ألا يوجد من يضع العصي في دواليب الأردنية!
محمود الدباس - ابو الليث
08-10-2024 11:57 AM
في زمن تغيب فيه الرؤية الواضحة.. وتختلط فيه المسارات بين التحديات والمعوقات.. تقف الإرادة كصخرة صلبة في وجه كل من يحاول عرقلة التقدم.. أو إعاقة الإنجاز.. وها هي الجامعة الأردنية برئاسة معالي البروفيسور نذير عبيدات.. تثبت للعالم أن المسألة ليست بتعقيد الظروف.. أو كثرة المرجعيات.. بل هي مسألة قيادة.. تعرف كيف تضع الهدف نصب عينها.. وتوجه البوصلة نحو المستقبل..
لم يكن لقاء ملتقى النخبة -elite مع معالي البروفيسور عبيدات مجرد فرصة لسماع إنجازات عابرة.. بل كان نافذة تطل على مستقبل مشرق.. حيث تم استعراض التقدم الكبير الذي حققته الجامعة الأردنية في مختلف المجالات.. وما تعمل جادة لتحقيقه.. بدءاً من البرامج الأكاديمية الجديدة.. التي تعكس حاجة السوق المحلي والعالمي.. وصولاً إلى التخصصات التقنية.. التي تعتبر نقلة نوعية في مسار التعليم الجامعي.. تلك التخصصات التي تتلاقى مع احتياجات العصر.. وتتماشى مع متطلبات التطور التكنولوجي المتسارع.. لم يكن الحديث عن الآلاف من الطالبة الجدد الذين سيلتحقون بالجامعة في هذا العام مجرد رقم.. بل هو دليل على الثقة التي يحظى بها هذا الصرح التعليمي.. ووعي الطلبة بأهمية التعليم النوعي والمتميز الذي تقدمه الأردنية..
إن رؤية معالي عبيدات في تطوير الجامعة لا تقتصر على تقديم برامج جديدة.. بل تمتد إلى إعادة النظر في التخصصات التقليدية وضخ روح جديدة فيها عبر إدخال المهارات الرقمية والذكاء الاصطناعي.. وهو ما يعكس استعداد الجامعة لخلق جيل من الخريجين الذين يمتلكون القدرة على المنافسة في الأسواق العالمية.. ويتميزون بمهارات لغوية وتقنية تجعلهم في مقدمة المتنافسين.. ولعل إدخال ساعات دراسية جديدة للغات والمهارات الرقمية.. ما هو إلا خطوة في الاتجاه الصحيح نحو تطوير الخريجين.. وجعلهم مؤهلين لمواجهة تحديات سوق العمل..
الجامعة الأردنية لم تتوقف عند هذا الحد.. بل واصلت التقدم حتى وصلت إلى المرتبة 368 عالمياً وفق تصنيف "كيو أس".. والمرتبة 9 عربياُ.. وهو إنجاز كبير يُضاف إلى سلسلة إنجازات هذا الصرح العريق.. ومع ذلك.. فإن هذا الإنجاز لا يعني التوقف.. بل هو دافع لمضاعفة الجهود.. وتحقيق المزيد.. فتلك المرتبة هي محطة من محطات الطموح.. والطريق ما زال طويلاً..
في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة.. خاصة الاقتصادية منها.. ورغم تعدد المرجعيات التي قد تعرقل مسيرة الجامعات.. إلا أن الجامعة الأردنية بقيادة معالي البروفيسور عبيدات.. تمكنت من أن تتحدى كل هذه المعوقات.. وأثبتت أن الإرادة الحقيقية تتجاوز العقبات.. وتقهر من يحاول وضع العصي في دواليب التقدم.. فالإرادة القوية.. تكسر العصي قبل أن توضع.. وتجعل من المعوقات فرصاً للتفوق..
ولعل الإنجاز الأبرز هو تميز خريجي الطب من الجامعة الأردنية في الامتحانات العالمية.. حيث يتصدرون مراكز متقدمة في الولايات المتحدة.. ويثبتون للعالم أن التعليم في الأردن.. رغم كل الظروف.. قادر على المنافسة والتميز.. وأن الأردنية ليست مجرد جامعة.. بل هي مصنع للريادة والتميز.. ولا ننسى نٍسب التوظيف من خريجي الأردنية.. والذي ينافس على المراكز المتقدمة بشكل مستمر..
إن القيادة الواعية.. والاختيار السليم للفريق الذي يقود الجامعة نحو المستقبل.. هو ما جعل الأردنية تواصل تقدمها.. وما يؤكد أن العمل الجاد لا يعرف اليأس.. ولا يلتفت إلى المعوقات.. فالذي يريد أن ينجز.. لا يتوقف أمام الصعاب.. ولا يعير اهتماماً لمن يحاول عرقلته.. بل يستمر في السير نحو هدفه.. بكل عزم وثبات..