facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل تصنع الحركات التحررية .. مشروعاً تحررياُ .. أم تشتته؟!


محمود الدباس - ابو الليث
09-10-2024 11:50 AM

ما بين مشروع التحرر وحركات التحرر.. يكمن جوهر الفرق الذي يغيب عن الكثيرين.. إذ أن المشروع التحرري هو الهدف الأكبر.. الذي تسعى إليه الحركات التحررية.. ولكن تحقيق هذا الهدف يتطلب أن تكون الحركات متناغمة.. ومتسقة في خطواتها وأساليبها.. لأن أي اختلال في هذا التناغم.. قد يؤدي إلى انحراف في المسار.. أو تأخير في الوصول للهدف المنشود.

نستطيع أن نرى أمثلة واضحة في التاريخ.. ففيتنام على سبيل المثال.. تمكنت بعد سنوات من المقاومة.. من تحقيق التحرر من قوة عظمى كأمريكا.. وفي جنوب إفريقيا.. استمر النضال لفترة طويلة ضد نظام الأبارتهايد المدعوم من بريطانيا.. ورغم قسوة الظروف وصعوبة المواجهة.. إلا أن الحركات التحررية هناك.. كانت جزءاُ من مشروع تحرري كبير.. نجح في نهاية المطاف.. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه.. هل كل الحركات التحررية تسير في هذا الاتجاه؟!.

عندما نتحدث عن الحركات التحررية.. لا بد من الانتباه إلى أن بعض هذه الحركات.. قد تفقد بوصلتها.. فيتحول نضالها من أجل التحرر.. إلى مجرد صراع للحصول على السلطة أو النفوذ.. وهنا تظهر السلبيات التي قد تقود إلى فشل المشروع التحرري ككل.. إذا لم تكن الحركات التحررية مؤمنة بالهدف الأساسي.. وهو تحرير الأرض والإنسان.. فإنها تصبح عبئاُ على هذا المشروع.. كما أن طريقة تعاملها مع العدو ومع الحاضنة الشعبية.. تمثل عاملاً حاسماُ في نجاحها أو فشلها.

في بعض الأحيان.. قد تنقسم الحركات التحررية حسب القرب العرقي أو العقدي.. مما يؤدي إلى تمييز بين أفراد الشعب.. وهو أمر يقوض من مصداقية هذه الحركات.. ويجعلها تفقد دعم القاعدة الشعبية.. التي هي أساس نجاح أي مشروع تحرري.. وإذا فقدت الحركات هذا الدعم.. فإنها تصبح عرضة للاستغلال من قبل القوى المعادية.. والتي تسعى لتفكيك صفوفها وإضعافها.

إذا نظرنا إلى الواقع الحالي.. سنجد أن هناك العديد من الحركات التحررية.. التي تفتقر إلى التناغم المطلوب.. فبعضها يتبنى أهدافاً متناقضة.. أو أساليب تختلف عن الحركات الأخرى.. التي من المفترض أن تكون متحالفة معها.. وهذا يؤدي إلى حالة من الفوضى.. والتي تعرقل تحقيق الهدف النهائي.. المشروع التحرري لا يمكن أن ينجح.. إلا إذا كانت الحركات التحررية تسير على خطى واحدة.. وتتبع استراتيجية واضحة متفق عليها.. وهذا ما رأيناه في حركات تحررية ناجحة.. مثل فيتنام وجنوب إفريقيا.

من هنا.. يتضح أن الفرق الجوهري بين المشروع التحرري.. والحركات التحررية.. يكمن في أن المشروع هو الهدف الأكبر.. بينما الحركات هي الوسيلة للوصول إليه.. لكن تلك الوسيلة تحتاج إلى وحدة.. وتنسيق.. وتخطيط مدروس.. وإلا فإنها ستتحول إلى مجرد حركات متفرقة.. تسعى وراء أهداف خاصة.. قد تتناقض مع الهدف الأساسي..
وبالمحصلة تشتتٌ في الجهود.. وضياعٌ للمكتسبات.. ودمارٌ للأوطان.. وتأخرٌ للتحرير.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :