في ظل الظروف المحيطة التي نشأنا عليها منذ صغرنا، من تقلبات لم نشهد فيها إلا تطورات أدت للأسف إلى إحباط الشعوب وإفقارها بسبب قرارات الساسة ومزاجياتهم، بالإضافة إلى تأثير الجماعات الخفية التي يُطلق عليها اسم الماسونية أو ما يُعرف بالسيد الأكبر (Grand Master) الذين يتحكمون بخارطة العالم وخططه المستقبلية، لن أتوسع في الجوانب الجيوسياسية، وسأبقى في نطاق السياسة الوطنية.
بعد الانتخابات التي جرت في الأردن، أو كما سماها البعض "العرس الانتخابي"، ومشاهدة ما حدث على مستوى الأحزاب والمفاجآت التي لم تُفاجئني بنسبة 90%، كما لم تُفاجئ 95% من الأردنيين والجو العام الذي ساد، أود أن أعترف بصراحة ولأول مرة أن هذه الانتخابات كانت المرة الأولى التي لم تتدخل فيها الدولة وتركوا الشعب يدير شؤونه بحرية، ومع ذلك لا يخلو الأمر من بعض التدخلات الخفيفة التي لا تُذكر، ولكن بشكل عام كان الأمر إيجابيًا، ومع ذلك لا تزال السوداوية تراودني (لا أشعر بالاطمئنان).
على أي حال، نحن الآن على مشارف مشهد تشريعي قادم، يوازن بين الأطراف المختلفة ويعكس وضعًا سياسيًا مترابطًا، رغم أن أحيانًا يكون الحل هو الرضوخ لما يتم فرضه سياسيًا لنواكب الظروف المحيطة بنا، كأننا في عرس لا نعلم إن كان شرعيًا، ولكن نحاول احتواء الأمور وتلطيفها.. وعلينا المضي قدمًا، وكأننا نسير في الطريق الصحيح.
في كل الأحوال، يجب أن يتغير المشهد التشريعي شكليًا ليواكب ما تم إفرازه في الفترة الأخيرة.
تعودنا أن نتوقع نتائج الأمور قبل حدوثها بأشهر، كأننا نعرف مسبقًا من سيظهر في الواجهة، تمامًا كما اعتدنا على توقعات ميشيل وليلى.
ليس بيننا وبينهم عداوة، ولكن نطلب منكم هذه المرة أن تساهموا في تغيير المشهد ولو بشكل مؤقت، وكأنها عملية تحديث بيانات (Data update).
وأخيرًا، في إحدى لقاءاتي السابقة، قلت جملة وأكررها: هناك وجوه سياسية تبدو مستفزة للشارع ويجب أن تغيب.
لا أقول ذلك لتغطية سوداويتي، بل لأعطي الفرصة للآخرين، وأتوقع أن الوقت قد حان لتغيير المشهد..