لماذا تم تنفيذ طوفان السابع من أكتوبر ؟
عبدالله ابوعلي
07-10-2024 11:19 PM
عملية "طوفان الأقصى"، التي أطلقتها حركة حماس في أكتوبر 2023، تعد واحدة من أكبر العمليات التي نفذتها الحركة ضد إسرائيل، وجاءت نتيجة لتراكم طويل من الأسباب والدوافع السياسية والدينية، المسجد الأقصى الذي يتعرض لانتهاكات متكررة من قبل السلطات الإسرائيلية والمستوطنين كان في قلب هذه العملية، حيث أن الأعتقاد لدى حماس أن الدفاع عن الأقصى هو واجب ديني وقومي، إلى جانب الانتهاكات في القدس ساهمت عدة عوامل أخرى مثل التصعيد العسكري المستمر ضد الفلسطينيين، والحصار على غزة، والموجة الأخيرة من التطبيع العربي مع إسرائيل في تصعيد التوترات، من خلال هذه العملية سعت حماس إلى توجيه رسائل متعددة بدءاً من حماية المقدسات وصولاً إلى فرض القوة أمام إسرائيل والعالم، في محاولة لإعادة فرض شروط جديدة على الساحة السياسية.
عملية "طوفان الأقصى"، التي نفذتها حركة حماس في أكتوبر 2023، كانت نتيجة لمجموعة من الدوافع والأسباب المعقدة التي تراكمت على مر السنين، وتُعتبر هذه العملية واحدة من أكبر العمليات التي أطلقتها الحركة ضد إسرائيل. فيما يلي أبرز الدوافع والأسباب التي يُمكن أن تفسر خلفية هذه العملية :
1. الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة في المسجد الأقصى :
المسجد الأقصى يُعتبر من أهم المقدسات الإسلامية، وتزايدت التوترات حوله بسبب الاقتحامات المتكررة من قبل مستوطنين إسرائيليين وسياسيين تحت حماية الجيش الإسرائيلي، هذه الانتهاكات كانت سبباً رئيسياً وراء تسمية العملية بـ"طوفان الأقصى"، إذ اعتبرت حماس أن هذه الانتهاكات يجب الرد عليها بالقوة والحزم لأن الدفاع عن المسجد الأقصى هو واجب ديني .
2.التصعيد المستمر ضد الفلسطينيين :
خلال السنوات التي سبقت العملية، شهدت الضفة الغربية وقطاع غزة تصعيدًا مستمرًا من قبل الجيش الإسرائيلي سواء عبر حملات الاعتقال أو هدم المنازل أو الغارات الجوية المتكررة، ازداد العنف أيضًا في الضفة الغربية مع ارتفاع هجمات المستوطنين، هذه السياسات الإسرائيلية دفعت إلى تعزيز الشعور بالغضب والإحباط بين الفلسطينيين، ما أدى إلى ارتفاع التوترات.
3.حصار غزة المتواصل :
منذ عام 2007، يعيش قطاع غزة تحت حصار اقتصادي وعسكري مشدد فرضته إسرائيل، هذا الحصار أثر بشدة على الحياة اليومية لسكان القطاع من نقص في الموارد الأساسية إلى قيود على حركة الأفراد والبضائع، بالنسبة لحماس هذا الحصار يعتبر بمثابة اعتداء على حقوق الشعب الفلسطيني ويستوجب الرد "سواء ذهبنا الى حرب او لم نذهب فنحن لم نكن نعيش في رفاهية"
4.التطبيع مع إسرائيل :
في السنوات الأخيرة، شهد العالم العربي موجة من التطبيع بين بعض الدول العربية وإسرائيل، هذه التطورات أثارت غضب الشعوب العربية عامة وفصائل المقاومة الفلسطينية خاصة بما في ذلك حماس، التي رأت أن التطبيع يخدم الاحتلال ويزيد من عزلت الشعب الفلسطيني، العملية جاءت لتوجيه رسالة واضحة بأن المقاومة الفلسطينية لن تتوقف حتى في ظل تراجع الدعم العربي الرسمي.
5.رسالة سياسية وعسكرية لإسرائيل والعالم :
حماس أرادت من خلال هذه العملية توجيه رسالة قوية لإسرائيل وللمجتمع الدولي بأن الشعب الفلسطيني لن يقبل بالوضع الراهن وأن المقاومة لا تزال قادرة على شن هجمات مؤثرة، العملية كانت تهدف إلى تغيير قواعد الاشتباك وفرض شروط جديدة على الطاولة السياسية وإظهار أن الحصار والتضييق لن يمنع المقاومة من التحرك عسكرياً.
6.استعراض القوة :
على الصعيد العسكري، العملية أظهرت قدرة حماس على التخطيط وتنفيذ هجمات معقدة ومنسقة، قد تكون هذه العملية محاولة لفرض القوة أمام إسرائيل وأيضًا أمام العالم في ظل حالة التوتر الإقليمي والدولي.
عملية "طوفان الأقصى" جاءت كنتيجة لتراكم طويل من الانتهاكات الإسرائيلية والضغوطات على الفلسطينيين والحصار على غزة إلى جانب التحولات السياسية الإقليمية والعالمية.
حماس سعت من خلالها إلى تعزيز دورها كقوة مقاومة رئيسية وإيصال رسالة بأن الاحتلال لا يمكن أن يستمر بدون رد.
الحصة الأكبر من تنفيذ الهجوم كان بسبب الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة في المسجد الأقصى :
المسجد الأقصى، الواقع في البلدة القديمة بالقدس الشرقية، يُعتبر من أقدس المواقع الإسلامية ويحتل مكانة دينية وسياسية عميقة لدى الفلسطينيين والمسلمين في جميع أنحاء العالم، الأقصى ليس مجرد مكان عبادة بل رمز للهوية الوطنية والدينية الفلسطينية، ولكن منذ سنوات يتعرض المسجد الأقصى لانتهاكات متكررة من قبل السلطات الإسرائيلية والمستوطنين، ما ساهم في زيادة الغضب الشعبي وأدى إلى اندلاع عمليات مقاومة مثل "طوفان الأقصى".
1.1 الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى :
خلال السنوات الماضية ازدادت وتيرة الاقتحامات التي يقوم بها المستوطنون اليهود للمسجد الأقصى تحت حماية الشرطة الإسرائيلية، تتراوح هذه الاقتحامات من مجموعات صغيرة إلى زيارات جماعية تشمل نشطاء وسياسيين إسرائيليين، وتتم غالباً تحت ذريعة "الحق في زيارة الحرم". هذه الاقتحامات تُعتبر استفزازية بالنسبة للفلسطينيين والمسلمين الذين يرون فيها محاولة لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى وتقويض حقهم في السيادة على الأماكن المقدسة.
1.2 تغيير الوضع القائم (الستاتيكو) :
الوضع القائم (الستاتيكو) هو الترتيب الذي يُنظم العلاقة بين المسيحيين والمسلمين في الأماكن المقدسة، ويعود هذا الاتفاق إلى عام 1852 وإلى ما قبل احتلال إسرائيل للقدس في عام 1967، بموجب هذا الاتفاق يتمتع المسلمون بالحق الحصري في الصلاة في المسجد الأقصى، ويقوم على تثبيت حقوق كل طائفة وجماعة دينية كانت "موجودة" في القدس دون السماح بإحداث تغيير فيما كان عليه الوضع منذ ذلك التاريخ ويسمح لباقي الديانات و الطوائف في الزيارة فقط ومع ذلك تحاول مجموعات يهودية متطرفة بدعم من بعض السياسيين الإسرائيليين تغيير هذا الوضع والسماح لليهود بأداء طقوس دينية في الأقصى مما يؤدي إلى اندلاع المواجهات باستمرار.
1.3 دور الأقصى في الوجدان الفلسطيني والإسلامي :
المسجد الأقصى ليس فقط مكاناً دينياً بل هو رمز للصمود الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي، يُنظر إلى أي محاولة للمساس به أو تغيير وضعه على أنها اعتداء على الهوية الفلسطينية بأكملها، وبالتالي تصبح الانتهاكات الإسرائيلية فيه سبباً مباشراً لتحفيز مشاعر الغضب والمقاومة، بالنسبة لحماس الدفاع عن المسجد الأقصى يُعتبر أولوية دينية ووطنية وهو عامل الأساسي في تعبئة المقاومة.
1.4 التوترات خلال المناسبات الدينية :
تتزايد التوترات حول المسجد الأقصى في المناسبات الدينية، خاصة خلال شهر رمضان والأعياد اليهودية، في هذه الفترات تتكثف الاقتحامات للمسجد وتتصاعد الاحتكاكات بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية، تكررت المواجهات العنيفة داخل باحات المسجد الأقصى وأحياناً تمتد هذه المواجهات إلى باقي القدس والضفة الغربية وحتى قطاع غزة.
1.5 ربط العملية بمفهوم "الدفاع عن المقدسات" :
حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى ترى في الاقتحامات المتكررة والاعتداءات على المسجد الأقصى سبباً رئيسياً للتصعيد، ولذلك جاءت عملية "طوفان الأقصى" كرد مباشر على ما تراه الحركة من تهديدات حقيقية للمقدسات الإسلامية، حماس استخدمت المسجد الأقصى كرمز أساسي لعملياتها، وهو ما يمكن أن يزيد من غضب الشارع الفلسطيني والإسلامي مع المقاومة.
1.6 تأثير هذه الانتهاكات على التصعيد المستمر :
الانتهاكات في المسجد الأقصى لم تقتصر على ردود فعل سياسية أو دبلوماسية، بل أصبحت شرارة لكثير من المواجهات المسلحة سواء في القدس أو الضفة الغربية أو غزة، عمليات مثل "طوفان الأقصى" تعبر عن أن المسجد الأقصى ليس فقط موقعاً دينياً بل هو أيضاً رمز للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال، التصعيد حول الأقصى له تداعيات مباشرة على الأرض ويؤدي إلى انفجار الأوضاع في كل مرة.
الانتهاكات المتكررة في المسجد الأقصى من قبل المستوطنين والسياسات الإسرائيلية المتمثلة في تغيير الوضع القائم، جعلت الأقصى نقطة مركزية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
الدفاع عن الأقصى بات سبباً رئيسياً لعمليات المقاومة التي تشنها الفصائل الفلسطينية، ومنها عملية "طوفان الأقصى"، التي رأت فيها حماس واجبًا دينيًا ووطنياً للرد على الانتهاكات المستمرة وحماية المكانة المقدسة للمسجد.
فمن ينتقد يوم السابع من أكتوبر " طوفان الأقصى " ؟
اولا لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يكون هناك إنسان حر و شريف أن ينتقد أو أن يشعر بالندم من هذا اليوم الذي هو واجب ديني و وطني .
ثانيا كانت هذه العملية دفاعاً عن أرضه و عرضه و مقدساته مهما كان الثمن المدفوع والذي سيدفع ولا يمكن أن يتم مناقشة المقاومة في ذلك ، الأثمان التي دفعت وهي غالية و عزيزة وكبيرة ويشعرون بها المقاومة الذين هم أبناء قطاع غزة وأهاليهم موجودين داخل الحرب ، ومن قال أن فلسطين و غزة كانت قبل طوفان السابع من أكتوبر تعيش في حالة رخاء و سلام و ازدهار ؟
إن كل فلسطين غزة والقدس و الضفة كانت تعيش إبادة جماعية مستمرة ولكن في سرعة أقل .
من عام 2000 إلى عام 2023 قُتل أكثر من 20 الف فلسطيني ما بين عام 2022 وعام 2023 المسجد الأقصى أصبح مستباح وهناك محاولات إلى تهويد المكان المقدس 80% من الضفة تم ضمها بالفعل إلى الاحتلال .
لذلك طوفان الأقصى كانت خطوة كبيرة و استراتيجية على طريق التحرير للأراضي الفلسطينية كاملة وعلى طريق استعادة القضية الفلسطينية إلى وجه العالم وأنه لن يكون هناك أمن و استقرار ولا ازدهار لأحد دون أن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة بالحرية و الاستقلال و العودة .