اسرائيل وإيران .. الرد على الرد
د. ماهر عربيات
10-10-2024 03:01 PM
تعيش منطقة الشرق الاوسط حالة من التصعيد غير المسبوق ونذر نزاع مفتوح بين إيران واسرائيل يلوح في الافق في اجواء يشوبها الحذر، فقد اتخذت اسرائيل قرارا بالتشاور مع حليفتها الكبرى الولايات المتحدة، بالرد على إيران بعد الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير، والذي نفذته انتقاما لإسماعيل هنية وحسن نصر الله وقادة في الحرس الثوري
الرد الاسرائيلي ربما يكون قويا ومباشرا وفق الأنباء الإسرائيلية التي تشير إلى أن الجيش قد تأهب لعملية كبيرة في طهران قد تطال مجمعا لخامنئي ومنشآت نفطية ومقرا للحرس الثوري
أما السيناريو المتعلق باستهداف مواقع نووية إيرانية، فبالرغم من كونه غير مرجح، واحتمال ضئيل الوقوع لكنه غير مستبعد، فالمواقف الإسرائيلية داخل تل ابيب فيما يتعلق بسيناريوهات الرد متباينة، فرئيس وزراء اسرائيل السابق نفتالي بينيت كان قد دعا لمهاجمة البرنامج النووي الإيراني والقيادة الإيرانية، بينما زعيم المعارضة بائير لابيد طلب من نتنياهو استهداف المنشآت النفطية الإيرانية، ورفض استهداف المنشآت النووية على اعتبار أن استهدافها يحتاج الى تعاون عسكري كبير.
في ذات الوقت لم تخفي واشنطن امتعاضها حول رفض تل ابيب ابلاغها بتفاصيل خطتها للرد على إيران
من ناحية أخرى، تحذر طهران من أن اي هجوم اسرائيلي سيواجه برد شديد، وتؤكد استعدادها لكافة التهديدات المحتملة وأن لديها سيناريوهات متعددة للرد على أي هجوم
المجابهة بين إيران واسرائيل لا يمكن تقديرها حالياً، وشكل المواجهة سيتحدد حتما وفقا للرد الاسرائيلي المرتقب، لكن التهديدات المتبادلة بين الجانبين، تطرح سيناريوهات محتملة لطبيعة الرد، اهمها إمكانية أن يكون محدودا، بمعنى أن رد اسرائيل قد يقتصر على ضربات جوية تستهدف منشآت عسكرية داخل إيران، وهذا لن يؤدي الى حرب شاملة أو واسعة، أما إذا كانت الأهداف التي تحددها اسرائيل ذات أهمية استراتيجية مثل استهداف منشآت حيوية كالمنشآت النووية أو مواقع انتاج النفط او مراكز القيادة العسكرية، فقد تتفاعل الأحداث بشكل سريع، الأمر الذي سيدفع إيران إلى توجيه رد اكثر عنفاً سيعمل بالطبع على زيادة احتمالية توسيع ميدان الصراع، وربما تدخل قوى اقليمية ودولية فيما لو استمر لتشمل اهدافا اكثر حيوية بين أطراف أخرى في المنطقة
وفي ترقب الرد الاسرائيلي، تحبس المنطقة انفاسها وسط مخاوف في الشرق الاوسط
وما بين استهداف مواقع النفط والمنشآت النووية اتخذت اسرائيل قرارا بضرورة الرد على الرد ومضت من أجل ذلك في تحضير بنك الأهداف المرشحة، وواشنطن أبدت عدم رضاها في استهداف النفط او المنشآت النووية الإيرانية، وتل أبيب ماضية في غايتها، ورغم ذلك تجد إدارة بايدن تؤكد التزامها القوي بحماية اسرائيل
أما في طهران فلا يعتقد مسؤولون ايرانيون إمكانية تل أبيب تجاوز الخطوط الحمراء باستهداف منشآت اقتصادية أو سياسية أو عسكرية، ومع ذلك تتوعد اسرائيل برد بالغ وعميق
وما بين الرد والرد فإن المجابهة مع إيران وأذرعها في المنطقة تشكل بالنسبة لنتنياهو الفرصة السانحة للحفاظ على مكانته السياسية داخل اسرائيل حتى مع اندلاع حرب إقليمية