صرخة من الزرقاء .. لرئيس الحكومة أنقذنا
فارس الحباشنة
12-10-2024 11:59 PM
قبل اسبوعين تعرض طلبة مدرسة حكومية في الزرقاء الى حادث اختناق بسبب غبار وتلوث بيئي صادر عن مصنع.
واعلنت الحكومة عن تشكيل لجنة للتحقيق في «حادثة اختناق « طلبة المدرسة الحكومية. والمصنع بحسب شهود عيان لم يتوقف عن العمل، ومازال شغالا، ولم يتم اصدار اي تنبيه او عقوبة مؤقتة رادعة بحقه، وخطره ما زال ماثلا على البيئة وصحة المواطنين، وحادثة الاختناق وكوارث بيئية اخرى قد يتكرر وقوعها بأي لحظة.
لجنة التحقيق جاءت في اخبار الحكومة. واهالي الزرقاء غاضبون، ويقولون انهم خاطبوا محافظ الزرقاء الحالي والسابق، ورفعوا مذكرات الى وزارات الداخلية والبلدية والبيئة، ولم يتلقوا اي استجابة لمطالبهم المتمثلة في حماية المدينة من التلوث الناجم عن مصانع لا تراعي الشروط البيئية، ومصانع قديمة أكل «الدهر وشرب» على ماكيناتها وخطوط انتاجها. وباتت اليوم مصدر خطر على البيئة وصحة المواطنين.
قضية التلوث البيئي في الزرقاء مجتمعية.. والادهى بالموضوع، انه عندما يكتب في الاعلام عن التلوث البيئي، تسمع من مسؤولين كلاما غريبا عن مصانع توفر فرصا لتشغيل اردنيين، وانه مهما فعلت فان دورها في توفير فرص عمل يغفر لها. هذا الكلام سمعته من مسؤول حكومي.. واعتذر عن ذكر اسمه. والكلام بمثابة تبرير، لا تقربوا الصلاة، وتسويغ للتلوث وقتل الناس بحجة ان المصنع يوفر فرص عمل ويشغل ابناء المنطقة «المجتمع المحلي «.
هل يموت الناس من أجل مصالح «طبقة رأسمالية»؟ وفي المعجم الوطني التنمية والاستثمار لا تعني استباحة المجتمع والانسان، ولا تعني ان نموت من اجل تشغيل ماكينات مصنع.. هل وصلنا الى هذا الحد بالتفريط في انسانية الاردني تحت يافطة استثمار؟
سبق لي ان زرت الزرقاء. والتقيت بأهالي يسكنون في جوار المصنع. ودعوني الى منازلهم.. وبام عيني وانفي المزكوم شممت روائح كريهة، وانبعاثات خطيرة على الانسان والجماد.
وقبل ايام وصلتني اصوات من اصدقاء في الزرقاء. ويتحدثون بألم وحسرة عن نكبة بيئية كارثية يسببها مصنع ومصانع اخرى. طلبوا مني أن اكتب عن مأساتهم البيئية والصحية، ولأنهم يريدون حياة نظيفة ويريدون ان لا يخنق اولادهم في الصفوف المدرسية.
أنقل الشكوى.. وسمعت كلاما كثيرا مؤلما عن الزرقاء صحيا وبيئيا وتنمويا وانسانيا.
و قالوا لي ان صوتك يصل الى رئيس الحكومة الدكتور جعفر حسان. ولا يريدون ان تصل شكواهم الى غيره.
فقد ابلغوا وخاطبوا وزارات الداخلية والبيئة والبلديات..
أنا واثق أن رئيس الحكومة ان قرأ هذه السطور سوف يذهب شخصيا الى الزرقاء. ومثلما نتابع اخبار دولته فإنه لا ينقطع عن متابعة اي شكوى، فما بالكم ان كان مصدرها الزرقاء المحفورة حبا في الصخر وقلوب الاردنيين، وليس للزرقاوي غير دولته ليسمع شكواهم وينقذهم من تلوث قاتل.
الدستور