استطلاع رأي حول الحكومة ورئيسها
عصام قضماني
08-10-2024 12:53 AM
استطلاعات الرأي مهمة؛ فهي تمنح صاحب القرار والحكومة فرصة لمعرفة مكانتهم وبالتالي فعل ما ينسجم مع قناعاتهم لان استطلاعات الرأي غالبا ما تأتي بنتائج مختلفة مع مضي الوقت وهي بلا شك متغيرة.
كان من الافضل ان ينتظر مركز الدراسات سماع وتحليل بيان الثقة وخطة الحكومة لكن على اية حال امامه كثير من استطلاعات الرأي التي سيجريها لاحقا، هناك الـ١٠٠ يوم وهناك ايضا بيان الثقة وكذلك الموازنة وغيرها من العناوين.
لكن لا يمكن تجاهل نتائج الاستطلاعات، فهي بلا شك مؤشر، والحكمة تقتضي أخذها بعين الاعتبار.
عندما يجمع الرأي العام على أن الأوضاع الاقتصادية سيئة، فهي كذلك وعندما يقول إن الحاجة ماسة إلى حلول فورية تنعكس على معيشة الناس فهو قول صائب وعندما يرى أن المشاريع الاستراتيجية مهمة على المديين البعيد والمتوسط لكن الأهم هو حلول ومشاريع فورية فهي رؤية صحيحة.
المشكلة أن الحكومة تحاول فعلاً أن تفعل كل هذا، وهي لا تتردد في التعهد به، ومع ذلك فهذا لا يكفي من وجهة نظر الرأي العام.
عندما تقول استطلاعات الرأي إن نصف عينة الاستطلاع لا يثقون بحكومتهم، فهذا يعني أن على الحكومة أن تبحث عن الأسباب، وعندما تقول غالبية من المواطنين إنهم لا يثقون ببرلمانهم فهذا يعني أن على السادة النواب تغيير منهجهم.
ليس مطلوباً من رئيس الحكومة أن يكون «سـوبر مان»، ينفخ فيغير كل شيء، وليس مطلوباً منه أن يبحث عن الشعبية، فهو ليس زعيم حزب سياسي ولم تأتِ به صناديق الاقتراع بل أن المطلوب منه أن ينال الرضا ليس لشخصه بل لقدرته على اتخاذ القرارات التي تحقق الحلول ومنها الخدمات التي تقدمها حكومته للمواطن ومنها قدرته على صنع تغيير إيجابي في الحياة المعيشية للمواطن، رئيس الحكومة ينحاز إلى الفقراء والمستثمرين، ويراعي مصالح المالكين والمستأجرين، يتوسع في الإعفاءات ويزيد الإيرادات، ويحقق التوازن، وأن يكون لكل الناس في كل الأوقات.
اي رئيس، جديداً كان أم قديماً، سيحقق الكثير طالما أنه يرتب الأولويات ويعرف حدود الإمكانيات، فاليد ليست قصيرة و العين يجب أن تكون بصيرة.
استطلاعات الرأي مهمة للمزاج العام وللحكومة وللمراقبين لكنها ستكون اكثر اهمية اذا تنبهت للسياسات.
الرأي