السيد (ستروس) مدير عام صندوق النقد الدولي موقوف حالياً في السجن بتهمة التحرش الجنسي بعاملة نظافة في فندق في أمريكا, وفي الأخبار أنها ليست أول مرة وأن هناك قصصاً مماثلة في بلاده فرنسا.

"النفس الخضرا" صفة يحسد عليها صاحبها خاصة عندما يكون في نهاية الستينيات من عمره مثل السيد ستروس. لكن انكشاف الأمر الآن يستدعي منا نحن الأردنيين بالذات أن ننتبه جيداً, فالصندوق الذي يقوده الرجل اعتاد على إصدار تقارير "حنونة" على السياسة المالية والنقدية الأردنية, وقد اعتدنا على تصريحات فيها قد كبير من المديح والاستحسان بحق "الوضعية" التي يتخذها الاقتصاد الأردني.

بالتأكيد ليس كافياً القول أن المسؤول الأردني كان يتصرف وفقاً لقاعدة "اللي خايف عليه قاعد عليه", لأنه لا يوجد ما يثبت أن السيد ستروس هو من النوع الذي يستكين لهذه الوضعية, فعاملة النظافة في الفندق لم تسلم منه رغم أنها قد لا يكون لديها ما تخاف عليه أصلاً.

من حقنا اليوم التساؤل عن سر "التحسيس" الذي تميزت به تقارير الصندوق الخاصة بالأردن, وقد وصل الأمر ذات مرة إلى إعلانه أن "يشد على أيدي" المسؤولين في بلدنا, ولكن التساؤل الأهم ينبغي أن يكون عن سر إصرار كل التقارير على أهمية مواصلة سياسة "الرفع" سواء كان رفع الدعم او رفع الأسعار.

ابتداءاً من الآن علينا أن نتيقظ تجاه الصندوق ككل وخاصة عندما يقول أنه سيقف بقوة "خلف" أصحاب القرار المالي والنقدي في الأردن.

ahmadabukhalil@hotmail.com

(العرب اليوم)