facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ارهاب فكري


أحمد ذيبان
08-10-2024 05:03 PM

أفرزت الحرب المشتعلة منذ عام على جبهتي غزة ولبنان، تداعيات سلبية واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تتمثل بعمليات تخوين وشتائم وممارسة ارهاب فكري، وفق مقولة الرئيس الاميركي الأسبق بوش الأبن "من ليس معي فهو ضدي" ! التي أطلقها بعد هجمات 11 سبتمبر عام 2001.

وقبل يومين شاهدت فيديوهات عبر قناة تلفزيونية لبنانية، تتضمن تهديدات صريحة بالصوت والصورة ووجوه واضحة المعالم، لعناصر من حزب الله ضد صحفي لبناني وتتوعد بتصفيته، بسبب وصفه للحزب عبر قناة المشهد اللبنانية بأنه "أوهى من بيت العنكبوت"! في ضوء عمليات الاغتيال الواسعة التي طالت قياداته بسهولة تشير الى اختراق استخباري واسع، كان ذلك بسبب ما قام به الحزب من توريط لبنان في حرب كارثية، كان عنوانها اسناد غزة نتج عنها حتى الان تدمير هائل في الجنوب اللبناني وفي ضاحية بيروت الجنوبية، بما يشبه غزة ونزوح أكثر من مليون لبناني، دون أن تحقق حرب الاسناد أي فائدة لجهة وقف كارثة غزة، أو تقليل عدد الضحايا من المدنيين العزل!

ويبدو لي أن ممارسة "الارهاب الفكري" عبر وسائل التواصل الاجتماعي، اتسعت كثيرا لتشمل أقطارا عربية كثيرة بما فيها الاردن، وتسببت بانقسام أفقي وعمودي وبطبيعة الحال، دخلت ايران على الخط ضمن هذا الانقسام، وهناك من صفق ورقص للرد المحسوب، الذي قام الحرس الثوري الايراني بالصواريخ على اسرائيل، على عملية اغتيال اسماعيل هنية داخل طهران! ولم تنس أن تؤكد مجددا أنها لا تسعى لتوسيع ساحة الحرب وتطالب بوقف التصعيد، وثمة كثيرون يؤيدون ما تقوم به ايران بدعم أذرعها والميليشيات التي تسلحها وتمولها وتدربها في العديد من البدان العربية، وكانت نتائج ذلك كارثية على تلك الأقطار!

ألم يحن الوقت للبعض لكي يدركوا أن ايران دولة لها مصالح، وانها ليست جمعية خيرية كبقية الدول وهي تحاول تحقيقها من خلال الدماء العربية، وأنها تستخدم القضية الفلسطينية ورقة للاستثمار السياسي.

ذلك يشير الى نسبة كبيرة من العقول في مجتمعاتنا "معطلة"، وتحركها العواطف والانفعالات اللحظية.

ولمن يصفقون الى ايران عليهم أن يدركوا بأنه اذا تمكنت بانتاج سلاح نووي وهي بالتأكيد تسعى لذلك، فإن مثل هذا السلاح لن يكون موجها لتهديد الكيان المحتل، لأن اسرائيل هي في الحقيقية تملك اسلحة نووية منذ الستينات فضلا عن كونها قاعدة اميركية متقدمة تتكفل واشنطن بحمايتها! بل أن السلاح النووي الايراني سيكون موجه لتهديد العرب وترهيبهم واذلالهم وفرض نفوذها عليهم، وعندها سيكون العرب بين نارين، اسرائيل من جهة وايران من جهة أخرى!

منذ عام 1979 عندما نجحت ثورة الخميني، كانت باكورة أعمالها نشر فيروس الطائفية السياسية في المشرق العربي، التي لم تكن موجودة قبل ذلك، ثم تحرشت بالعراق تحت شعار تصدير الثورة، وشنت عليه حرب الثماني سنوات التي قتل خلالها مئات الاف الأشخاص من الجانبين، وبعد الغزو والاحتلال الاميركي للعراق عام 2003، استثمرت ايران هذه الفرصة لتوسيع نفوذها في أربع بلدان عربية، وتدخلت بشكل سافر في سوريا خلال الحرب الاهلية، وساهمت ميليشياتها بقتل الاف السوريين وتشريد الملايين في مخيمات النزوح في عديد البلدان، وكانت بارعة في صنع الميليشيات الطائفية وتسليحها وتمويلها، ومنذ اكثر من 40 عاما كانت ايران تتاجر بشعار تحرير القدس وشكلت تحت هذا العنوان "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري، وتعددت عناوينها لتحرير القدس مرة تقول انها تمر بكربلاء ومرة تقول انها عبر الجولان السورية ومرة ثالثة من جنوب لبنان، لكنها طيلة هذه العقود الاربعة لم تطلق رصاصة واحدة على اسرائيل الا عندما قصفت اسرائيل قنصليتها في دمشق وقتلت بعض القياديين بالحرس الثوري ومرة أخرى عندما تم اغتيال اسماعيل هنية في طهران، فاضططرت لرد محسوب جدا لحفظ ماء الوجه!

وكانت نتيجة هذه السياسة تخريب اربع بلدان عربية ونشر الفوضى فيها، والدفع باتجاه تعميق الانقسامات الطائفية!

Theban100@gmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :