تشرين الأردني وآخر قتال الصدق والعروبة
د.بكر خازر المجالي
06-10-2024 12:26 PM
اكثر من نصف قرن يمضي على حرب تشرين 73، وذلك الدور الأردني العروبي القومي الذي حين يكون الموقف عربيا خالصا، مع تناسي كل الجراحات والقفز الى الامام لنرابط في خندق الدفاع عن الارض العربية والاستشهاد دونها.
كان قرار المغفور له الملك الحسين رحمه الله بارسال خيرة تشكيلات الجيش الاردني المتمثل باللواء 40 المدرع، وحسبما ورد في مذكرات قائد اللواء خالد هجهوج المجالي المخطوطة، كان بين قرار تكليف اللواء بالمهمة التاريخية والحركة الى الجبهة أقل من ثلاث ساعات، منها ربما عشر دقائق لتناول بعض الأغراض الشخصية من بيته ووداع أهله.
قاتل اللواء المدرع الاربعين قتالا نادرا في مواجهة العدو، وكم من محاولات للايقاع بقوات اللواء نتيجة سوء التخطيط العربي والذي تنبه الجيش الاردني لكل ذلك وفوت الفرصة على العدو.
كانت المعركة بالنسبة للجيش الاردني هي معركة احترافية عسكرية، ولكن ما تجمع من مقابلات وتقارير عن بقية الجيوش نرى فيها تناقضات صارخة، والبعد عن الاحترافية العسكرية، وكأن المعركة هي أداء شكلي بانتظار قرارات سياسة لوقفها، وهذا لم يفكر به الجيش الاردني مطلقا، بل كان المقاتل العنيد صاحب التضحيات الفريدة مع مهارات المناورة والتقدم للأمام.
23 شهيدا ارتقوا في ميدان القتال، من كتائب اللواء من الدبابات الثانية والدبابات الرابعة ومن كتيبة المشاة الآلية، وكانت البطولات الفردية تميز جيشنا، فقد تقدم الشهيد فريد الشيشاني وقاتل وأكمل مشواره بالتصدي لدبابات العدو بسلاحه الفردي حتى نال الشهادة ولكن ليتم العثور على رسالة لابنته ذات الستة شهور، مزينة بدماء الشهادة وللمصادفة أن الشهيد فريد الشيشاني كان قد كتب رسالة الى ابنته يوم مولدها في العاشر من نيسان 1973 أيضا يدعو لها بالتربية الصالحة، (مرفق صورة عن هذه الرسالة)
نترحم على شهداء جيشنا الأردني، وستبقى حرب تشرين وبطولات جيشنا صفحة مضيئة في سجل تاريخنا الوطني، ولا يمكن ان تمنعنا العاديات مهما استعصت واشتدت من أن نتخلى عن تاريخنا الصادق العظيم وعن قوافل شهدائنا في جيش هو الاصدق قولا والأخلص عملا.