facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




خارطة الفوضى .. من خطوط على الورق .. إلى واقع ينزف ..


محمود الدباس - ابو الليث
11-10-2024 12:45 AM

مقال اخي د. ماجد خواجا.. بعنوان (التلاعب في خرائط الجغرافيا والتاريخ والوجدان).. جعلني اكتب في هذا الأمر.. والذي كثيراً ما ترددت الخوض فيه..

فما يحدث في الشرق الأوسط اليوم.. هو امتداد واضح ومؤلم لما تنبأت به مقالة ((حدود الدم.. ما هو شكل شرق أوسط أفضل.. Blood borders: How a better Middle East would look.. هذه المقالة نشرت بمجلة القوات المسلحة الأمريكية في عدد حزيران 2006.. للكاتب بيترز.. وهو ضابط متقاعد يحمل رتبة مقدم.. في الاستخبارات العسكرية الأمريكية))..

المخطط الذي وضعه بيترز.. أصبح حقيقة تتجسد على الأرض.. ولكن ليس على يد الحكومات الغربية بشكل مباشر.. بل عبر أدوات أكثر تعقيداً.. مثل الاحتلالات.. الحروب بالوكالة.. والانقسامات الداخلية التي غذتها هذه المخططات..

عندما نرى ما يجري في غزة اليوم.. حيث يقوم جيش الاحتلال الإسرائيلي بعمليات عسكرية مكثفة تدمر المدن والبنية التحتية.. نشهد جزءاً من تلك الخطة.. التي تعتمد على إضعاف المجتمعات الفلسطينية.. عبر العنف المستمر.. والضغط العسكري.. الفكرة ليست فقط إضعاف المقاومة الفلسطينية.. بل استنزاف الشعب الفلسطيني نفسياً واجتماعياً.. عبر تدمير آماله بالاستقرار والعيش بكرامة.. وبذلك يتم زرع اليأس والفرقة بين الفصائل الفلسطينية نفسها.. وهو ما يؤدي في نهاية المطاف إلى تحقيق تلك "الحدود".. التي يريد الغرب والاحتلال رسمها.. حيث لا وجود لكيان فلسطيني قوي قادر على المطالبة بحقوقه كاملة..

وفي لبنان.. المعادلة نفسها تتكرر.. الضربات الإسرائيلية المتكررة.. سواء على الجنوب.. أو على مواقع حزب الله.. تعكس محاولة دائمة لزعزعة استقرار هذا البلد.. وهو ما يتناغم مع رؤية بيترز في تقسيم الدول الكبرى.. او القريبة من الكيان الاسرائيلي في المنطقة.. إلى كيانات أضعف.. فلبنان بلد متعدد الطوائف.. يشكل نموذجاً واضحاً لذلك الانقسام.. الذي يسعى الغرب إلى تعزيزه واستثماره.. لتكون النتيجة دولة ضعيفة غارقة في الفوضى السياسية والاقتصادية.. غير قادرة على مواجهة التهديدات الخارجية أو حتى الداخلية..

أما سوريا.. فالقصف المستمر للمواقع العسكرية هناك بذريعة وجود الميليشيات الإيرانية.. يشير إلى أن هذه الدولة أيضاً مستهدفة بشكل مباشر لتفتيتها وإضعافها.. الحرب في سوريا منذ 2011.. والضربات الإسرائيلية المستمرة.. وحتى الصراع الداخلي بين القوى المختلفة.. كلها أدت إلى تحويل سوريا من دولة ذات سيادة.. إلى ساحة مفتوحة للصراعات الإقليمية والدولية.. تذكيراً بما حدث للعراق في 2004.. عندما تم احتلاله على يد القوات الأمريكية.. تلك الحرب التي أسفرت عن تدمير دولة بأكملها.. وتفتيت نسيجها الاجتماعي والطائفي.. وهو ما أدى إلى الفوضى التي تعاني منها البلاد حتى يومنا هذا..

إذا عدنا لمقالة بيترز.. نجد أن الفكرة الرئيسية.. تعتمد على تقسيم الدول الكبرى.. والتي يمكن أن تشكل تهديداً للنظام الدولي أو المصالح الغربية.. غزة ولبنان وسوريا والعراق.. كلها أمثلة على ذلك.. يتم استهدافها بطرق مختلفة.. سواء عبر الحروب المباشرة.. أو عبر تغذية الصراعات الداخلية.. أو حتى من خلال الفوضى الاقتصادية.. الهدف النهائي هو إضعاف هذه الدول "او مشاريع الدول" لتصبح غير قادرة على مواجهة المخططات الكبرى.. مثل مشروع "الشرق الأوسط الجديد".. الذي يقوم على إعادة رسم الحدود السياسية.. والعرقية.. والدينية في المنطقة..

وفي العراق.. الاحتلال الأمريكي في 2004 كان البداية الحقيقية لتطبيق هذا المخطط.. تم إسقاط نظام قوي.. وتحويل البلاد إلى مزيج من الفوضى الطائفية والعنف.. وهذا ما سمح للقوى الإقليمية والدولية بالتدخل.. والسيطرة على أجزاء من البلاد.. سواء كان ذلك بشكل مباشر.. أو غير مباشر.. إنه نفس السيناريو الذي يتم تطبيقه الآن في دول أخرى مثل سوريا ولبنان.. وحتى غزة..

هنا نجد أن ما يحدث الآن.. هو تجسيد عملي لمخططات قديمة.. لم تفارق عقول صناع القرار في الغرب.. الاستراتيجية نفسها.. التي تعتمد على استنزاف الدول.. وإضعافها من الداخل.. والاستفادة من الصراعات الطائفية والدينية.. تتكرر اليوم.. وكل ذلك يتم على حساب الشعوب.. التي تدفع الثمن الأكبر في هذا الصراع..

والسؤال المطروح دوما.. ماذا علينا فعله كأمة عربية.. في ظل كل ما نراه ونسمعه من مخططات.. والعمل على اتفاذها يتم بشكل علني؟!..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :