كان فخري قعوار المسيحي الأصيل يؤمن الانسانية كقوى سلام و محبة، درس الكتاب المقدس و تعلم المحبة و العطاء و أبحر في القرآن الكريم و سيرة نبيه العربي الأمين و أحب اللغة العربية و عشق الأردن و العروبة و فلسطين، و منها انبثق و أبدع و تعدد في إبداعه و نادى بالتقدم و الديمقراطية و الإنسانية و العدالة و الحريات.. و حرية فلسطين!! واتخذها مباديء وقيم دافع عنها و لم يحيد رغم صعوبة المسير وعثرات الدهر، ومهما غلا وتعاظم الثمن، فعرف بمواقفه الوطنية والعروبية الصلبة، وهو يعي حجم وألم الجرح الفلسطيني الذي أصاب القلب العربي، فظل يدافع عن القضية الفلسطينية دون هوادة، مؤمننا بحتمية إنتصار الحق وسيادة العدالة وإن طال الزمن وتعاظمت التضحيات وضعفت الامة. فكان الصوت الأشد وضوحا والأكثر قوة وصدقا في الدفاع عن القضايا العربية، وواجه في سبيل ذلك ما واجه، ولم يكترث.
كانت الثقافة العربية بوصلته، والكلمة المبدعة الحرة عنوانه والقلم الذي لا يهادن سيفه البتار الذي يخوض به معاركه في الصحافة والكتابة الإبداعية وفي السياسة، فكان من مؤسسي رابطة الكتاب الأردنيين وترأس هيئتها الإدارية غير مرة، وتقديرا لمكانته الكبيرة في الساحة الثقافية العربية أمنّه العرب على ثقافتهم و أدبائهم، فانتخبوه أمينا عاما للإتحاد العام للكتاب العرب مرتين لتصبح عمان مقر الاتحاد خلال فترة رئاسته. وترك إرثا أدبيا يشار إليه بالبنان في القصة القصيرة والرواية، وفي الدراما الإذاعية. فكان قريبا من الناس معبرا عن أحلامهم وهواجسهم وانكساراتهم، كمان كان أحد أعمدة الصحافة الأردنية، فلمقالته جمهور واسع وقراء تجاوزوا حدود الجغرافيا الأردنية والعربية، و ترجمت أعماله الأدبية إلى لغات عديدة فأصبحت كتابات خالدة في عقول الناس ووجدانهم كحلم حارس ليلي.
ولأنه يدرك أن الثقافة لا يمكن أن تنفصل عن السياسة، كان صاحب رؤى ثاقبة تستند على إيمانه بالقومية العربية وأنها السبيل لتحقيق الرفعة والكرامة واسترداد الحقوق المغتصبة، ولازال الأردنيون يذكرون ويتذكرون النائب فخري قعوار ، الذي عبر بجرأة ووعي وثقافة عالية عن تطلعاتهم وغاياتهم من أجل وطن أجمل وأنقى وأكثر عدالة.
شاركَته عيد ميلاده، فولِدا في يوم السبت، التاسع من حزيران، بنته الكبرى أميمة، فأحب الطفل و أدب الأطفال نادى بحقوقه فنشأنا على التربية الحديثة و الحرية المسؤولة. وروى لها القصص و كتب لها "حديث مع اميمة". و جاء الأنيس أنيسه و رفيقه فكان له الحظ الوفير بالقرب منه و العديد من "ليال الأنس" معه و كتب له "أنيس و القمر". اما العندليب الأسمر، مدلله و آخر العنقود الذي غير لونه عندما ملأته الغبار من كثر اللعب، و باحترافيه كتاباته الساخرة، كتب له مقالة "العندليب الأغبر".
و كم كانت فرحته كبيرة بالحفيد الاول حنا و بعيون سند الزرقاوين و كم تشوق لرؤية نتاليا و ضحك لعبطات رينا و تهلل قلبه عندما حمل صوفيا ابنتي في مدريد و لمعت عيناه براشد ابني حفيده النبيه.
و احب ازواجنا و اغلاهم ناصر و فراس و دارين ابناءا له ، و علمنا حب العائلة و كان السند الثابت لاخوانه و اخواته، عائلتنا الكبيرة الغالية.
و الأم، امي.. زوجته د سحر الذي أحبها و أفتخر فيها و دافع عنها كالوطن و الحرية. الأم و الشريكة والمربية و التربوية التي نالت أعلى درجات العلم و نجحت بجانبه و حملت عنه كل ما تستطيع حمله لتزيد تسارع انطلاقه إلى الامام، فكان موقفه من المرأة واحد في العلن و الخفاء الدعم و الحرية و الحقوق الكاملة. و سماني مجدا، أملا منه ان يكون فخري و كان! ام املا ان اكون انا مجده ؟
هذا هو فخر قعوار و الأردن و العرب و ربما اكثر. أبا ورب أسرة ومثقفا فريدا ونقابيا عريقا ونائبا لا يساوم على وطنه وصحفيا فذا يفتح دائما نوافذ للحرية في مقالته في جريدة الرأي الغراء.
"فخري قعوار لا يغيب ولا يفنى" كما وصفه صديقه هزاع البراري عندما اطلق اسم فخري قعوار على مهرجان جرش، فهو لن يغيب وإن غاب جسده، وسيبقى كالشمعة التي لا تنطفئ، وكالقمر الذي لا يغيب، وسيبقى فينا حاضرا مزهرا معطاءً مثل تراب هذا الوطن الغالي.
لروحه الرحمة والخلود.
* ابنتك مجد فخري قعوار.