facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ذكرى طوفان الأقصى: ملحمة الخلود وصيحة الكرامة في وجه الظلم.


يحيى الحموري
07-10-2024 12:29 AM

‏في هذا اليوم المشهود، نقف في الذكرى الأولى للسابع من أكتوبر، ذكرى طوفان الأقصى، طوفان العزة ، ذلك اليوم الذي هزَّت فيه الأرضُ أركانَ السماء، وانبثقت من قلوب المظلومين صرخةٌ مدوية أرجعت للأمة روحها المفقودة، وكأنها زلزلة لم تعرف الأرض مثيلها منذ قرون. يا له من يومٍ فاضت فيه الدماء، وارتفعت الأرواح، وتفتتت فيه قلوب الملايين بين الأمل واليأس، بين الصمود والإنكسار.

طوفان الأقصى هو طوفان الروح، هو انفجار الغضب المتراكم في صدور أمةٍ أذلها الذل، وأهانها المتآمرون، وطعنها الخائنون. إنه الطوفان الذي يرفض أن ينحني لجبروت الاحتلال، ويرفض أن يسلم راية العزة مهما ثقلت القيود على المعاصم. إنه اليوم الذي أعاد تعريف البطولة في زمن الخيانة، يومٌ أعاد صياغة مفاهيم الشرف في عصرٍ انعدمت فيه الأخلاق.

يا شعوب الأرض، يا من تجلسون أمام شاشاتكم، وتتصفحون الأخبار، هل تعون معنى أن يموت طفلٌ في حضن أمه وهو يحتضن حلماً مكسوراً ؟ هل تستوعبون حجم الألم حين يُهدم بيتٌ فوق رؤوس أهله، وتختلط جدرانه بذكرياتهم، بأحلامهم، بدموعهم؟ كيف يمكن للأرض أن تصمد وهي تغرق بدماء الأبرياء؟ كيف للسماء أن تصمت وهي ترى الأمهات يولدن جثثاً لا صغاراً؟ أي زمن هذا الذي باتت فيه الكرامة جريمة، والمقاومة إرهاباً، والنضال عبثاً؟

طوفان الأقصى لم يكن مجرد مواجهة بالسلاح، بل كان مواجهة بالروح، بالصمود، بالتضحية. أرواحٌ أبت إلا أن تصعد شاهدةً على خيانة العالم بأسره، شاهدةً على أن الأقصى صار رمزاً لكل حرٍ يرفض أن يسجد إلا لله. كل قطرة دمٍ سالت في طوفان الأقصى كانت صيحة حق في وجه الباطل، كانت نبراساً يضيء ظلام الذل، وركام الضعف الذي غطى الأمة لعقود.

كيف يمكن أن ننسى تلك الليلة الحالكة التي تساقطت فيها القنابل كالمطر؟ كيف يمكن أن ننسى الأمهات اللواتي احتضنَّ أطفالهن خوفًا من الموت، ليجدن الموت جالساً بينهن؟ كيف يمكن أن نغفر لمن خان الأرض وباعها؟ من استباح دماء الشهداء بيديه الملطختين بالعار؟ إن دماء شهداء الأقصى ستظل لعنة تطارد كل خائن وكل متخاذل، وستظل الأقصى طوفانا يغرق الطغاة في بحرٍ لا شاطئ له.

إلى كل من يظن أن الأقصى قضية عابرة، أو أن فلسطين يمكن أن تُنسى، نقول لكم: إن طوفان الأقصى قد حفر بدماء شهدائه في قلوبنا نقشاً لا يمحوه الزمن. كل بيتٍ هُدم، كل شجرةٍ اقتُلعت، كل طفلٍ قُتل، وكل دمعةٍ سقطت هي حجرٌ في بنيان الحرية. الأقصى وفلسطين شرف أمةٍ بأسرها، وقضية وجودٍ لا تقبل المساومة.

أيها العالم الأعمى، يا من تدَّعون الحضارة وتبكون على الأطلال، أين أنتم من دماء الأبرياء؟ أين عدالتكم المزعومة؟ أين حقوق الإنسان التي ترفعون شعاراتها ولا تطبقونها؟ إن طوفان الأقصى كشف سواد قلوبكم وزيف شعاراتكم. فأنتم من تقفون صامتين على أنين الأمهات، وعلى صرخات الأطفال. لقد كشف هذا الطوفان الوجه الحقيقي للعالم، وأعاد صياغة التاريخ بلونٍ لا يُمحى، بلونٍ أحمر، بلون دماء الشهداء.

أيها الأحرار، في هذه الذكرى العظيمة، نرفع رؤوسنا عاليةً، ونعلن للعالم أجمع أن الأقصى ليس وحيداً، وفلسطين ليست مهجورة. إن شعلة المقاومة ستظل متقدة، وراية النضال ستظل مرفوعة حتى تحرير آخر شبرٍ من أرضنا المقدسة. طوفان الأقصى ليس النهاية، بل هو البداية، هو بداية نهاية الظلم، وبداية عصرٍ جديد لا يُبنى إلا على أنقاض الطغاة.

يا أبناء الأمة، يا أحرار العالم، لا تنسوا، لا تغمضوا أعينكم، لا تصموا آذانكم. إن هذا الطوفان سيظل شاهداً على أن الكرامة لا تموت، وأن الأحرار لا ينسون، وأن الحق لا يسقط بالتآمر.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :