facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




تشرين تاريخ الشك واليقين


د. محمد العزة
12-10-2024 11:48 AM

عادة التقديم و المراجعة التاريخية السياسية للأحداث ثم التأسيس لعرض الجوانب الرئيسية سيكون ماعليه نمط الجزء الاول من هذا المقال و التمهيد للقسم الثاني الذي سيجمع في مضمونه حوار مع الصديق و الاستاذ المحامي د صخر الخصاونة الذي قدم جملة من النتائج توافقت أيضا مع اراء نخبة من الكتاب و المحللين و الصحفيين و المستشارين السياسين الذين سيتم الاقتباس منهم و سنذكرهم في الجزء الثاني.

القسم الاول:
جمعت المصادفة التاريخية وقد تكون ليس مصادفة بل هي المتابعة و تراكمات نتائج تجربة و الارتباط بتاريخ لرمزيته و عنوانه و أهدافه ، لمقاربة الحدثين في تاريخ و ذكرى واحدة في شهر واحد و على أرض منطقة واحدة و ربما لأجل تحقيق نتيجة أو مصلحة أو هدف واحد.

الحدثين هما السادس من أكتوبر 1973 أو حرب العاشر من رمضان أو تشرين التحريرية التي مر عليها واحد وثلاثون عاما (٣١) ، والحدث الثاني هو السابع من أكتوبر 2023 أو طوفان الاقصى أو حرب العدوان على غزة التي تجاوزت العام (١) الكامل و مازالت مستعرة لساعة كتابة هذا المقال.

جملة من الحقائق و المعلومات و الارقام تستحق و تسترعي المراجعة و التحليل:
١. الحدثان أو الحربان وقعا في شهر واحد يفصل بينهما يوم واحد و ذكرى إتمام عن العشرية الثالثة لأحدهما عام واحد.

٢. الطرف العربي الأول ( مصر وسوريا رئيسيا ومساندة عربية عسكريا و ماديا و سياسيا ) في ٧٣ و ( المقاومة الفلسطينية و حزب الله و مساندة عربية سياسيا أقواها و أوضحها أردنيا و أغاثية ) في الثانية ٢٠٢٣ شكل محورا مقاوما لعدو واحد هو الكيان الاسرائيلي أو المستوطنة الاحتلالية الاسرائيلية ( مسبب الحرب) الطرف الثاني في الحرب.

٣. الحرب في الحالتين قامت أو جاءت بعد سلسلة من المعارك العسكرية و سجل من النصر و الهزيمة لأطراف الحرب فقبل ٧٣ كان هناك نكبة أيار ٤٨ و العدوان الثلاثي ٥٦ و نكسة حزيران ٦٧ و انتصار أذار المجيد يوم الكرامة ٦٨ على الكيان و في الثانية كان هناك انسحاب الكيان من جنوب لبنان أيار 2000 و اكمل انسحابه بعد حرب تموز 2006 وانتصار حزب الله والقرار 1701 و استمرت المعركة من 2007 بعد سيطرة حركة حماس على قطاع غزة و انسحاب العدو الإسرائيلي من غزة في 2006 ، و خوضها معارك عدة معه في 2008 مرورا بسنة 2012 و 2014 و 2019 و 2021 و 2022 و صولا السابع من أكتوبر 2023.

٤. تحالفات الأطراف الدولية الرئيسة التي دعمت كلا الطرفين تقريبا متشابهان مع تغير في الأفراد و الأدوار فكان الروسي( الاتحاد السوفياتي ) الحليف الرئيس و الإيراني الحليف الثانوي ( نظام الشاه) داعمين لمصر و سوريا في ٧٣ وهما أيضا اليوم حلفاء المقاومة في ٢٠٢٣ مع عكس الأدوار الرئيسية و الثانوية مع ثبات الولايات الأمريكية المتحدة وبعض الدول الأوروبية كحليف داعم و دائم للكيان الاسرائيلي.

٥. الأهداف السياسية للحرب العسكرية تقاربت لدى أطرافها ، فلدى الطرف العربي ، كان تحرير الأرض المحتلة وإعادة احياء جوهر نشأة الصراع العربي الإسرائيلي إلى الأضواء وعلى طاولة المفاوضات هو العنوان الرئيس وان تحققت في ٧٣ وكانت النتائج و الاهداف المحققة جزئية دون تحقيق الهدف الرئيس ، وعلى الطرف الآخر الاسرائيلي كان الدفاع عن النفس و نقيضه الهجوم لأجل أطماع توسعية استيطانية نجح أيضا في تحقيقها جزئيا و تحت تأثير المد و الجزر في المحاولة لإكمال قائمة الأهداف لدى الطرفين ، وفي الحالة الثانية ذكرت الأهداف في سياق رد حركة المقاومة حماس على منظمة هيومن واتش رايتس و تضمن نفس الأهداف السياسية لمعركة اكتوبر ٧٣ مع فوارق بسيطة زيادة أو نقصان.

٦. الحدثان بناء إلى حسابات الحجم و ضخامة الفعاليات ومساحتها و النتائج السياسية و الاقتصادية و الجغرافية التي ترتبت عليها و ستترتب في الحالة الثانية ، تم تصنيفها و وصفهما أنهما محطتين فارقتين ، في تاريخ المنطقة الأمر الذي أظهر الحاجة إلى إجراء وهو ما سيوصلنا و نذكره في النقطة السابعة من هي الفقرة.

٧. أعقب الحدث الاول سلسلة من المعاهدات و التسويات سبقها العديد من المبادرات التي باءت بالفشل لعنجهية العدو الإسرائيلي و قوة موقفه العسكري ، توج باتفاقية كامب ديفيد للسلام ، بعد إعادة موازين القوى العسكرية لصالح العرب و تغير مواقع و مواقف القوة الممكن أن تجعلك تضع و تفاوض على شروط في أي مفاوضات قادمة ، وبانتظار أن تضع الحرب اوزارها في المحطة أو الحدث الثاني و معرفة ما سيرشح من تحركات و اجتماعات تفضي إلى تفاهمات يكون نتاجها توقيع اتفاقية سلام و إلزام تفرض التزاما على الطرف المعتدي دائما واولا و حلفاؤه ثانيا لضمان بنود ذات فعالية طويلة المدى ، من هنا فأن كل المؤشرات القادمة من ساحة الميدان و غرف السياسية العربية و الدولية تقول أننا مقبلون على جولة من المفاوضات ينبثق عنها اتفاقية قد تغير من واقع المنطقة العربية السياسي عامة و الفلسطيني خاصة كوطن و قضية ، والحديث هنا عن الحالة الثانية والتي أيضا سبقها عددا من مبادرات الحل واهمها و أبرزها مدريد ، و تفاهم أوسلو ، اتفاقية وادي عربة للسلام والمبادرة العربية السعودية للسلام التي لم تلتزم المستوطنة كشريك حقيقي للسلام و هو ما ابقى المنطقة تعيش حالة العسكرة.

في ختام القسم أو الجزء الاول من هذا المقال ، من الصعب بالإمكان استحضار ذاكرة الاحداث و مجريات حدثين كبيرين وقع كل منهما في توقيت زمني منفصل ، الا أنهما قد يتشابهان في الدوافع السياسية و البيئة الحاضنة المجتمعية الشعبية و الظروف الموضوعية المحيطة و تختلف في وحدة المعاناة من عدم الاستقرار و وحدة مصدر التهديد و تقاطع المصالح والشراكة مع القوى الكبرى ، لكن لأجل إرساء أسس استقرار لمنطقة تمتاز بأهمية موقعها الجيوسياسي و الاقتصادي لم تعرف الاستقرار عبر قرون و عصور من تاريخ البشرية كانت شاهدا على أمور تمت مشاهدتها و توثيقها وأخرى تم روايتها و كتابتها من وجهة نظر المنتصر و الضحية ، الأمر الذي أصاب الحقيقة بحالة من الشك و اليقين ، وما يفصل بينهما هو مقارنة الممارسة وردات الفعل و الطروح المنطقية لكل طرف و النتائج لكلا الحدثين التي تحققت و ماهو متوقع لما سيتحقق و سنذكره في الجزء الثاني من هذا المقال و الختام بتوصيات تتماشى والواقع الحالي اليوم حتى نكون على استعدادا لمرحلة ما من المستقبل نريد أن نكون جزءا أصيلا منه نؤثر فيه على مجريات الأمور بما يضمن الحقوق العربية عامة و الحقوق و المصلحة الوطنية العليا الأردنية و قضيتها المركزية القضية الفلسطينية خاصة.

يتبع ..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :