزارة سابقا ووضعت في خطط التربية الوطنية فهي مفاهيم ومصطلحات وأهداف ومرتكزات التربية الوطنية وتاريخ الاردن عبر العصور الى العهد الهاشمي ولم يتناول الكتاب الجديد التحديات التي تواجه الاردن وكيفية التعامل معها ولم يتناول الكتاب الجديد البناء الاجتماعي الاردني بشكل جيد ولم يتناول الكتاب الجديد الاعلام الاردني التقليدي والالكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي والرؤية الملكية للاعلام، والمبادرات الملكية، والاوراق النقاشية الملكية والإعمار الهاشمي للقدس والاماكن المقدسة والمسجد الاقصى وقبة الصخرة المشرفة، ولم يتناول الكتاب الجديد التنمية المستدامة في المجتمع الاردني ودور الاعلام فيه..
14. ولذلك نوصي بعدم تدريس هذه المادة كبديل عن كتب التربية الوطنية المحكمة واعتماده كمرجع مساند..
15. واخيرا الكتاب غير موثق علميا وغير محكم علميا ويفتقر للتوثيق وذكر المصادر والمراجع..