السلام عليكم ورحمة الله:

أنا يا سيدي من قدامى الإعلاميين الأردنيين وأنا ابن الإعلام الأردني، وأمضيت في خدمة الصحافة اكثر من خمسين عاماً، كان ختامها خدمة امتدّت 25 عاما في BBC لندن، واتوقع ان اجد أذناً صاغية تسمع وتجيب.

اريد ان اقول ان الدنيا تتغير كل يوم، وان الاوضاع حولنا تتفاقم وتنذر بالخطر، ونحن في الأردن لنا مخاوف من احتمال أن يطالنا سوء - لا سمح الله - وقد استمعنا مؤخرا من جلالة الملك تحذيرات من ان الأردن لن يكون ساحة لحرب… الدنيا تتغير وبتسارع عجيب… الإعلام الحكومي ظل دائما بعيدا عن الواقع، وهو المسؤول الاول عما تواجهه البلاد من تراجع في معظم اوجه الحياة… هذا التراجع يعرفه الزائر مجرد مشاهدته او سماعه نشرة للاخبار او قراءة لصحيفة أردنية.. الاذاعة والتلفزيون ووكالة الانباء مشغولة بالاخبار المحلية ونشاطات الحكومة، إعلامنا إعلام حكومة وليس اعلاماً للشعب… هذا رأيي سيدي… يجب أن نتغير…

ما اراه أن بلدنا تفتقر حاليا إلى إعلام مقبول وصحافة موثوقة… بلدنا الآن بلا صحافة… الصحفيون لا يمارسون مهنتهم… والكُتَّاب لا يستطيعون تناول قضايا الوطن المهمة… صحفيونا يحالون إلى المحاكم… المحاكم للمجرمين وقطاع الطرق والمعدتين على حقوق الناس… الصحفيون هم انأس محترمون ومثقفون، وهم حُرَّاس الكلمة والوطن، ولم يحملوا السلاح ضد احد… ولم يطلقوا النار على اي مسؤول… سلاحهم هو الكلمة، يمكن نفي الاتهام لفاسد، او العدول عنها او الاعتذار…

صحافتنا تعود إلى دورها الطليعي إذا أصدرتم أوامركم بتعطيل قانون الجرائم الإلكترونية، او الغائه… يجب الغاء هذا القانون غير المبرر، المكبل للصحفيين ومهنتهم… اننا نتباهى امام العالم باننا دولة ديموقراطية، كيف نكون هكذا ونحن دولة بلا صحافة واعلام!!!

وأسمح لي ان اعيد ما قلته. انني ابن الإعلام الأردني، ومن قدامى الاعلاميين في الأردن، وعندما اتحدث عن الإعلام الأردني فانني أتناوله من باب الغيرة والمحبة والوفاء للوطن.. ارجو ان تتلطفوا سيدي بنقل طلبي إلى سيدي صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين أيَّده الله بنصره وأعَزَّ ملكه.

اخيراً سيدي… ارجو أن نتغير… يجب أن نتغير.

والسلام عليكم ورحمة الله.

salembbc@yahoo.co.uk