الفريق حسين الحواتمة
المهندس محمد مبارك العمران
10-10-2024 12:24 AM
ليس هناك رجل بحجم وطن، فهذه جملة تحمل نوعًا من المبالغة. ولكن هناك رجال يدركون قيمة هذا الوطن ويسعون دائمًا لإظهاره بأجمل صوره وأعلى مكانته. الفريق حسين الحواتمة هو أحد هؤلاء الرجال، نموذج يُحتذى به لكل ابن قرية، بادية، ومخيم.
بدأ مسيرته في مدارس ذيبان بمحافظة مادبا، وفي قريته الشقيق التي تبعد عن عمّان أكثر من 100 كم. من هناك، انطلق لينضم إلى القوات المسلحة الأردنية، حيث برع كضابط متميز يتقن القيادة، العلم، وحب الوطن. تفوق في كل موقع خدم فيه، مما جعل سيد البلاد، الملك عبد الله الثاني بن الحسين، يثق به ويعهد إليه بقيادة الدرك. في عهده، حققت الدرك عدة جوائز عالمية.
وبعد ذلك، زادت الثقة الملكية بتسليمه قيادة الأمن العام. ومن ثم جاءت الرؤية الملكية السامية ليتولى قيادة الأمن الوطني الموحد، الذي جمع تحت رايته الأمن العام، الدرك، والدفاع المدني.
كان يُلقب بـ”الجنرال الأسمر”، واشتهر بصراحته. عندما تحدث عن التباعد ولبس الكمامة أثناء جائحة كورونا، قال: “التباعد ولبس الكمامة يجب أن يكونا تحت الكاميرا، وليس فقط أمامها.”
إلى جانب صراحته، كان للفريق الحواتمة قلب كبير؛ فقد كان يسعى دائمًا لمساعدة الآخرين، مهتمًا بالقضايا الاجتماعية والإنسانية. حرص على حقوق المواطن، فأوقف المخالفات الغيابية، رفع الرواتب، وعدل في التقاعد. تواصل مع المجتمع بصدق ووضوح، مما جعله قريبًا من الناس ومحط احترامهم. حتى أثناء التظاهرات، نزل إلى الشارع وسأل المتظاهرين: “ما التشكيل الذي تريدونه؟”
لقد نزل بنفسه إلى الشارع في كل أزمة، وواجه المخربين بنفسه إلى جانب رجال الأمن. وقف كالأسد في وجه الإرهاب، وأوقف الزعران وتجار المخدرات بكل حزم وقوة.
نعم، هذا الرجل الذي أدى عمله بكل تميز، يستحق منا جميعًا الشكر. فشكرًا لك، أيها الجنرال الأسمر. نسأل الله أن يحفظ ملكنا ووطننا، وأن يحفظكم بحفظه في ظل صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين.