لماذا لا يلوح العرب بالإنسحاب من الأمم المتحدة؟
شحاده أبو بقر
06-10-2024 05:34 PM
ما دام القانون الدولي يطبق على كل دول العالم بإستثناء دولة الإحتلال الإسرائيلي التي تحتل أرضهم وتمارس حرب إبادة ضدهم وتستبيح حقوقهم ومقدساتهم وتفعل كل ما تشاء بهم وتلقى دعما كاملا من الغرب كله، فلماذا يتمسك العرب إذن بعضويتهم في منظمة الأمم المتحدة العاجزة تماما عن ردع إسرائيل وتطبيق قراراتها بشأن قضية فلسطين مثلا؟.
المنطق يقول أن من يتعرض لظلم إستفحل منذ ٥٧ عاما وما زال دون أن يجد لدى تلك المنظمة الدولية الأسيرة للفيتو الغربي وهو أبشع أنواع الإستبداد بحق الشعوب المقهورة المظلومة، فإن عليه رأفة بحاله أن ينهي عضويته في تلك المنظمة التى باتت عربيا تضر ولا تنفع.
لو لوح العرب الذين تسير نار العدوان نحوهم واحدا تلو الآخر بشىء من ذلك لإنضمت إليهم دول إسلامية وأخرى مقهورة ترفض الظلم.
نتحدث عن ٢٢ دولة عربية ويرتفع العدد إلى ٥٧ دولة إسلامية ويرتفع أكثر بانضمام دول أخرى ناقمة على ظلم دول الغرب لغيرها في عالم باتت تسوده شريعة الغاب حيث القوي لا يتردد عن أكل الضعيف.
العرب ليسو ضعفاء أبدا فقد حباهم الله كل أسباب القوة ولو إجتمعوا على كلمة وموقف سواء لفرضوا حضورهم على الكوكب ولما تجرأ عليهم رويبضات العصر وأولهم نتنياهو السعيد بدعم الغرب الذي يتحدث عن حق دولة الإحتلال في الدفاع عن نفسها ونسألهم الدفاع عن نفسها أين ، هل داخل حدودها التي رسمتموها انتم لها ام داخل حدود غيرها الذين تحتل أرضهم وتمارس حرب إبادة لهم ؟ .
إذا أراد العرب النجاة من مشروعين متصارعين على بلادهم ، فعليهم إعتماد مشروع مضاد قومي لهم يصون كرامتهم ويجمع شملهم عنوانه خروج الأغراب جميعا من أراضيهم ، وتأسيس فيلق عسكري عربي كان دعا إليه الملك الراحل الحسين رحمه الله قبل وفاته ليكون قوة ردع عربية كبرى ضد كل خطر يتهدد أيا من بلاد العرب.
ختاما .. تحالف العرب منذ عقود طويلة مع الغرب، وهو تحالف جر عليهم الويلات لا بل بات الغرب يستخف بهم وبوجودهم وهناك من يدعو إلى توسيع دولة الإحتلال التي صارت اليوم العنوان الأبرز للدعاية الإنتخابية في أميركا بين الحزبين المتنافسين على الجلوس في البيت الأبيض ، فما الذي يلزم العرب مجتمعين على آستمرار هذا التحالف الخاسر لا بل المهدد حتى لوجودهم !.
أليس لدى العرب مجتمعين وليس فرادى سبيل لتحالف آخر أو على الأقل تحالف بينهم هم أنفسهم بنيات عروبية صافية رحمة بشعوبهم التي باتت تصفق طويلا لمن يظهر خصومة مع دولة الإحتلال الظالمة الغاشمة .
على العرب أن يصحو قبل فوات الأوان فلا أحد منهم بعيد عن الخطر إذا ما إستمر هذا الحال من الفرقة والتشتت والهوان بينما يقاتلهم اليهود وأعوانهم بسلاخهم الجوي فقط فيقتلون ويدمرون ويصلون حيث يشاؤون بلا رادع . الله من أمام قصدي.