facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نار تحت الرماد .. مجلس النواب


أ.د. هيثم العقيلي المقابلة
13-10-2024 12:12 PM

لقناعتي أن نتائج الانتخابات الامريكية الشهر القادم ستؤثر على حاضر و مستقبل المنطقة بشكل غير مسبوق ولقناعتي أن مجلس النواب الحالي أنتج وصفة قديمة لوضع حديث ستضيف عبئا وتأثيراً سلبياً على صناع القرار السياسي الاردني أكتب رأيي بالمشهد الحالي.

بعيدا عن العواطف فإن الاردن لا يمكن أن تتموضع الا ضمن المحور الغربي الخليجي وكما نتوقع من هذا التحالف الكثير فإننا لا نمتلك ترف مناكفته حتى لو بخيار شعبي. فالاسلام السياسي بشقيه السني والشيعي ليس مطلوبا في المرحلة القادمة حتى بحده الادنى وسيكلفنا خسارة او برود في علاقات مهمة لنا والتفكير به كأداة ضغط على أي طرف هو تفكير قاصر يتناسى ان حاجتنا للحفاظ على حلفائنا أهم من حاجتهم لنا على الاقل في المجال الاقتصادي و ترتيب اوضاع الاقليم.

برأيي أن اربعة نماذج تنافست على مجلس النواب منذ 1989 وهي نموذج العصبية (العشائرية بشكل رئيسي)، نموذج العاطفة الدينية (شعبوي أكثر منه فكري)، نموذج رأس المال والمصالح الآنية (للمرشح والناخب)، النموذج الفكري الثقافي العلمي. في الانتخابات الاخيرة التي أفرزت المجلس الحالي كانت الغلبة لنموذجي العاطفة الدينية و نموذج رأس المال و المصالح الآنية وهذا بعكس تماما نموذج 89 والذي كانت فيه الغلبة للنموذجين الاخرين. فحتى بوجود رموز اسلامية و يسارية في 89 فقد كانت تنطلق من عمق فكري و رؤية وطنية صقلتها في حينه مركزية القضية الفلسطينية في الحياة السياسية و الطلب على الاسلام السياسي السني كجزء من الصراع بين الغرب و الاتحاد السوفييتي وكلا العاملين لم يعودا موجودين بالنسبة للوضع الدولي و الاقليمي. فمركزية القضية الفلسطينية تراجعت ضمن صعود التنافس الامريكي الصيني و الحاجة لترتيب المنطقة سواءا بالطرق الدبلوماسية او العسكرية استعدادا للقادم و اما الاسلام السياسي فقد انتفت الحاجة له بل اصبح يصنف في الخندق الآخر إقليماً و غربياً.

الاعتقاد الذي اسمعة في الشارع ومن بعض المنظرين أن وجود تيار عاطفة ديني ورقة ضغط و قوة داخلية يهمل أن التغيرات التي يرغب بها الغرب هي بمثابة تسونامي لن يسمح به للعدو او للصديق باعاقتها واما محورنا الحليف العربي لن يرضى بزعزعة استقرارة حتى لو نظريا بوجود منصة للاسلام السياسي في دولة حليفة ومهمة مثل الاردن فما بذله عمقنا وحلفائنا لتحجيم ذلك الخطر بعد ما سمي بالربيع العربي ودور ذلك التيار في محاولة زعزعة الاستقرار كان مؤلما.

برأيي ان الناخب كان الاصل أن يكون حصيفا وان يراعي الضغوط والاعباء على صانع القرار السياسي الاردني في ضل وضع اقتصادي صعب وتبعات اقليم ملتهب ودخول المنطقة في اعادة ترتيبات قد تتسارع اذا عاد الرئيس ترامب وان يقدم الناخب النموذجين الاخرين ليصلب الوضع الداخلي وخصوصا النموذج الفكري الثقافي ليكون عونا لصانع القرار في الدفاع عن مواقف جلالة سيدنا باللغتين العربية و الانجليزية و بالمنطق الثقافي العلمي الذي نخاطب به و الذي يحترمه الغرب. لم اتحدث عن نموذج راس المال و المصالح الانية لقناعتي انه نموذج غير مقنع سياسيا و ثقافيا داخليا و خارجيا و لا يمكن ان يشكل رافعة حقيقية حتى في ضبط الإيقاع الداخلي.

ألخص لأقول إن مجلس النواب الحالي سيشكل عبئا على صانع القرار السياسي داخليا بالميل الى الشعبوية وخارجياً لانه يعطي رسالة مناكفة لحلفائنا الحقيقيين وكان الأولى أن يكون الناخب حصيفا في ضل وضع نحتاج فيه الى الصلابة الداخلية وتعميق العلاقة مع عمقنا الحقيقي الخليج و مصر.

حفظ الله الاردن وقيادته ومؤسساته..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :