facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الذكرى الأولى لطوفان الأقصى: حصاد عام من نوع آخر


معتز بالله عليان
05-10-2024 04:55 PM

اعتدنا مع نهاية كل عام أن نستعرض أكثر أحداثه تأثيراً على المشهد الإنساني من مختلف جوانبه: سياسية، أو اجتماعية، أو ثقافية.. مع التنقل بين تلك الأحداث عبر مناطق العالم، لتشكل تلك القراءات والتقارير حصاداً شاملاً قد يبنى عليه ما هو آت من مستقبل، وقد تستخلص منه دروس وعبر لتفادي أخطاء وتصحيح مسارات، وقد تبقى لحظاته عالقة في الأذهان تذكرنا بأيقونات وشخصيات أو أماكن أو أي شيء مادي ترك في أيام ذلك العام بصمة أو أثراً أو تغييراً من نوع ما.

أما حديثنا في هذه المقالة، عن عام أدبر مسلّماً قلوبنا وأرواحنا المكلومة لعام آخر لا نعرف كيف ستكون ملامحه؟ أو ما الذي تبقى ليضيفه لجملة ما وقع من أحداث. إنه عام طوفان الأقصى.

تمر علينا الذكرى الأولى لطوفان الأقصى في 7 أكتوبر/ تشرين أول، تلك العملية التي قامت بها فصائل المقاومة الفلسطينية بدعم من فصائل عربية ضربت العدو الاسرائيلي في عمق نشوته واحتفالاته المزيفة بعيد غفران وغيرها من المحرفات في عقيدته العجيبة، وشكلت هذه العملية علامة فارقة ونقطة انعطاف غيّرت كل المعادلات وقلبت كل موازين القوى، وحققت للشعب الفلسطيني خصوصاً وللشعوب المؤمنة بقضية فلسطين وحق شعبها في الحرية واسترداد الأرض كلها نصراً لم نذق حلاوة الفوز به منذ عقود طويلة، فأدارت بوصلة العالم نحو تلك البقعة المقدسة، والتفتت الشعوب الحرة إلى مظلومية هذا الشعب الذي يرزح تحت احتلال مقيت منذ ما يقارب الثمانية عقود من الزمن.

وعلى الرغم من عديد المكاسب التي جنيناها من هذا الطوفان العظيم، لكن ظلال الحقد الاسرئايلي ومحاولات العدو الحاقدة على أبناء فلسطين وحجارتها وشجرها قد أحالت حلاوة هذا النصر المؤزر بقدرة الله إلى مرارة الفقد، والتدمير، والانتهاك الفاضح والواضح لكل ما جاءت به الشرائع الإلهية (ولا أقول التشريعات القانونية الدولية لأنها أثبتت عنصريتها وزيفها).

نشاهد اليوم قطاع غزة وما حل به من تدمير وتشريد لسكان القطاع من شماله ووسطه وجنوبه، حيث دمرت غزة بشكل كامل، ولم تعد تصلح للحياة، فقد تحولت المدن في قطاع غزة والمساجد والشوارع والجامعات والمستشفيات والمؤسسات إلى أنقاض منها ما زال يحتضن جثامين من قضوا في غارات العدو الوحشية الهمجية لتعذر القدرة على انتشالهم، وبقيت تلك الأنقاض شاهدة على مر تاريخ البشرية وإلى أن يأذن الله بنهايات هذا العالم على حجم الظلم والانحياز الأعمى والكامل لكيان مارق زعم صانعوه كما أعوانهم بأحقيته في أرض فلسطين وفي الحياة على حساب أهلها الشرعيين ذوي الجذور الممتدة منذ آلاف السنين مع ظلال أشجار زيتونهم ولوزهم وتينهم، كل ذلك جرى وما زال يجري أمام مرأى ومسمع العالم وعيون العالم وأبصاره. ولم نجد في منابر هذه المنظمات الأممية سوى الشجب وتعبيرات الحزن وبعض المطالبات على استحياء بضرورة وقف إطلاق النار في غزة، وحتى القرارات الحاسمة التي أصدرها مجلس الأمن الدولي والتي كانت صارمة التنفيذ في كثير من القضايا والحوادث في السابق، لم تجد من يخرجها للنور في ظل سحابة سوداء تدعى الفيتو الأمريكي.. ولا زال الحصاد مفتوحاً ولم تتوقف آلة الطحن الاسرائيلية ولا أساليبه الهمجية اللا أخلاقية ضد شعب فلسطين في غزة وفي جميع أنحاء المدن الأخرى في الضفة الغربية وفي القدس.

لقد كشف طوفان الأقصى بأن المشروع الاسرائيلي واهم وهش وقابل للانكسار والتفكيك، وهذا يبرهن على انهيار منظومة الأمن والجيش والمخابرات أمام عملية طوفان الأقصى، ولا يمكن التغاضي عن الدور الغربي المنحاز الأعمى لتأييده ومساندته دون اعتبار لأي قانون أو قرار صدر عن مؤسساتهم وطالما صدعوا رؤوسنا بمبادئها ودعواتها الإنسانية.

لقد كشفت غزة وطوفانها المواقف كافة، وحصاد هذا العام جاء مختلفاً، تؤطره عبارة واحدة تختصر ل ما جرى فيه "المقاومة للانتصار والأرض كلها لأهلها مهما طال الانتظار". الكلمة للمناضلين والشهداء – أكاليل الغار عليهم جميعاً وما يمثلونه من الكرامة والوطنية الحقّة.

إن المقاومة الفلسطينية التي تخوض حرب الدفاع بالغالي والنفيس والفداء للدفاع عن تراب الوطن الغالي سواء أكان في غزة أو حتى في الضفة الغربية والتي تشهد عمليات فدائية بطولية وبالتالي فإن كافة الجبهات المساندة للغزة لم ولن تتخلى عن الدفاع عن فلسطين، فإما نحن، أو نحن.

كل عام وغزة بوصلة الكرامة والعزة.. وكل عام وفلسطين في مجد التاريخ.. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :