facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




صحة المراهقين: ركيزة أساسية لمستقبل مستدام


الدكتور مهند عبد الفتاح النسور
06-10-2024 11:06 AM

في مواجهة التحديات المتزايدة التي يشهدها عالمنا، تبرز صحة المراهقين كأولوية قصوى يجب أن تتصدر اهتماماتنا. فالمراهقة ليست مجرد مرحلة انتقالية عابرة، بل هي فترة حيوية يتم خلالها تشكيل الأسس المستقبلية للأجيال القادمة. إن الاستثمار في صحة المراهقين، سواء كانت نفسية، جسدية، أو اجتماعية، يمثل خطوة استراتيجية تعزز استقرار المجتمعات وتساهم في ازدهارها.

رغم التزاماتي المهنية التي حالت دون حضوري المؤتمر الخامس لدول شمال إفريقيا وشرق المتوسط حول صحة المراهقين، الذي عقد في مدينة الإسكندرية بجمهورية مصر العربية في الفترة من 30 سبتمبر إلى 2 أكتوبر 2024، إلا أنني أشعر بفخر عميق بأن زملائي من الشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية (إمفنت) و المنظمات ذات العلاقة كانوا ممثلين لهذا الالتزام الثابت. إن عملنا في مجال صحة المراهقين ليس مجرد مهمة مهنية، بل هو واجب مستمد من إيمان راسخ بأهمية هذه الفئة في بناء مستقبل أكثر إشراقًا.

المراهقة ليست فترة نمو جسدي فقط، بل هي مرحلة تتبلور فيها القيم والسلوكيات التي سترافق الإنسان طوال حياته. يواجه المراهقون في عصرنا تحديات معقدة منها ما يرتبط بالتطور التكنولوجي السريع. فقد بات الاستخدام السلبي للتكنولوجيا يشكل تهديدًا حقيقيًا لصحتهم النفسية، مما يؤدي إلى الإدمان الرقمي وتعريضهم للمعلومات المضللة، وهو ما يترك آثارًا عميقة على صحتهم العقلية والجسدية، كما يواجه المراهقون أيضًا مخاطر تعاطي المواد الضارة مثل التبغ والمخدرات، وهي مواد لا تهدد صحتهم الحالية فحسب، بل تضعهم على طريق الأمراض المزمنة و النفسية و تؤثر على نوعية حياتهم وقدرتهم الانتاجية و على المشاركة بفعالية في مجتمعاتهم.

ولا يمكن إغفال أن الأمراض السارية لا تزال تشكل تهديدًا كبيرًا لحياة الأطفال والمراهقين في منطقتنا، فضلًا عن مخاطر العنف الأسري و المجتمعي، حوادث السير، والأمومة المبكرة. هذه التحديات الصحية تتفاقم في البيئات الهشة والمناطق المتضررة إنسانيًا، حيث يُحرم المراهقون من الوصول إلى التغذية الصحية، الخدمات الطبية، والدعم النفسي والاجتماعي. غالبًا ما يُجبر المراهقون في هذه الظروف على تحمل مسؤوليات الكبار في أسرهم، مما يزيد من هشاشتهم ويؤثر سلبًا على رفاههم وقدرتهم على متابعة تعليمهم وتطوير حياتهم بشكل اعتيادي، و في ظل هذه التحديات التي تؤثر على العديد من دول المنطقة، يصبح دعم صحة المراهقين جزءًا أساسيًا من تحقيق السلام والاستقرار.

عملت إمفنت بجد لتعزيز صحة المراهقين من خلال تطوير برامج مبتكرة تستهدف قضايا الصحة المدرسية، التوعية، والتثقيف. نحن ندرك تمامًا أن التحديات التي يواجهها المراهقون تتطلب استجابة شاملة ومتعددة الأبعاد. ولهذا السبب، نعمل بالتعاون الوثيق مع الجهات المحلية، الإقليمية، والدولية، إضافة إلى منظمات مثل التحالف العربي لصحة المراهقين، حيث نؤمن بأن الشراكة الفعالة والعمل الجماعي هما الأساس في مواجهة هذه التحديات. فالشباب الذين يحصلون على الرعاية الصحية الملائمة والتعليم الجيد يكونون أكثر قدرة على التكيف مع المتغيرات والمساهمة في إعادة بناء مجتمعاتهم المتضررة.

إن صحة المراهقين هي مسؤولية جماعية تقع على عاتقنا جميعًا. و يجب علينا ان نركز بشكل مستمر على تقديم الدعم اللازم لهذه الفئة المهمة من خلال جهودنا اليومية في تعزيز جودة الرعاية الصحية والتوعية. التحديات التي تواجهها هذه الفئة كبيرة ومعقدة، لكن بتضافر الجهود والعمل الجاد يمكننا بناء مستقبل صحي ومستدام لهم.

علينا أن نستثمر في صحة المراهقين اليوم، فهم من سيقودون المستقبل ويحملون شعلة التغيير والتقدم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :