الأردن وسط الممالك الثماني
ماهر ابو طير
19-05-2011 03:58 AM
سيتمكن الاردني من السفر الى دول الخليج دون تأشيرات، اذا انضم الاردن الى مجلس التعاون الخليجي، لكنه لن يجد السمن مسكوباً في الشوارع فيغرف منه قدر ما يريد.
الكفاءات الاردنية، نوعان، الاولى تنافسه الكفاءة العربية، برواتب اقل، خصوصاً، من المصريين والسوريين، وهذه الكفاءات ممن لايمكن استبدالها اساساً بكفاءة اسيوية، من معلمي المدارس، وغير ذلك من مهن. الثاني الكفاءات الحرفية والفنية، من مبرمجين ومهندسين وحرفيين وعمال، وغيرهم، وجميع هؤلاء يمكن استبدالهم بكفاءات آسيوية، تهز رأسها طوال اليوم، انصياعاً، وتعمل شهرياً ببضع مئات من الدولارات، فيما الاردني بحاجة الى راتب من الاف الدولارات.
معنى الكلام ان دخول الاردني الى دول الخليج دون تأشيرات، مستقبلا، وسهولة البحث عن وظيفة، لا يعني الحصول على وظيفة، لان المنافسة العربية والاسيوية شديدة، وصاحب المال الخليجي يبحث عن كفاءات برواتب قليلة، وهي لا تعد ولا تحصى.
منذ هذه الايام يذهب الاردني ويبقى في دبي او الرياض ثلاثة شهور بحثاً عن وظيفة فلا يجدها، لان الهندي سبقه، ولان العربي يقبل بأقل من راتبه. مقابل ذلك هناك بطالة خطيرة في دول الخليج، فالسعودية وحدها يوجد بها ثلاثة ملايين عاطل عن العمل، وقس على ذلك في دول الخليج الاخرى. لو كانت هناك حلول جذرية، لتم حل مشكلة البطالة في دول خليجية اولا مثل البحرين وسلطنة عمان، عبر العمل في دول خليجية اخرى مثل الامارات والسعودية، ولتم حل مشكلة فقر دول خليجية تعاني بشدة.
استفادة الاردن اقتصادياً ستكون ربما على مستوى الخزينة، من حيث المساعدات المالية، او اقناع دول الخليج بتزويد الاردن بنفط منخفض الثمن، وهذا قرار سيكون فردياً للدول الخليجية الكبرى، وليس نتيجة لعضوية مجلس التعاون.
ببساطة، فان الخزينة هي المرشحة للاستفادة مالياً، وسينعكس ذلك لاحقا على الافراد، وحياتهم وظروفهم، وعائلاتهم.
احد ابرز الملاحظات تقول ان الاردن يجب ان يغير قوانينه لكي تتواءم مع قوانين مجلس التعاون الخليجي، وابرز التغييرات سيكون على الجمارك وهذا يعني الغاء الجمارك في الاردن او خفضها بشدة، وهنا سيستفيد المواطن من خفض الجمارك.
في المقابل ستخسر الخزينة وارداتها، والسؤال: كيف سيتم تعويض الاردن عن نقص الواردات المالية التي كانت تصب في الخزينة؟.
ما يمكن قوله ان انضمام الاردن لمجلس التعاون الخليجي هو اعادة تموضع سياسي في المنطقة، وبناء تحالف جديد يضم ثماني ممالك، ست من الخليج والاردن والمغرب، في تكتل سياسي جديد.
هذا التكتل يقول ان الدول الاخرى من جمهوريات هي دول آيلة للسقوط، ولا توجد دولة واحدة مؤهلة للانضمام، لان اغلبها على وشك الانهيار. كل المشروع عبارة عن تكتل جديد سياسي وعسكري وامني واقتصادي، سيكون مؤهلا للتوسع لاحقاً، باتجاه دول غير عربية، على اساس الاتصال الجغرافي، ووجه الشرق الاوسط الجديد الذي يعاد رسمه، على اساس اقليمي، وليس عروبيا.
الانضمام مهم جداً، سياسياً، غير ان علينا ان لا نبالغ بانهمار "المن والسلوى" فالقصة اعقد من ذلك بكثير، واذ سنشهد تحالف ثماني ممالك، تبقى الفرصة متاحة للمملكة التاسعة، التي لا نعرف اسمها بعد، وغيرها، للدخول الى حلف المنطقة الجديد.
لننتظر ما ستأتي به الايام.
mtair@addustour.com.jo
(الدستور)