facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




معادلة الصراع تتغير جذريا


كمال زكارنة
12-10-2024 12:52 PM

يدخل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي والعربي الاسرائيلي مرحلة جديدة ،تختلف عن المراحل التاريخية السابقة ،المستمرة منذ سبعة وسبعين عاما،فلم يعد المنتصر والحاسم في الصراع هو الطرف المعتدي والمحتل للاراضي والحقوق الفلسطينية والعربية ،بل ظهرت قوى جديدة على الساحتين الفلسطينية والعربية والاقليمية ،استطاعت ان تثبت وجودها وان توجه ضربات مؤلمة جدا موجعة للمعتدي المحتل،وتكسر معادلة الصراع والقوة التي ظل يتحكم بها ويسيطر عليها اكثر من سبعة عقود ونصف ،والحقت به هزائم متتالية وكبدته وما تزال خسائر فادحة بالارواح والمعدات والاسرى.

لم يكن الاسرائيلي يتصور يوما ،ان تكون جميع مستوطنات ومستعمرات وكيبوتسات ومدن وقرى شمال فلسطين المحتلة عام 48،بكامل مساحتها تحت ضرب الصواريخ من جبهات المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن والعراق ،ولم يتصور ايضا ،ان يكون داخل الكيان المصطنع اكثر من نصف مليون نازح من المستوطنين معطلين تماما عن الحياة بكل اشكالها ومجالاتها ،ويتسابقون مع مئات الالاف غيرهم على الهجرة والهروب خارج فلسطين المحتلة،وملايين اخرين في الملاجيء ،او حول الملاجيء للهروب اليها في اية لحظة،الامر الذي قد يقوض الكيان من اساسه وينهيه ،ويتهدده بخطر الزوال ،بسبب فقدان عناصر الامن والرفاه وكذبة ارض السمن والعسل.

ولم يتصور الاسرائيلي ايضا،ان الكيان الذي يعيش فيه ،لم يعد قادرا على حمايته ،واصبح الكيان نفسه يبحث عن من يحميه، ويوفر له اسباب الحياة والبقاء،كما توصل الاسرائيلي الى قناعة مطلقة ،بأن اي استدارة امريكية للكيان تعني نهايته وزواله الى الابد ،الامر الذي يعني انه لا مستقبل للكيان ولمن يعيش ويستقر فيه،ولا توجد اية ضمانات حقيقية للامن والامان والاستقرار ،والحياة الطبيعية الهادئة خلال السنوات القادمة ،وانما على العكس ،فان خطر الموت يتهدد كل من يقيم داخل الكيان.

عندما تكون اهم المدن الفلسطينية المحتلة شمال فلسطين المحتلة،مثل يافا وحيفا وعكا وصفد وغيرها ،تحت النار بشكل دائم ،فان ذلك يعني ان انعدام اسباب ومقومات الحياة فيها قد تصبح معدومة ،والمستوطنين والمستعمرين المهاجرين الى فلسطين من شتى بقاع الارض،لن يتستطيعوا العيش والبقاء في ارض لا صلة لهم بها ،ولم يعرفونها من قبل،بل هاجروا اليها مقابل اغراءات ووعود كثيرة كاذبة،وهي ليست وطنا لهم ،لان ولاءهم وانتماءهم يبقى للدولة التي اتوا منها الى فلسطين المحتلة.

جكومة الكيان تطرح اليوم مشروعا توسعيا على حساب الدول العربية ،تحت مسمى شرق اوسط جديد وتغييرات استراتيجية في الشرق الاوسط ،لصالح الكيان ،يهدف الى اغتصاب اراضي وحقوق عربية جديدة ،بينما المؤشرات الحالية تشير الى احتمالات كبيرة لحدوث تغييرات مهمة في المنطقة ،لكنها لن تكون لصالح الكيان وانما على حسابه وعلى حساب وجوده.

والمطلوب ان يسمع منطروا المشروع الاسرائيلي التوسعي ،نتنياهو وسموتريتش وبن غفير وغيرهم،ردا عربيا جماعيا قاسيا،او على الاقل من الدول التي يستهدفها هذا المشروع الخطير ،بأن اؤلئك المنظرين للمشروع من الاسرائيلية ،جميعهم مهاجرين طارئين وليسوا من الشرق الاوسط ،ولم يولدوا هم وآباءهم واجدادهم في الشرق الاوسط ،وانهم ليسوا الوحيدين في الشرق الاوسط ولا هم وحدهم الذين يقررون مصير ومستقبل الشرق الاوسط ،بل هناك دول مهمة مستقلة ذات سيادة عمرها مئات السنين ،قادرة على الدفاع عن سيادتها واستقلالها واراضيها وحدودها وشعوبها،وتقرر مصيرها وترسم مستقبلها بنفسها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :