أردن مُعافى وقوي هو القيمة العليا التي بتحقيقها والمحافظة عليها، فإننا نحقق الخير بها لكل المحيط، أردن منيع وصامد في وجه الخطوب والفتن والفوضى، هذا هو المعيار الطبيعي الذي يبني عليه كل مواطن أردني فهمه لمعادلة المعركة اليوم، وغير ذلك من الفتن التي تصدرها قوى الظلام من فوضى ودمار ستكون، بلا شك، مصلحة أستراتيجية للعدو لتمرير مخططاته التي باتت مكشوفة للجميع اليوم.
وهذا الوعي الشعبي الأردني يشكل اليوم الحاضنة التي ترتكز عليها استراتيجية الدولة في دعم صمود الإنسان الفلسطيني المستهدف اليوم بتوحش من قبل عصابات اليمين المتطرف، وهذا الوعي الوطني شكل حالة تناغم بين الأردنيين، وأسمى مؤسساتهم الوطنية جعلتهم ينظرون بفخر لما تقدمه المؤسسة العسكرية الأردنية لمن يدرك طبيعة المعـركة وتعقيداتها وما تخفيه من مخططات كبرى خلفها.
واليوم، بعد عام من الحرب المسعورة التي يقودها الجيش الصهيوني على مدن فلسطين، وأمام صور البشاعة والموت والقتل التي تحترفها آلة القتل الإسرائيلية، تبرز صورة الإنسان الأردني ودوره على مر التاريخ، وهذه المرة من خلال القوات المسلحة الأردنية الباسلة، وعلى رأسها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين؛ حيث نمنح الآخرين الموت، نقدم الحياة، وحيث تسلب الإنسانية نحييها وحيث تعدم عافية الإنسان نمنحها وحيث تمسح الخرائط نعيد تثبيت رسمها وحيث يفقد العالم ثقته بكل شيء نعيد الأمل بالإنسان والحياة.
ما أسرده الآن سيكون مجرد أرقام يقرأها الكاره والحاقد لهذا البلد بكونها مجرد أرقام، ولكنها لكل أردني تعد جزءا من بنيانه الإنساني والحضاري والتاريخي، هي أرقام منسوجة بعناية وباقتدار وبصبر من كل مؤسسات الوطن وطرزت بفخر في كل زوايا وقطاعات الدولة الأردنية العظيمة.
نحن نتحدث عن عمل كبير يدار بصمت تم تصنيفه عالميا كثالث أكبر عملية إسناد لوجستي في التاريخ العسكري الحديث. على يد أنبل الجيوش وبتوجيهها مباشرة من قيادة عليا حكيمة تدير السفينة باقتدار.
ففي غزة، أرسلت القوات المسلحة الأردنية مستشفى عسكريأ ميدانياً إلى جنوب القطاع في خان يونس، كما عززت المستشفى العسكري الميداني في شمال القطاع بكوادر طبية متخصصة، إضافة إلى إرسال مستشفى عسكري ميداني ثالث إلى مدينة نابلس، لتقديم الخدمات الطبية اللازمة للأشقاء الفلسطينيين.
وبلغ مجموع الحالات المرضية التي استقبلتها مختلف المستشفيات الميدانية منذ بدء الحرب على القطاع والضفة الغربية في السابع من تشرين الأول من العام الماضي حوالي 494000 حالة، بمشاركة 193 طبيباً و361 ممرضاً في مهام المستشفيات الميدانية منذ بدء الحرب على قطاع غزة.
وتم إجراء ما يزيد على 2950 عملية جراحية كبرى وصغرى، وعلى الصعيد الإغاثي، بلغ عدد الإنزالات الجوية التي نفذتها الطائرات الأردنية إلى قطاع غزة 122 إنزالاً جوياً أردنياً، و266 إنزالاً بالتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة بواقع 388 إنزالاً جوياً.
فيما بلغ عدد الطائرات المرسلة إلى مطار العريش بالتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة 53 طائرة حملت على متنها 886.5791 طناً من المساعدات.
هذا فيما عدا نحو 3535 شاحنة لنقل المساعدات الإنسانية والإغاثية سيرتها القوات المسلحة الأردنية، بالتعاون مع الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية وعدد من المنظمات الدولية، عبر المعابر البرية.
ولم تقف رحلة استعادة الأمل عند هذه النقطة رغم كل جهد جيش الاحتلال المتوحش لبتر كل فرصة أمل، فأطلقت القوات المسلحة الأردنية، بتوجيهات ملكية سامية، في السادس عشر من شهر أيلول 2024 مبادرة "استعادة الأمل"، وبالشراكة مع شركتين متخصصتين لتوفير تقنية جديدة لتركيب الأطراف الاصطناعية؛ حيث تسعى المبادرة لتوفير تقنية جديدة لتركيب الأطراف الاصطناعية لنحو 14 ألف مصاب.
عمل إنساني جبار لم يكن آخره تجهيز مستشفى عسكري ميداني متخصص للنسائية والتوليد، الذي سيتم إرساله إلى غزة على 4 مراحل ليكون الأول من نوعه في العالم.
وعشرات، بل مئات، التفاصيل العظيمة التي تؤكد أن بناء هذه الدولة لم يكن وليد الصدفة وبأن الخير والأمل الذي يصنعه الأردنيون اليوم سيكون بالتأكيد موجعا لكل أصحاب المشاريع والقتلة والميليشيات ومخططي الفوضى.
لذلك، نجد الأردن اليوم مهاجماً من جهات عديدة، ولكن ههيات لهذا الوطن أن يسقط، لا قدر الله، لأن وراءه الرجال الرجال يحمونه ويفدونه بالغالي والنفيس، فكل ما سبق يقول ببساطة لنا أن نفخر كأردنيين بما وهبنا الله من ملك إنسان يقود جيشا عظيما بما يعتنقونه من نهج قويم وأخلاق سامية.