ارتفعت خسائر شركة الكهرباء الوطنية عام 2023 إلى 410 مليون دينار مقابل 232 مليون دينار فقط العام السابق.
هناك انطباع سائد لدى الرأي العام بأن هذا النمو في الخسارة بواقع 178 مليون دينار أو ما يعادل 78% سببه دخول الصخر الزيتي كمصدر جديد في خليط الطاقة الكهربائية.
بالمقابل تظهر البيانات المالية للشركة أن الكلفة الإضافية المترتبة على الصخر الزيتي لا تتجاوز 85 مليون دينار في أسوأ الأحوال. وبافتراض أن أسعار النفط المرتفعة لم ترفع من فاتورة الغاز المستورد للمملكة.
هنا يبرز التساؤل عن الأسباب الأخرى لارتفاع الخسائر.
بحسب البيانات المالية المنشورة، جزء كبير من ارتفاع الخسائر سببه ارتفاع كلف اقتراض الشركة بواقع 50 مليون دينار عام 2023. وهذا مدفوع طبعا بارتفاع أسعار الفائدة ونمو مديونية الشركة.
السبب الثاني هو عدم قيام الحكومة بسداد قيمة دعم تعرفة الصناعة بقيمة 29 مليون دينار، لتتحمل الشركة بالتالي هذه الكلفة.
ومن الأسباب الأخرى أن الحكومة باتت تستخدم الشركة كأداة تقاص مالي بين الجهات الحكومية المدينة لشركات الكهرباء ووزارة المالية.
وبمعنى أن تلك الجهات الحكومية (وبالتالي شركات التوزيع) لا تدفع متأخراتها المتراكمة لصالح شركة الكهرباء الوطنية، وذلك مقابل قيام وزارة المالية بتخفيض رصيد السلف التي قامت بمنحها سابقا ل "نيبكو".
هذا الإجراء يقود إلى تسويات معقدة - لوزارة المالية اليد العليا في تقريرها، مما يتسبب بكلف إضافية على الشركة.
من المهم اتخاذ ما يلزم من إجراءات لتصحيح المسار المالي لشركة الكهرباء الوطنية "نيبكو"، والابتعاد عن استخدامها كأداة لتجميل أرقام المالية العامة.