تختصر المواقف الأردنية العظيمة عمق السياسة والدبلوماسية الأردنية، ففي كل حدث عربي أو دولي، نرى الأردن بتوجيهات من جلالة الملك عبدالله الثاني يحضر بحكمة وتحرّك عملي يقود الأحداث لمكان تحكمه رؤى عملية لحلول تجعل من السلام سائدا، ودونه استثناء يجب تجاوزه بالحوار.

منذ عام والأردن يسعى جاهدا بكل ما أوتي من وسائل ودبلوماسية لوقف الحرب على قطاع غزة، ومنع المضي في الكوارث التي تقوم بها إسرائيل في القطاع، ساعيا في الوقت ذاته لتوفير المساعدات على مدار الساعة للأهل في غزة، مساعدات إنسانية وإغاثية وصحية وغذائية، في سعي عملي لأن يسود السلام، وأن يكون وقف فوري لإطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات، ولم يتوقف الأردن حتى اللحظة عن هذه الضروريات، وحتما لن يتوقف لحين تحقيقها على أرض الواقع، وحماية يوم غزة وغدها.

وحين أنّ لبنان، سارع الأردن للوقوف معه فأول من سمع أنينه وأول من «فزع» لوجعه، يؤكد له بمواقف عملية، وسبّاقة وانفرادية أنه الشقيق الداعم، والساعي بمواقف حقيقية للانتصار له، لم يتركه وحيدا، وبادر بتوجيهات ملكية بإرسال طائرات مساعدات للأشقاء في لبنان، لتصل إلى سبع طائرات، وقفة أخ مع أخيه بدعم حقيقي.

وبالأمس، بتوجيه من جلالة الملك عبدالله الثاني، قام نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية أيمن الصفدي بزيارة تضامنية إلى لبنان، التقى خلالها رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي، ورئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، وقائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون، وتم بحث جهود وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان وسبل الدعم في مواجهته، وفيما يقف العالم على حافة الحل ونُصرة لبنان وجّه جلالة الملك بضرورة أن يكون الأردن في الشارع اللبناني بشكل عملي وحقيقي، يتابع ويشارك في الجهود المبذولة لوقف العدوان على لبنان، يشارك من الميدان اللبناني، وقفة نشامى الأردن، بجهود دبلوماسية رأى بها اللبنانيون أنها الأعظم بهذه الأثناء.

نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية أيمن الصفدي وصل بزيارة تضامنية إلى لبنان، وصل إلى بيروت على متن طائرة تابعة للقوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي تحمل 13 طنا من المواد الغذائية والإغاثية والأدوية والمستلزمات الطبية، وهذه هي سابع طائرة مساعدات أردنية تصل لبنان بتوجيه من جلالة الملك منذ 18 أيلول الماضي، وفي زيارته التي قام بها بتوجيه من جلالة الملك رسائل عظيمة، وهامة، تؤكد تضامن الأردن مع لبنان الشقيق، علاوة على الحرص الأردني على أمن واستقرار وسلامة المواطنين اللبنانيين، رسالة أردنية تؤكد إدانة العدوان الإسرائيلي على لبنان، إدانة عملا لا قولا.

زيارة الصفدي إلى لبنان في وقت هكذا، رسالة أردنية يخطّها بأحرف من نور في تاريخ المرحلة، يؤكد بها أن بلد النشامى يقفون مع الأشقاء وقفة أخوية حقيقية، متجاوزين المخاطر، ويقفون أمام العاصفة نُصرة للأشقاء، فكما قلت في أسطري الأولى طالما اختصرت مواقف الأردن العظيمة عمق سياسته، فالأردن أمس بتوجيه من جلالة الملك أكد وقوفه مع لبنان وتضامنه معه ورفضه العدوان الإسرائيلي، مطلقا من بيروت بصوت أردني لبناني واحد رسالة بضرورة تحرك المجتمع الدولي فورا لوقف العدوان على لبنان، وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701 بالكامل.

طالما شكّلت المواقف الأردنية بقيادة وتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني تحديدا للأشقاء العرب علامة فارقة، بالاختلاف عن باقي المواقف لطابعها العملي، وجرأتها، وواقعيتها، ليبقى الأردن الشقيق السبّاق للوقوف مع الأشقاء والانتصار لحقوقهم، والساعي دوما لأن يكون السلام سيد الموقف، والحوار أداة التعبير ونيل الحقوق، وها هو اليوم يدعم الأشقاء في لبنان، وستبقى يد النشامى ممتدة لكل باحث عن حقه، ولكل من طاله الظلم.

الدستور