7 اكتوبر التاريخ الذي غير وجه العالم ..
علي سليمان الحديثات
06-10-2024 07:10 PM
ذلك اليوم الذي بزغت معه شمس النصر والحرية واستيقظ العالم على شرارة الحق " طوفان الاقصى " الذي يتسم بالشجاعة والاقدام وتقرير المصير و الذي اخذت به المقاومة زمام المبادرة وشنت هجوماً ضد قوات الشرذمة التي مارست عمليات الابادة الجماعية منذُ عام 1948 والتي استباحت الارض والعرض بغير وجه حق، يوماً عظيماً وقصة فداء وتضحية نسجها ابطال المقاومة واشتعلت النار في قلوب جند الله في الارض وبزغت شمس الامل في وسط ظلام الاحتلال الغاشم، انها المقاومة الاسلامية التي امطرت في سماء تل ابيب بصواريخ الثأر والرد على المعتدي في لحظات لا يمكن نسيانها ودخلت التاريخ من اوسع ابوابه.
ذلك اليوم المعطر برائحة المسك والذي حمل عنوان الشموخ كشموخ سنابل القمح الذهبية، والشجاعة التي كسرت اسطورة اسرائيل الجيش الذي لا يقهر ، فاليوم اسرائيل تجرعت طعم الهزيمة السياسية والعسكرية والاخلاقية وفقدت توازنها العالمي.
الكثير من السوداويين والانبطاحيين يعتبرون ذلك اليوم يوماً اسود على فلسطين الجريحة التي تنزف منذ 75 عاماً ولم تلتئم جراحها وهنالك دول مطبعة للاسف وصفت المشهد بانها هجمات بربرية على دولة اسرائيل كما يسمونها، 75 عاماً مضت على شعب اعزل تعرض للقتل والتشريد والتهجير واستُبيحت ارضه من قبل ذلك الكيان الغاصب الذي ضرب بقرارات الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي خلف ظهره في ضل الصمت والعمى العالمي المقيت.
7 اكتوبر يوم النصر والحرية يوم المقاوم لقوى الشر والظلام التي عاثت بالارض العربية فساداً، يحق لنا جميعاً ان نحتفل بهذا اليوم الذي زرع الخوف والرعب بقلوب المحتلين الذين عاشوا كوابيس لا يمكن نسيانها، ذلك اليوم الذي اثبتت لنا المقاومة انه لا عقبات او تحديات امام جُند الله في الارض، وبالرغم من الغارات والمجازر التي ارتكبها جيش الشرذمة لا يزال المقاوم متمسكاً بارضه ومؤمن بقضيته التي لن تغيرها سنين العمر الغابرة، اليوم غزة العزة تقف لوحدها في مواجهة اكبر قوة ارهابية في العالم وستبقى رمزاً للتضحية والفداء والبطولة من اجل اقصانا.
في ذلك اليوم تجلت قدرة المولى عز وجل بانه لا مجال للشك ان قوة الحق والتوكل على الله هي اساس النصر وهي الاقوى مهما كان حجم قوى الشر والظلام من اليهود واعوانهم، ذكرى تؤكد لنا جميعاً ان العدوان الجائر مهما بلغت قوته وجبروته يضعف امام قدرة الله التي تجلت في جنود المقاومة الذين يؤمنون بقضيتهم التي تستند الى الحق...
يوم 7 اكتوبر كشف لنا حجم العمالة والخيانة التي سيطرت على بعض العرب والمسلمين الذين تخلوا عن المبادئ والقيم الاسلامية وتواطأوا مع الاحتلال الغاشم من جهة وكشف حقيقة وزيف وكذب المنظمات الاجنبية التي تنادي بالدفاع عن حقوق الانسان فنجدها اليوم اّصيبت بالخرس والعمى امام المجازر الوحشية التي ارتكبها الصهاينة واعوانهم من جهة اخرى...
مكاسب حقيقية لا يمكن انكارها خلال الذكرى الاولى لطوفان الاقصى فقد كنا في وضع استسلمت فيه معظم الدول العربية لنظام اقليمي جديد ستكون فيه اسرائيل هي السيد والقائد في ظل موجات التطبيع التي تعني الاقرار بشرق اوسط جديد تغيب عنه قضية العرب المحورية فلسطين المحتلة...
صباح 7 اكتوبر هبت رياح المقاومة الاسلامية والتي تستند الى دستور المسلمين القرأن الكريم وهي صاحبة الحق والتي حملت عنوان النصر او الشهادة، تلك الرياح التي برهنت للعالم ان قضيتنا لن تترك ولن يستطيع العالم ان يتجاهلها فهذه فلسطين وهذا المسجد الاقصى وهذه القدس وانها لن تنتهي بذلك الوضع الراهن والذي بلغ عمرها قرناً من الزمن، واستطاعت ان تكشف وجه اليهود الحقيقي واظهرت نواياهم ومؤامراتهم وحقيقتهم التي اخفوها على مر عقوداً من الزمن...
الخندق الفلسطيني اليوم يقاتل الكيان الزائل نيابة عن الامة العربية والاسلامية التي قُسمت الى دويلات صغيرة ومبعثرة بموجب اتفاقية سايكس بيكو المشؤومة فاضحت ضعيفة لا تحسن الصمود امام ذلك الكيان، ومن هنا حرب اليهود اليوم حرب وجود وليست حرب حدود، بالامس القريب فلسطين واليوم لبنان وغداً من سيكون، فنحن اليوم على عتبة الحرب العالمية الثالثة التي ستسطر من خلالها المقاومة الاسلامية قصة نصر وشموخ بتعرية العالم الغربي الذي اشبعنا مثاليات عن حقوق الانسان والحرية والديمقراطية من خلال منظماته الاستخبارية المنتشرة في ارجاء المنطقة العربية....
ختاماً 7 اكتوبر يوم النصر والفداء الذي جعل العالم الغربي المتصهين يقف حائراً امام مخططاتهم المزعومة والتي لا تُريد لامتنا العربية والاسلامية خيراً، المجد للمقاومة الاسلامية ورحم الله شهدائنا والنصر لفلسطين الحبيبة والمقاومة الاسلامية، نرفع رؤوسنا فخراً وعزاً في هذا اليوم المبارك....