اصبحت محاولة معرفة مدى تأثير سياسة الاغتيالات الاسرائيلية على قيادة حزب الله اللبناني الشغل الشاغل لكثير من المراقبين و المحللين في الآونة الأخيرة على إثر سلسلة العمليات المدوية التي نفذتها أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية بحق كبار القياديين في الحزب.
إن كثيرا من الاراء في هذا المجال لم تأخذ بعين الاعتبار قدرة الحزب الموالي لطهران على إعادة ترميم صفوفه بسرعة مذهلة على نحو غير مألوف كما ظهر ذلك للعيان من خلال الاشتباكات المسلحة العنيفة التي دارت رحاها في المناطق الحدودية جنوبي لبنان المتاخمة لمنطقة الجليل في شمال فلسطين المحتلة بين مقاتلي حزب الله من جهة و القوات الاسرائيلية من جهة أخرى التي حاولت القيام بعمليات توغل محدودة هناك في مسعىً منها لتسجيل نقاط دعائية توظف في خدمة حكومة اليمين المتطرف الحاكمة في تل أبيب.
لقد تعرض الجيش الاسرائيلي لخسائر فادحة نسبيا قياسا بحجم عملياته المحدودة في جنوب لبنان وتبين للعديد من المتابعين للأحداث ان استراتيجية العدو الاسرائيلي القائمة على توجيه ضربات ذات طبيعة أمنية استخباراتية لحزب الله ابعد ما تكون عن النجاح على أرض الواقع و أن الأمر لا يعدو كونه عملا استعراضيا محدود الأثر على القوة الضاربة للحزب ميدانيا.
على أية حال فإن استمرار حكام تل أبيب في نهجهم هذا المعتمد على اغتيال الكوادر القيادية العليا في حزب الله لا يبدو أنه سيحقق مردود ناجع في ثني مقاتلي الحزب عن مواصلة قتالهم ضد العدو الاسرائيلي حتى الرمق الاخير رغم كل ما يتردد هنا و هناك في الأوساط الإعلامية الصحفية عن تضرر قدرات الحزب في مواجهة سياسة التصفيات التي صممت خصيصا لرفع شعبية حكومة رئيس وزراء الكيان الغاصب بنيامين نتنياهو لدى الرأي العام المحلي ليس أكثر التي تبحث عن انجازات تقدمها للشارع الاسرائيلي في خضم حرب استنزاف لا تلوح بارقة أمل لوقفها في هذه المرحلة الحرجة بالغة الدقة.