نداء لأصحاب وقائدي السيارات الصفراء
سارة طالب السهيل
08-10-2024 07:44 AM
كارمة اللون الأصفر مع السيارات حكايته حكاية الحق على اللون الاصفر ، كل المشاكل بسببه، وهل قيادة السيارات لا تتفق مع اللون الأصفر وتستدعي تغيير لونها حتى تنتهي الأزمات المرورية بالأردن؟!.
اكيد ليس لهذه الدرجة لان السيارات من كل الالوان وكل اللوائح اصبحت لا تحسن القيادة و ان كان التصنيف بألوان السيارات هناك ايضا تصنيفات بخصوص نمر السيارات (ارقام اللوحات ) نمر صغيرة نمر كبيرة متكررة ارقام حلوة كل واحدة منهم لها حكاية و تصنيفات اخرى بنوع الآرمة خاص ،عمومي ،حكومي ،نقل باص مدرسة ،باص شركة ،شخصية هامة و تصنيف ايضا بالبلد المكتوب على الارمة سواء أردنية او تأجير او سياحية او من دولة عربية شقيقة او دولة اجنبية .
لكن موضوعنا اليوم عن اللون فمعظم الشكاوي المرورية تصدر بسبب السيارات الصفراء و بالطبع لا يمكن التعميم أبدا و انما نتكلم عن التي لا تحترم آداب السواقة منهم ، فالسواقة هي اخلاق وفن وذوق ، وسبق ان كتبت مقال عن آداب السواقة كثقافة وتعليم وأخلاق ولكني مضطرة لإعادة تكرار أصول هذه القيادة المهمة لسلامة المواطنين والسائقين معا ، لأن التكرار يعلم الشطار .
فللأسف الشديد ، فان قيادة السيارة لدى قائدي بعض السيارات ، وما يحدثونه من كوراث كالمشاجرات والحوادث المرورية التي قد تسبب في وفاة بعض المارة او اصابة البعض بعاهات مستديمة ، ضاربين بقواعد قوانين السلامة المرورية عرض الحائط .
اما السيارات الصفراء ولأن عدد السيارات الصفراء بالأردن يتجاوز 17000 ، وهو عدد كبير ، فان شكوى المواطنين منهم كبيرة ايضا وتمثل ظاهرة تتطلب علاجها بكل وسيلة لسلامة الطريق والمواطنين .
فبعض قائدي السيارات الصفراء يظنون ان الطريق ملكا خاصا بهم لا يشاركه فيه أحد ، يستهتر بالطريق يفعل فيه كيف يشاء ، وبعضهم يتعاطى المخدرات او حبوب الهلوسة والمنشطات ، والبعض الآخر يتجاوز السرعات المحددة للطريق فلا يحافظ على سلامة السيارة من منطلق انه مجرد عامل عليها وليس مالكا لها ، وهذا سوء تقدير شديد منه لأنها مصدر رزقه .
والبعض الآخر من مالكي السيارات الصفراء لا يعمل بوليصة تأمين على سيارته ، او يرفض تجديد بوليصة التأمين مدعيا انه لا يمك شيئا من المال ، ومن ينفضه لا يجد معه دينارا واحدا ـ يعني مش فارق معه اي شيء ، فيهلك السيارة التي يعمل عليها وقد يقتل الناس او يصيبهم بإصابات وجروح تستدعي دخولهم المشافي للعلاج طوال شهر او شهرين .
فيتسبب بذلك في تعطيل مصالح الناس وغلق ابواب أرزاقهم وحياة أسرهم ويلخبط حياتهم ويقلبها رأسا على عقب ، وبالنهاية يذهب بالسائق للمحكمة وليس معه تكاليف إصلاح تلفيات السيارة فيقيم بالحجز كم يوم ثم يرحل لبيته .
ويتجاوز سائقو السيارات الصفراء سقف حرية الانتقال من ما خصص له ، بينما يقذف المارة بالسباب والشتم عندما يحتجون على افعاله خاصة انه يعتقد ان الشارع له يرتع به كيفما شاء .. إضافة إلى ترنيم آذان المارة بالصراخ و البهادل عندما يقومون بقطع الشارع عند ممر المشاة .
هناك قوانين جديدة شرعتها الحكومة للسير وهي جيدة جدا ، ولكن يبدو ان الناس لم تعتاد تطبيقها بشكل كبير حتى الان ، وعموما ، فان العبرة ليست بالقوانين، بل بتنفيذها على أرض الواقع .
ورغم اني ضد القسوة في أي شيء الا فيما يتصل بأرواح البشر فهي أغلى قيمة في الحياة ، ولذلك فان تغليظ العقوبات على المخالفين للقواعد المرورية تمثل ضرورة قصوى مثل مخالفات القيادة تحت تأثير الكحول والمواد المخدرة ، أوالسرعة العالية ، وكذا استعمال الهاتف أثناء القيادة ، وغيرها من المخالفات التي تكون سببا في حوادث السير ، وهي العقوبات الواردة بتعديلات قانون المرور والتي أؤيدها قلبا وقالبا .
ولكن برأيي ، ان تخطيط الشوارع أمر ضروري للغاية بحيث يوفر مكان لركن السيارات للحالات الطارئة والوقوف المؤقت لعطل فني مفاجئ للسيارة او ما شابه ، مع الالتزام باللين (الخط) من شأنه ان تقليل وقوع الحوادث وازهاق الأرواح البريئة .
ولاشك ان ضبط حركة المرور تتطلب وضع كاميرات مراقبة لكشف المتجاوزين للسرعات القانونية ، خاصة وأن شرطي المرور يصعب عليه ملاحقة أصحاب السيارات ، ولابد من نشر ثقافة سلامة السير لدى قائدي المركبات لتكون كالماء والهواء ، فقائد المركبة يسير على طريق بري له قواعده ، وليس سباحا يسبح في الماء لإصطياد السمك براحته .
والمهم ، عند تطبيق قانون المرور الجديد ، سرعة تنفيذ العقوبة على المخالفين دون الانتظار لحين تجديد رخصة القيادة وغيره ، فسرعة مقاضاة المخالفين ماديا تردعهم وتربي نفوسهم على احترام القانون وصون ارواح الناس .
وكما نحمل السائق مسئولية سلامة الطريق والمواطنين ، فان المواطنين أنفسهم مطالبين بمعرفة القواعد المرورية الخاصة بعبورهم الآمن للطريق وهي مسئولية شخصية واجتماعية وثقافية يجب تكريسها في المجتمع ككل ،عبر توعية وسائل الاعلام وتوعية المؤسسات الثقافية والدينية والتعليمية والرياضية .
فالكثير من الناس يجهلون قواعد المرور ويتسببون نتيجة سلوكهم الخاطئ في وقوع حوادث خطيرة بالسلوك الخاطئ للناس حسبما اكد التقرير السنوي للحوادث المرورية بالأردن ، بينما شكلت مخاطر المركبات وقائدها ما نسبته 1.1% ، مقابل 0.9%لمشكلات الطريق .
فمشكلات الزحام يجب علاجها بوضع مخططات مشكلات الطريق والذي يجب ان يضع خطة لتطوير الطرق وصيانتها بشكل دوري ، لإعادة تنظيمها بتقليص المرور من النقاط المزدحمة في وسط المدينة وتحويلها إلى مسارات بديلة .
وايجاد حلول سريعة وعملية للطرق الضيقة خاصة التي تربط القرى بمراكز المدن ، وانارتها ، وعمل مصدات واشارات تحذيرية بها ، بما يساعد قائدي المركبات على السير بأمان له ولسيارته وركابه وللمارة معا . و اعادة النظر باصلاح ظروف الطريق إلى الجنوب الكرك و الطفيلة و العقبة .
اخيرا بما انه ذكرنا ما لنا يجب ان نذكر ما علينا.. فان قائدي التكسي يطالبون بخفض أجرة الضمان اليومي الذي يدفعونه لصاحب التاكسي الاساسي او المكتب صاحب السيارات التي يعملون عليها ، فلا يبقى مما يكسبونه طوال اليوم سوى دنانير قليلة لا تكفي لتلبية احتياجاتهم المعيشية ، نحن نتعاطف مع مطالبهم ونؤيد ايجاد حلول لها و مساعدتهم لتحسين ظروفهم المالية و الحياتية خاصة في ضل منافسات وسائل المواصلات الأخرى .
ومن المؤكد ان الكثير من قادة المركبات سواء الخاصة او العامة ملتزمون فأنا لا اعمم.. و هناك الكثير من القادة يشعرون بالمسؤولية ويحترمون الآخرين و يحافظون على النظام و السلامة و لكن أنا اقصد الغير ملتزمين، كما ان اصحاب سيارات الأجرة مطالبون بتحسين ادائهم وسلوكهم خاصة في ظل ما يجدونه من منافسة التطبيقات الذكية للتاكسي ، فانهم ايضا كما يطلبون بحقوق ، فعليهم ايضا ان يستجيبوا لنداء صون السلامة المرورية والتخلق بأخلاق القيادة كذوق وفن وانسانية .
واخيرا و ليس اخراً فكل انواع و الوان السيارات معنيين بهذا المقال ليس فقط الصفراء فهناك سيارات بألوان مختلفة امر واضل سبيلا، وبمراقبتي للعلوم النفسية و الاجتماعية توصلت إلى الجزم بأن القيادة هي فيديو مصغر عن حياتك يعطي دلالات كاملة وواضحة عن شخصيتك واخلاقك و تربيتك و طبيعتك في بيتك و مع اهلك و في عملك فعلى سبيل المثال الأناني في البيت هو من سياخذ الطريق قبل أحقية المحق و المتهور الغير مكترث وليس لديه مسؤولية في بيته او عمله و مع اولاده هو نفسه المسرع بشكل هستيري غير عابئ بارواح الناس ، الأمثلة تطول المهم الفكرة.