راوية فلسطين وشاهد الأدب المقاوم في معرض عمان الدولي
14-10-2024 09:33 AM
عمون - أقيمت ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض عمان الدولي للكتاب 2024، السبت، ندوة بعنوان" رشاد ابو شاور.. راوية فلسطين وشاهد الادب المقاوم"، تحدثت عن الأديب الراحل رشاد أبو شاور الذي توفي نهاية الشهر الماضي عن عمر يناهز 80 عاما.
وتحدث في الندوة التي حضرها جمهور معرض عمان الدولي للكتاب، وأصدقاء الراحل في الأردن وفلسطين، الدكتور ابراهيم السعافين، ورئيس اتحاد الكتاب الفلسطينيين، مراد السوداني، وإدارة مهند الاخرس.
وتحدث السعافين خلال الندوة عن بدايات تعارفه في الثمانينات القرن الماضي على الراحل ابو شاور، وكيف ظلت تلك الصداقة قائمة حتى قدومه للأردن، إضافة إلى مشاركتها سويا في عدد من المنتديات والملتقيات الثقافية التي تتحدث عن الأدب بشكل عام.
وقال إن كتب عن رواياته في كتابه الرواية في الأردن، وكذلك الأمر عن عن اعماله القصصية، مضيفا أن الراحل أبو شاور كان راويا شفهيا ساحرا، لا تمل من سماعه، كما كان قاصا بالفطرة، وأديب ملتزم، وأعماله ليست مجرد أفكار عامة خارجه عن السياق الأدبي بل هي أدب محكم.
وأشار إلى أن الراحل كان مناضلا تسكن فلسطين في قلبه، وجمع بين النضال والكتابة، وتطلع دائما نحو حرية الانسان، وفي مسيرته الأدبية والإنسانية كانت عينه على قضية الانسان والظلم الواقع عليه.
بدوره، أستذكر السوداني، جهود الراحل أبوشاور في تأسيس اتحاد الكتاب والادباء الفلسطينيين، وتوحيد كلمة المثقفين الفلسطينيين، مضيفا أنه أرخ للحالة الفلسطينية من خلال أعماله القصصية والروائية.
وقال إنه في كل مشاركاته وحديثه كان عن فلسطين بكافة تفاصيلها، مضيفا أنه كان ملتزما دائما بكلمة المقاومة وأدبها، وكتب عن معظم الكتاب، وعن إنتاجهم الأدبي، كما أخذ بيد الكتاب الصغار.
*ندوة الرواية الجزائرية والرواية الأردنية بين المحلية والعالمية
كما أقيمت ضمن البرنامج الثقافي للمعرض، ندوة أخرى حملت عنوان "الرواية الجزائرية والرواية الأردنية بين المحلية والعالمية"، بمشاركة الدكتور محمد مفلاح من الجزائر، والدكتور محمد عبيد الله من الأردن، وتقديم الدكتورة ليندا عبيد.
وتحدث الدكتور مفلاح عن بدايات الرواية في الجزائر، وذكر عدد من الأسماء التي ظهرت آنذاك، وكيف تطورت لاحقا إلى ظهرت ما سمي بالمدرسة الجزائرية، وهم الذين كانوا يكتبون موضوعات تتحدث عن جمال البلاد، وليس عن معاناتها في تلك الفترة.
وأشار خلال الندوة التي حضرها جمهور من الأردن، وأعضاء من الوفد الجزائري، للرواية في العصر الحديث، وهو الذي أبدع كثيرا في هذا الفن، حيث نال الكثير من الجوائز ومنهم على سبيل الروائي الجزائري واسيني الأعرج.
وبين الدكتور مفلاح أن العصر الحالي للرواية الجزائرية يشهد الكثير من الوجوه الشابة التي عرفها المشرق العربي، ومنهم عبد الوهاب عيساوي، ومحمد طيباوي، وقد برز هؤلاء وغيرهم بفضل تواجدهم في جوائز عربية.
أما الدكتور عبيد الله، فقد أشار في بداية مداخلته إلى أن الكاتب يبدأ من بيئته، موضحا أن العالمية لا تعني انسلاخ الكاتب عن محليته.
وقال إن الرواية جنس أدبي حديث، وقيل انها ديوان العرب الحديث، وهذا من وجهة نظر اعتراف بقوة الرواية وقدرتها على تمثيل الواقع، مضيفا أن الرواية تتميز بالانفتاح والمرونة وقابلية التشكل، وهي وإن كانت جنس ادبي عالمي فهي لا تخض ثقافة بعينها بل هي عابرة للثقافات، وهي خليط بين المحلية والعالمية.
وعرض الدكتور عبيد الله، لبدايات الرواية في الأردن من خلال أسماء عرفت على الساحة الثقافية، ومنها أمين ابو الشعر، ونادية الفقيه، كما تحدث عن حضور أدبي خارج الأردن من خلال عدد من الأسماء مثل ديانا ابو جابر في أمريكا، واعمال كفى الزعبي التي صدرت في روسيا.
وتحدث عن الرواية التي نقلت او ترجمت في العقدين الأخيرين مثل عيسى الناعوري، وإبراهيم نصر الله، وكيف أن اللغة الانجليزية شكلت مدخلا لكل اللغات، وذاكرا جهود الراحلة سلمى الجيوسي، كما أشار إلى الأسماء الروائية على الساحة الآن مثل جلال برجس، مجدي دعيبس، وغيرهم.
وتطرق الدكتور عبيد الله، إلى شروع الترجمة بين وزارة الثقافة مع جامعة متشغان، الذي صدر عنه اربعة اعمال لسميحة خريس، وأحمد الطراونة، وسليمان القوابعة، وغالب هلسا.
*ندوة تكريمية لشخصية معرض عمان الدولي للكتاب في دورته ٢٣ الدكتور يوسف بكار
ايضا اقيمت ضمن فعاليات البرنامج الثقافي للمعرض عمان ندوة تكريمية لشخصية معرض عمان الدولي للكتاب في دورته ٢٣ للأكاديمي والدكتور يوسف بكار، حضرها وزير الثقافة مصطفى الرواشدة، ووزيرة الثقافة والفنون الجزائرية الدكتورة صورية مولوجي، وعدد من السفراء العرب في الأردن، وجمهور معرض، وتلاميذ الدكتور بكار، في الأردن والخارج.
وأعلن في الندوة عن موافقة وزارة الثقافة على طباعة ثلاثة أعمال مختارة من مجمل أعمال العلامة والأكاديمي الأردني الدكتور يوسف بكار، وطباعة أوراق الندوة، الخاص بشخصية المعرض الثقافية.
وقال الرواشدة، إن بكار يمثل نموذجاً أردنيا كبيراً في حقل الأدب والثقافة والعلم ويستحق الإشادة والتكريم.
وتحدث في الندوة، كل من الدكتور همام غصيب، والدكتور سمير الدروبي، والدكتور عبد الكريم جردات، الدكتور عباس عبد الحليم عباس، وأدرها الدكتور إبراهيم الدهون.
وتحدث الدكتور غصيب، عن علاقته الطويلة والممتدة مع بكار، منذ عام 1976، متحدثاً عن العلاقة الأكاديمية والزمالة التي جمعتهما والتي تحولت كذلك إلى صداقة أثناء خدمتهما المشتركة في الجامعات الأردنية.
وأشاد بالنباهة والفطنة والذكاء التي يتمتع بهم بكار أثناء نقاشاتهما المشتركة مع بعضهما البعض أو مع أكاديميين آخرين، في جلسات خاصة أو مؤتمرات أكاديمية داخل وخارج الأردن، واتفاقهما على ضرورة مد الطلاب بأرفع العلوم والآداب، لتهيئة الأجيال الجديدة معرفياً وفكرياً وأكاديمياً وأخلاقياً.
وشدد الدكتور الدروبي على كون بكار أحد أبرز علماء اللغة العربية وآدابها في العصر الحالي، وأن كتبه وأبحاثه ومقالاته شاهدة ذلك، مبينا أن بكار من العلماء الذين لهم الفضل في مد المكتبة العربية بالعديد من موضوعات علوم اللغة العربية وآدابها، مشيرا إلى اهتمامه بالدراسات الأدبية والنقد وتحقيق التراث العربي والترجمة من اللسان العربي إلى الفارسي وبالعكس، كما أن جهوده في ترجمة رباعيات الخيام هي مفخرة عربية ضخمة.
من ناحيته، أوضح الدكتور جرادات، أن لبكار الأثر في الأدب العربي والفارسي، كونه ضليعاً في اللغتين، وله مؤلفات باللغتين، ما جعله بارعاً في الأدب الشرقي المقارن، خاصة في ظل سعة اطلاعه على فنون اللغة الفارسية، فصار رائداً في الأدب الشرقي المقارن وتناول تأثير الأدب الإيراني على الأدب العربي.
ولفت إلى الجائزة التي أسسها بالاشتراك مع رابطة الكتاب الأردنيين، للدراسات المقارنة الشرقية.. الشرقية، الهادفة إلى إبراز جيل جديد من نقاد الأدب الشرقي المقارن.
من جهته، قال الدكتور عباس، إن بكار أنجز 20 دراسة نقدية بحثية مستفيضة، أبرزها ابحاثه في الأدب المقارن بين العربي والفارسي وفي النقد المقارن.
من جهته، أعرب العلامة بكار عن امتنانه الكبير للفتة وزير الثقافة وتقدير اتحاد الناشرين ولجنته الثقافية لمنجزه الابداعي، من خلال اختياره "شخصية معرض عمان الدولي للكتاب الثقافية"، معتبراً أن هذا التكريم يأتي تأكيداً على أهمية دور المثقف الأردني وتجربته الإنسانية والأكاديمية.
وقدم الشكر لمن قدموا أوراقهم في الندوة، وتحدث عن بداياته مع الكتابة، ودراسته في النقد الأدبي، وكيف تعلم اللغات، ومؤلفاته التي وصلت الى ٩٦ كتاب.
وفي نهاية الندوة، كرم وزير الثقافة مصطفى الرواشدة برفقة وزيرة الثقافة والفنون الجزائرية الدكتورة صورية مولوجي، الدكتور بكار، والمشاركين في الندوة بالدروع التذكارية.
*ندوة التاريخ والتراث في إصدارات مؤسسة التراث غير الربحية
هذا، وأقيمت في ضمن البرنامج الثقافي لمعرض عمان الدولي ككتاب 2024، ندوة بعنوان" التاريخ والتراث في إصدارات مؤسسة التراث غير الربحية، بحضور سمو الأميرة دانا فراس رئيسة مجلس إدارة الجمعية الوطنية للمحافظة على البترا.
وتطرقت الندوة التي حضرها وزير الثقافة مصطفى الرواشدة، وعدد من السفراء العرب في الأردن، وقدم لها السفير السعودي في الأردن، نايف السديري إلى جهود مؤسسة التراث غير الربحية السعودية، وثمن السديري جهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، في بناء دولة حديثة في السعودية، وجهود الأمير سلطان بن سلمان المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين مؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة التراث غير الربحية الذي عمل على تأسيس المؤسسة عام 1996، مشيرا إلى الإنجازات التي حققتها.
وقدم الدكتور علي النصيف من السعودية في عرضه التوضيحي أمام الحضور لبرامج المؤسسة، ودورها في إحياء المساجد التاريخية ومنها مساجد وسط جدة التاريخية، وفي استعادة قطع الآثار التاريخية السعودية التي كانت في الخارج وإقامة متحف لها.
وأشار إلى جائزة الأمير سلطان بن سلمان للتراث المعماري، وجائزة "الإنجاز مدى الحياة" في مجال التراث العمراني، وحرص الامير سلطان بن سلمان على اقامة الكثير من الشراكات مع مختلف المؤسسات والافراد داخل السعودية وخارجها مثل المتواجدة في مصر والامارات وقطر والمغرب وايطاليا وغيرها.
وعرض أبرز اصدارات المؤسسة ومنها "سلسلة الملوك"، وكان آخرها كتاب "الملك سلمان.
أما الدكتور احمد العرف فتحدث عن بالعلاقات السعودية الأردنية التاريخية واصفا إياها بالمميزة والعميقة، وعرض لكتاب "الأمير تركي بن احمد السديري. سيرة وتاريخ" الذي يعد أحدث إصدارات المؤسسة.
ويتناول وفقا للدكتور العرف، سيرة فارس مقدام، وسياسي وإداري حكيم، خدم الدولة طيلة حياته، وكان أحد البُناة المؤسسين والرجال المخلصين الذين رافقوا الملك المؤسس عبد العزيز في مسيرة التوحيد، واعتمد عليه في كثير من المهام.
وقال إن الكتاب استغرق إنجازه نحو 6 أعوام ويحتوي على وثائق وصور بعضها يُنشر لأول مرة، ويضم وثائق تاريخية وتاريخها ومناسباتها، وملحق الصور التاريخية في الكتاب والتي تنشر لأول مرة.
*ندوة في معرض عمان للكتاب بعنوان "معركة السابع من أكتوبر وتداعياتها"
من جهته، قال الكاتب حمادة فراعنة، إن السابع من أكتوبر حققت إنجازات ملموسة على كافة المستويات في مسار القضية الفلسطينية، بالرغم ما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي من ابادة للشعب الفلسطيني.
وأضاف خلال ندوة بمعرض عمان الدولي للكتاب 2024، السبت، حملت عنوان "معركة السابع من أكتوبر وتداعياتها"، أدارها الكاتب رمضان الرواشدة، أن هذه الإنجازات تمثلت باعتراف خمسة دول اوروبية بفلسطين، إضافة إلى تنظيم مظاهرات في ٦٢ جامعة أمريكية دعما للشعب الفلسطيني.
وأشار خلال الندوة التي حضرها جمهور المعرض، وعدد من السفراء، إلى أن الصراع مع الاحتلال يقوم على مفردتين هما الارض والبشر، وأن الاحتلال وإن تمكن من احتلال كامل التراب الفلسطيني إلا انه فشل على الصعيد الاستراتيجي، وفشل أيضا في ملف التهجير.
وتحدث الكاتب فراعنة في تسلسل تاريخي كيف تمكن المستعمر آنذاك، والاحتلال لاحقا نقل الصراع إلى خارج فلسطين في الدول المحيطة، وكيف تم تحويل الشعب الفلسطيني من شعب وطني له أرضه إلى ثلاثة شعوب في فلسطين ٤٨، وفي الضفة الغربية، وأخر داخل قطاع غزة، حتى يغيب الفلسطيني عن الساحة وعن الحقوق.
كما تحدث في تسلسل أخر عن تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، وكيف تم تحويل العنوان الفلسطيني الى الوطن الفلسطيني الذي انتقل من المنفى الى الوطن، ليقاوم عدوه الوحيد الاحتلال الإسرائيلي، ورأى أن هذا بدأ على الارض الفلسطينية في الداخل مع الانتفاضة الأولى، ومع اتفاق اوسلوا الذي يمثل من وجهة نظره اهم انجاز حققه الشعب الفلسطيني الا انه لم يكتمل نتيجة ممارسات الاحتلال.
*افتتاح معرض الأزياء والحلي ضمن فعاليات برنامج الجزائر ضيف الشرف
في سياق متصل، افتتحت وزيرة الثقافة والفنون الجزائرية الدكتورة صورية مولوجي، السبت، بحضور وزير الثقافة مصطفى الرواشدة، اليوم معرض الأزياء والحلي موروث حضاري عبر التاريخ.
واقيم المعرض في جناح ضيف الشرف في معرض عمان الدولي للكتاب ٢٠٢٥، واشتمل على الازياء والحلي الجزائرية التقليدية، إضافة إلى اطباق تقليدية، اعدت من سيدات الجالية الجزائرية في الأردن.
وقالت الدكتورة مولوجي في تصريح صحفي بحضور السفير الجزائري في الأردن عبد الكريم بحة، ان معرض الازياء والحلي يعطي الجمهور الأردني الفرصة للاطلاع على انواع مختلفة من مفردات التراث الجزائري المادي وغير المادي، التي توصف انها بلد القارة.
وأعربت عن شكرها للأردن لاختيار الجزائر كضيف شرف لمعرض عمان الدولي للكتاب ٢٠٢٤ الذي اعتبرته من اهم المعارض العربية.
من جهته، وأعرب الرواشدة عن سعادته بالاطلاع على هذا التراث الجزائري الغني الذي ينتمي للحضارة العربية بجمالياته وارثها العميق.
واكد ان الجزائر التي ارتبطت بذاكرة الأردنيين بنضالها وبهذا التراث الثقافي والحضاري والانساني.
يشار إلى أن معرض الأزياء والحلي موروث حضاري عبر التاريخ، الذي يقام ضمن فعاليات برنامج الجزائر ضيف الشرف الدورة الثالثة والعشرون لمعرض عمان الدولي للكتاب ٢٠٢٤.