مستحضرات العناية بالبشرة .. تاريخها ومراحل تطورها عبر العصور
10-10-2024 10:22 AM
عمون - يعكس تاريخ مستحضرات التجميل وتطورها، رحلة طويلة تمتد لآلاف السنين، حيث كانت جزءاً مهماً من روتين العناية بالبشرة والجمال عبر العصور، وبدأت في الحضارات القديمة باستخدام مواد طبيعية؛ مثل الزيوت العطرية، والأعشاب، والحناء، ليس فقط لأغراض جمالية فحسب، بل لحماية البشرة والعينين من الشمس والبيئة القاسية، وتطورت مستحضرات التجميل الطبيعية عبر العصور من الاستخدامات البسيطة والطبيعية إلى مجموعة واسعة من المنتجات المتطورة التي تجمع بين الطبيعة والطب، تتضمن مكونات فعالة في تعزيز صحة البشرة وشبابها.
واليوم، شهدت مستحضرات العناية بالبشرة تطوراً ملحوظاً يجمع بين الجمال والعناية الصحية والتكنولوجيا المتقدمة، لتلبي احتياجات البشرة المختلفة، بدءاً من الغسول البسيط، والكريمات المرطبة، والمضادة للشيخوخة، وصولاً إلى السيروم، وذلك بفضل الابتكار المستمر في مجال الجمال.
غسول البشرة ومراحل تطوره عبر التاريخ
تاريخ مستحضرات العناية بالبشرة
في العصور القديمة، كان تنظيف البشرة يعتمد بشكل كبير على العناصر الطبيعية المتاحة، مثل استخدام الطين والزيوت النباتية لتنظيف البشرة من الشوائب، في مصر القديمة، كان يُستخدم العسل والصودا لتنقية البشرة، بينما اعتمدت الحضارة الإغريقية والرومانية على زيت الزيتون والماء كوسيلة فعالة للتنظيف، وفي العصور الوسطى، شاع استخدام الوصفات المنزلية التي تعتمد على الأعشاب والزيوت لتنظيف البشرة.
في القرن التاسع عشر، ومع دخول العصر الصناعي، بدأ تطوير مستحضرات التنظيف بشكل تجاري، حيث بات الصابون المصنوع يدوياً يستخدم لتنظيف البشرة، ومع ذلك، كانت تلك المنتجات قاسية على الجلد وتؤدي إلى جفافه.
وفي أوائل القرن العشرين، ظهر غسول الوجه بالشكل الذي نعرفه اليوم، وكان أول منتجي منظفات الوجه شركة "كولجيت بالموليف"Colgate-Palmolive وشركة جودريتش دراغ Goodrich Drug، للأدوية، وقد شاركت شركة "كولجيت بالموليف" في إنتاج الصابون والعناية بالبشرة في وقت مبكر من القرن التاسع عشر، وتوسعت في نهاية المطاف إلى منتجات التطهير، وتم إنتاج صابون كليكس الخفاف Klex Pumice Soap في عام 1940، كأحد المنظفات البارزة لتنظيف البشرة العميق.
إلى ذلك، كانت شركة "نوكسزيما" Noxzema الأمريكية من أوائل الشركات التي قدّمت منتجات تنظيف البشرة بطريقة مبتكرة تجمع بين التنظيف العميق والترطيب.
في العقود الأخيرة، تطور غسول البشرة، ليشمل مكونات طبيعية، وأخرى تعتمد على تكنولوجيا متقدمة مثل الأحماض الطفيفة والمكونات النباتية، أصبحت هذه المنتجات لا تقتصر على تنظيف البشرة فحسب، بل تعالج أيضاً مشكلات مثل حب الشباب، وتقشير البشرة بلطف.
كريم مرطب ومراحل تطوره عبر التاريخ
في الحضارات القديمة، تم ترطيب البشرة وحمايتها من الجفاف باستخدام مكونات طبيعية، مثل الزيوت النباتية كزيت الزيتون، وزيت اللوز، استمر استخدام المواد الطبيعية في العصور الوسطى، مثل الزبدة، والشمع النباتي، وتم مزجها مع الزيوت العطرية للحفاظ على رطوبة البشرة.
في أوائل القرن العشرين، ظهرت أولى الشركات التي أنتجت مستحضرات كريم ترطيب البشرة ومنها شركة "إي.سي. ديويت أند كومباني" E. C. DeWitt and Company، والتي عُرفت بمنتجها "ديويتس تواليت كريم" DeWitt's Toilet Cream، بعد عام 1906، وتم تطويره ككريم مرطب ومنتج للعناية بالبشرة، أيضاً تعتبر شركة "بوندز" Pond's، من الشركات البارزة في هذا المجال، حيث قدمت منتجات العناية بالبشرة مثل الكريمات المرطبة منذ أواخر القرن التاسع عام 1846، كذلك، تعدّ "نيفيا" NIVEA واحدة من هذه الشركات الرائدة، التي أطلقت أول كريم مرطب لها في عام 1911، ارتكز كريم "نيفيا" على مزيج من زيت اللانولين والماء؛ ما جعله ثورة في عالم العناية بالبشرة؛ إذ قدم تركيبة خفيفة وسهلة الامتصاص.
واقي الشمسي ومراحل تطوره عبر التاريخ
في الحضارات القديمة، مثل مصر واليونان، تمّ استعمال المكونات الطبيعية، مثل زيت الزيتون، الأرز، والطين لحماية البشرة من أضرار الشمس، كانت تلك المواد بمثابة حاجز بسيط ضد الأشعة الضارة، ولكنها لم تكن فعالة بما يكفي لحماية البشرة لفترات طويلة، عام 1928، ابتكر الكيميائي الفرنسي "يوجين شيلر" Eugène Schueller، وهو مؤسس شركة "لوريال" L'Oréal، أول منتج واقٍ تجاري من الشمس، وهو ما ساهم في تأسيس العلامة التجارية المعروفة اليوم، وفي عام 1938، أنشأ الكيميائي السويسري فرانز غرايتر" Franz Greiter، مستحضراً آخر للوقاية من الشمس يسمى "غليتشر كريم" Gletscher Crème، بعد تعرضه لحروق شديدة أثناء تسلق الجبال، وأصبح هذا المنتج نقطة انطلاق لعلامته التجارية الشهيرة "بيز بوين" Piz Buin.
في الأربعينيات، طورت شركة "كوبيرتون" Coppertone، وهي واحدة من أشهر وأقدم كريمات واقي الشمس، مستحضر واقٍ شمسيٍّ، كان بمثابة نقطة تحول كبيرة في صناعة مستحضرات الحماية من الشمس، حيث وفر تركيبة فعالة تحمي البشرة من الحروق الشمسية، وتقلل من أضرار الأشعة فوق البنفسجية.
في عصرنا الحالي، تعتمد كريمات واقي الشمس على تقنيات حديثة، مثل مضادات الأكسدة، والفلاتر المعدنية مثل أكسيد الزنك، وثاني أكسيد التيتانيوم، والتي توفر حماية شاملة للبشرة من الأشعة فوق البنفسجية، وتحميها من الشيخوخة المبكرة.
كريمات لمحاربة التجاعيد ومراحل تطورها عبر التاريخ
في الحضارات المصرية والإغريقية، تم استخدام الزيوت الطبيعية والعسل للحفاظ على نعومة البشرة وشبابها، حيث تساعد هذه المكونات على ترطيب البشرة، وتمنع ظهور التجاعيد المبكرة.
في ثلاثينيات القرن الماضي، قدمت شركة "إليزابيث أردن"Elizabeth Arden، وهي واحدة من أوائل الشركات، منتجات للعناية بالبشرة تستهدف مكافحة الشيخوخة، استخدمت تلك المنتجات في ذلك الوقت مكونات مثل، اللانولين، والفيتامينات، التي تعمل على ترطيب البشرة وتغذيتها.
في الخمسينيات، أطلقت شركة "ريفلون"Revlon، أول كريم مضاد للتجاعيد، ومع تطور الأبحاث العلمية، بدأت مكونات جديدة بالظهور مثل الريتينول، الذي أصبح عنصراً أساسياً في منتجات مكافحة الشيخوخة، حيث يعمل على تحفيز إنتاج الكولاجين وتحسين ملمس البشرة، وقدمت شركات أخرى مثل "أولاي" Olay، مستحضر مكافحة الشيخوخة الشهير "ريجينيريست"Regenerist، والذي يحتوي على مكونات تعزز من نضارة البشرة، ومكافحة علامات التقدم في العمر.
في عام 1974، برزت مستحضرات كريمات مضادة للتجاعيد، تتضمن مكونات مثل الكولاجين، والتي كانت تُستخدم لتقليل ظهور الخطوط الدقيقة والتجاعيد، وكانت شركة "لوريال"، أول الشركات التي قدمت أول كريم مضاد للتجاعيد في تلك الفترة الزمنية.
مع دخول تكنولوجيا الأحماض، مثل حمض الهيالورونيك، والببتيدات، والتي تقدم تأثيراً مضاداً للتجاعيد وفعالية في تحسين مرونة الجلد، شهدت صناعة مستحضرات مكافحة الشيخوخة قفزات نوعية في العقود الأخيرة، وأصبحت كريمات مكافحة التجاعيد أكثر تقدماً، تعمل على معالجة المشكلات الجلدية، مثل التجاعيد الدقيقة، التصبغات، وفقدان مرونة البشرة.
السيروم ومراحل تطوره عبر التاريخ
اشتهر المصريون بروتينهم الجمالي، واستعانوا بمجموعة متنوعة من الزيوت النباتية كزيت السمسم، وزيت الخروع وزيت الزيتون، لحماية بشرتهم من الظروف الصحراوية القاسية بالإضافة إلى تعزيز جمال البشرة، كانت هذه الزيوت، بصفاتها المغذية والمتجددة، بمثابة النموذج الأولي لما نشير إليه اليوم باسم أمصال الوجه.
في السبعينات، ظهرت فكرة السيروم كمنتج جديد، أكثر خفة وسرعة في الامتصاص، ليتمكن من اختراق طبقات الجلد العميقة دون أن يسد المسام، خلال أوائل عام 1980، أطلقت شركات رائدة مثل "إستي أوتشي لودر"، و"كلينيك" و"لور إرمال باريس" و"كيلز" مستحضر السيروم، ومع كل علامة تجارية تقدم نسختها الخاصة، سرعان ما أطلقت العلامات التجارية الكبرى منتجات ذات قوة دائمة، مثل مصل "كلارنس" المزدوج، الذي ظهر لأول مرة في عام 1985 و"شيسيدو" عام 1990.
كذلك، تعتبر شركة "سكين سوتيكالس" SkinCeuticals من أوائل الشركات التي قدمت مستحضر السيروم للبشرة، حيث أسسها د. شيلدون بينيل، الذي قام بتسجيل أول براءة اختراع لسيروم يحتوي على فيتامين سي في عام 1992، هذا الاكتشاف أدى إلى تطوير السيروم الغنية بمضادات الأكسدة.
"سيدتي"