عام على السابع من أكتوبر .. ماذا تغير ؟
م. عبدالله الفاعوري
06-10-2024 11:09 PM
نعيش في هذه السويعات ذكرى السنة الأولى لمعركة طوفان الأقصى؛ هذه المعركة العالقة في الاذهان التي اربكة الكيان واطلقة العنان وزرعة الوعي في الاذهان، وغيرت معادلات المنطقة وقواعدها واشعلت فتيل الصراعات فيها. فماذا تغير ؟، وما عمق أبعاد السابع من أكتوبر على الإقليم؟.
إن السابع من أكتوبر كان قاطع صخريا عميقا حرك الكتل القارية المكونة لدول المنطقة على خلافات جذرية طائفية، وأظهر مطامع لبعض الدول على الصعيد الديني والاقتصادي والامبريالي على حساب دويلات أصابها الوهن والضعف والضياع الناتج من خطة كيفونيم التي هدفت منذ عقود من الزمن إلى تقسيمها لدويلات متناحرة طائفيا ليسهل السيطرة عليها. فاليوم اضحت دول المنطقة بين مطرقة الكيان الغاشم والاحتلال المستبد وبين سندان الامتداد الشيعي الذي يستهدف المنطقة باحثا عن إستعادة امبراطوريته. فبعد أن كان هنالك في الخفاء مخططات تحاك لامتنا على الصعيد الديني والجغرافي والامبريالي ساهم السابع من أكتوبر بتعرية هذه المخططات للعامة، كما أعادت صورة الكيان الوحشية لوضعها المعهود ووضعته بموقف المجرم أمام العالم اجمع، كما أوقفت مشاريع التطبيع له مع العديد من الدول، فبعد ٨٠ عام يعود هذه المحتل الذي لا يملك شيء ليقتل الأفراد والمدنيين بصورة وحشية بلا هوادة.
إن السابع من أكتوبر أظهر لنا عمق التطور التكنولوجي لجيش الكيان وصورة أخرى بالحروب المستقبلية المتمثلة بالتفجيرات الإلكترونية، وعلى صعيد متصل أظهرت لنا عمق وهن الكيان الغاشم رغم امكاناته المادية الرفيعة، كما أظهرت لنا الوهن والضعف الشديد الذي اصاب أمتنا نتيجة الفرقة بالأهداف والمصالح والجغرافيا، فكلما تعاظمت هذا التفرّق كلما تنام الوهن في أمتنا. إن السابع من أكتوبر أظهر وحشية هذه الحكومة اليمينية التي لا تكترث لشيء سواء إقامة طقوسها الدينية.
وفي رحاب السابع من أكتوبر وما اعقبه؛ انه أظهر أبعاد المشروعين الإيراني والاسرائيل على اراضي أمتنا، وأظهر طبيعة الخيانة التي يتسلحان بهما على امتداد التاريخ. إن السابع من أكتوبر أظهر لنا أهمية الجوامع كاللغة والعقيدة التي تبرز ثقافة جامعة متصلة بالصبغة الحضارية لحضاراتنا المتأصلة.
وختاما فالسابع من أكتوبر كشف هوية الصراع لكلا الطامحين الرافضي والصهيوني فكلاهما يستهدف قبلاتنا فالأول يستهدف هدم البيت الحرام والثاني هدم مسرى رسولنا ومعراجه، فلا دفئ لنا نستمده من احضانهما، إنما القوة والمنعة والعز والتمكين لنا يكمن بالوحدة والإعداد والاعتماد على الذات،" فما حك جلدك مثل ظفرك". حفظ الله أمتنا ودولتنا واردننا ومقدساتنا من كل فتنة وشرور.