الصفات التي يجب توفرها في رئاسات المجالس التشريعية
السفير الدكتور موفق العجلوني
08-10-2024 07:34 AM
تناولت عمون الغراء يوم أمس خبراً مفاده ان هنالك لقاءات واجتماعات من قبل كتل حزبية وبرلمانية للتنافس بترشيح أسماء لرئاسة مجلس النواب. و مع كل الاحترام والتقدير لهذه القامات الوطنية، لكن هنالك شروط و مواصفات و معطيات بشكل عام لكل القيادات التي تتولى رئاسات المجالس التشريعية: مجالس الشعب أو مجالس النواب أو مجالس الأعيان أو مجالس الشيوخ او مجالس اللوردات او العموم او مجالس الشورى، و من هذه الصفات والشروط والمعطيات والتي تناولها مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الدراسية، والتي قد تختلف قليلاً من بلد لآخر، يمكن التعريج على بعض منها :
القيادة: القدرة على توجيه النقاشات وإدارة الجلسات بشكل فعّال.
الحكمة: اتخاذ قرارات مدروسة، والاستماع لوجهات النظر المختلفة.
الكاريزما: القدرة على التأثير على الأعضاء والمواطنين.
التواصل: مهارات التواصل الجيد مع الأعضاء والإعلام والجمهور.
المرونة: القدرة على التكيف مع الظروف المتغيرة.
أما الشروط التي يجب ان تتوفر في هذه القيادات فتتمثل بالنقاط التالية
• التأهيل العلمي: قد يتطلب بعض الدول الحصول على درجة علمية معينة.
• الخبرة السياسية: خبرة سابقة في العمل السياسي أو البرلماني.
• التمثيل الانتخابي: في العادة يجب أن يكون مرشحاً من حزب أو كتلة معينة.
• عدم وجود سوابق قانونية: يجب أن يكون سيرة شخصية نظيفة.
أما بخصوص المعطيات:
• الظروف السياسية: الوضع السياسي العام قد يؤثر على الاختيار.
• الدعم الحزبي: الحصول على دعم الحزب أو الكتلة البرلمانية.
• المهارات التنظيمية: القدرة على تنظيم العمل داخل المجلس.
• توقعات الناخبين: فهم متطلبات وآمال الناخبين في العالم .
الصفات:
الحنكة السياسية: القدرة على التعامل مع التحديات السياسية والاجتماعية.
الثقافة القانونية: فهم القوانين والأنظمة التشريعية.
مهارات الحوار: القدرة على النقاش بفعالية مع مختلف الأطراف.
الشروط:
• التأهيل الأكاديمي: غالباً ما يُفضل أن يكون المرشح حاصلاً على درجة جامعية.
• الخبرة السياسية: يُفضل أن يكون له تاريخ سياسي أو عضوية سابقة في المجلس.
• تمثيل انتخابي: يجب أن يكون قد تم انتخابه من قبل المواطنين.
المعطيات:
• البيئة السياسية: تأثير الأوضاع السياسية في كل بلد، سواء كانت ديمقراطية أو استبدادية.
• الدعم الشعبي: يجب أن يحظى بدعم كبير من المجتمع.
أما هنا في الأردن فلا بد من توفر الصفات والشروط والمعطيات التالية برئيس مجلس النواب :
الصفات:
القدرة على الحوار الوطني: التعامل مع مختلف القوى السياسية والاجتماعية.
المعرفة الاقتصادية: فهم التحديات الاقتصادية التي يواجهها البلد.
القدرة على إدارة الأزمات: مواجهة التحديات المحلية والإقليمية.
الشروط:
• السن: يجب أن يكون المرشح قد بلغ 30 عاماً على الأقل لرئاسة مجلس النواب.
• الانتخاب: يجب أن يكون عضواً منتخباً في المجلس.
• عدم وجود سوابق قانونية: يجب أن يكون سجله الشخصي نظيفاً.
المعطيات:
• التركيبة الاجتماعية: يجب أن يكون لديه القدرة على تمثيل جميع فئات المجتمع.
• الدعم الحزبي: في الغالب، يحصل على دعم حزب سياسي أو ائتلاف.
• الوضع الإقليمي: التأثيرات السياسية والاقتصادية المحيطة بالأردن.
ولكي يتمتع رئيس المجلس بكاريزما وقبول ومحبة، يجب أن يتبع مجموعة من الأساليب في تعامله مع المجلس والحكومة، والتي تتمثل بالنقاط التالية:
التعامل مع المجلس:
• الاستماع والتفاعل: يجب أن يكون رئيس المجلس مستمعًا جيدًا، مما يعكس احترامه لآراء الأعضاء الآخرين ويعزز من روح التعاون.
• تحفيز النقاشات: تشجيع الأعضاء على طرح أفكارهم وآرائهم، وتوفير منصة آمنة للنقاش.
• توزيع الأدوار: منح الأعضاء فرصًا لقيادة اللجان أو المساهمة في مشاريع محددة، مما يعزز روح الانتماء.
• الشفافية: التأكيد على أهمية الشفافية في اتخاذ القرارات، مما يعزز الثقة بين الأعضاء.
• الاحترام المتبادل: بناء علاقات قائمة على الاحترام المتبادل، حتى مع الأعضاء الذين يختلفون في الآراء.
التعامل مع الحكومة:
• التواصل المستمر: الحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة مع الحكومة، لضمان تبادل المعلومات وتنسيق الجهود.
• العمل كوسيط: يسعى إلى تحقيق التوازن بين مصالح المجلس ومصالح الحكومة، مع التركيز على المصلحة العامة.
• تقديم الدعم: في بعض الأحيان، يجب دعم قرارات الحكومة إذا كانت تصب في مصلحة البلاد، مما يعزز صورة المجلس كطرف مسؤول.
• المساءلة: الحرص على مساءلة الحكومة عند الضرورة، ولكن بطريقة موضوعية وبناءة.
• تحقيق التوازن: تعزيز مبدأ الشراكة بين المجلس والحكومة لتحقيق الأهداف الوطنية، مما يعزز من القبول الشعبي.
السلوك العام:
• التواضع: التحلي بالتواضع، مما يساعد على كسب احترام الآخرين.
• الشفافية: توضيح المواقف والخطط بطريقة مفتوحة وواضحة.
• الابتسامة والإيجابية: استخدام مهارات الاتيكيت والبروتوكول والمجاملة ولغة جسد إيجابية، مما يعكس روح التفاؤل والثقة.
من هنا يمكن لرئيس المجلس ومن خلال استخدام هذه الأساليب، أن يبني سمعة قوية، ويأخذ مجلس النواب الى بر الأمان ويساهم في تعزيز التعاون مع الحكومة ويكسب ثقة ومحبة الشعب. وبالتالي من المهم أن يتمتع الرئيس بقدرة على التواصل مع مختلف الفئات، والاستماع إلى احتياجات المجتمع، والتفاعل بفاعلية مع القضايا المذكورة. مما يعزز من دوره القيادي ويقوي ثقة الشعب به. وبالتالي هناك مجموعة من القضايا الأساسية التي يجب على رئيس مجلس النواب أو الاعيان التركيز عليها، وأهم هذه القضايا:
التنمية الاقتصادية:
• تحسين مناخ الأعمال: دعم السياسات التي تشجع الاستثمار المحلي والأجنبي.
• توفير فرص العمل: التركيز على مكافحة البطالة، خاصة بين الشباب.
الأمن الاجتماعي:
• مواجهة الفقر: تطوير برامج لدعم الأسر ذات الدخل المحدود.
• تقديم الدعم للطبقات الأكثر ضعفاً: خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
التعليم:
• تحديث المناهج: التركيز على تطوير التعليم بما يتناسب مع احتياجات سوق العمل.
• تعزيز التعليم التقني: تقديم خيارات تعليمية مهنية تناسب احتياجات الشباب.
الصحة:
• تحسين نظام الرعاية الصحية: تعزيز البنية التحتية الصحية وضمان وصول المواطنين للخدمات الصحية.
• دعم الصحة النفسية: التعامل مع قضايا الصحة النفسية في المجتمع.
5. العدالة والمساواة:
• تعزيز حقوق المرأة: دعم القوانين والمبادرات التي تعزز المساواة بين الجنسين.
• حماية حقوق الأقليات: العمل على قضايا الحقوق والحريات للجميع.
البيئة والتنمية المستدامة:
• حماية الموارد الطبيعية: التركيز على قضايا المياه والطاقة.
• مواجهة التغير المناخي: دعم المبادرات البيئية.
مكافحة الفساد:
• تعزيز الشفافية: العمل على تطوير أنظمة للرقابة والمساءلة.
• تشجيع ثقافة النزاهة: زيادة الوعي بمخاطر الفساد وتأثيراته.
العلاقات الخارجية:
• تعزيز العلاقات الإقليمية: العمل على تحسين العلاقات مع الدول المجاورة.
• الاهتمام بقضايا اللجوء: دعم اللاجئين وتأمين حقوقهم.
المشاركة السياسية:
• تعزيز الديمقراطية: تشجيع المواطنين على المشاركة في العملية السياسية.
• التوعية السياسية: تطوير برامج توعوية حول حقوق المواطنين.
البنية التحتية:
• تحسين الخدمات العامة: العمل على تطوير البنية التحتية، مثل النقل والمياه والكهرباء.
• دعم المشاريع التنموية: توجيه الاستثمارات نحو المشاريع التي تخدم المجتمع.
وبالتالي التعامل مع هذه القضايا بشكل فعّال، يمكن أن يعزز من دور رئيس المجلس ويساهم في تحسين الظروف المعيشية للمواطنين.
وفي ضوء ما سبق، هل المتنافسون على كرسي رئيس مجلس النواب يعون حقاً هذه المعطيات...!!! ومن يقدم نفسه كرئيس لمجلس النواب العشرين " غير المسبوق " هو شخصياً او الكتلة الحزبية او كتل حزبية مجتمعة التي يمثلها تجد فيه او يجد في نفسه توفر المعطيات الواردة أعلاه ...!!! وسوف يقود سفينة مجلس النواب الى بحر الأمان ...!!! ام يقودها الى الغرق لا قدر الله. علينا ان ننتظر ...!!! وان لناظره قريب.
رئاسة مجلس النواب أمانة، أمانه امام الله عز وجل، وامانة امام الشعب الأردني وامانه أمام الحكومة وامانة أمام أعضاء مجلس النواب أنفسهم. عملاً بقوله تعالي بسم الله الرحمن الرحيم : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) لِّيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا . الاحزاب 70 - 73 .
* السفير الدكتور موفق العجلوني /المدير العام لمركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية.
muwaffaq@ajlouni.me