قد لا يكون مناسباً، الآن، الحديث عن مسلسل تلفزيوني، ولكنّ إسمه حمل لنا هدف المتابعة، فهو:"العميل"، وكما فهمنا فهو الأكثر متابعة هذه الأيام.
لا نكتب الآن عن "العميل" المسلسل، وهو سطحيّ مع أنّه معبّر، ولكنّنا نتحدّث عن العملاء الذي ملأوا ساحات الأرض العربية، وكان من شأن تعاملهم مع العدو إغتيال القادة في غير مكان، وذلك ثابت ومثبّت عبر تاريخنا.
لو لم يكن هناك عملاء لما تمّ إغتيال كنفاني والعدوان وناصر وأبي جهاد وأبي عمّار وأبي علي مصطفى، والقائمة تطول وتطول، لتصل إلى المهندس الحماسي والمؤسس أحمد ياسين، وتصل وتصل إلى عشرات القادة، وأخيراً وليس أخراً إسماعيل هنية وحسن نصر الله.
وعلينا أن نعترف بأنّ اليهود اخترقوا فينا الكثير من بنى التنظيمات المقاومة، ويُسجّل للموساد نجاحه بذلك، وقد كتبنا عن ذلك غير مرّة، ولكنّ وفي كلّ مَرّة كنّا نتجرّع المرارة، ونقول: لعلّها آخر مرّة.
هذا كلام سيزعج الكثيرين، ولكنّه ضروري، فلنقف أمام المرآة ونفكّر، وبالطبع، فكلّ ذلك لم ينل من المقاومة، وكان هناك دوماً جيل جديد يبدأ من جديد، ولكنّ الأمر بات ممجوجاً وممزوجاً بخيبة الأمل، فهل من ذلك كلّه درس كان علينا أن نحفظه عن ظهر قلب؟
صحيح أنّ عالم الاستخبارات صار يحمل أدوات التقنيات الفائقة الجودة، ولكنّ ما يجري يشي بأنّ العملاء على أرض الواقع هم الأهم، فيبقى السؤال القائم: إلى متى سنكون مستباحين أمام عملاء يقتلوننا ليل نهار، وسيظلّ هذا السؤال حائراً ينهال علينا بالمطر المرّ، وأما مسلسل "العميل" فقد كان مفتاحاً لكلامنا، وفيه عبر كثيرة، وللحديث بقية!