في يوم المعلم أجدني أمام واجب مخاطبته برسائل ثلاث، فهو مؤسس وبان ومرب وموجه وصانع، مؤسس لمنظومة القيم والأخلاق والتربية السليمة والتعليم الهادف، وبان لمستقبل مشرق وهدف طموح وتحد صلب لما يعتري طريق الأجيال من عقبات وعثرات، ومرب للأجيال المتوالية التي يسلم بعضها بعضا راية العلم لتسمو في سماء العز والمجد، وموجه لدفة السفينة التي تمخر عباب البحر المتلاطم لتصل بر الأمان بل وبر العطاء والنجاح والإبداع والتميز، وصانعا للقادة الذين أوصلونا وسيوصلوننا إلى المبتغى والمكانة المشرفة بين الأمم.
الرسالة الأولى: للمعلم كأب، فالطلبة اليوم أحوج من أي وقت مضى للرعاية والمتابعة والحرص وبناء الذات والاعتداد بها واستشراف المستقبل وحيازة المزيد من المهارات لعبور عالم التطور المتسارع.
الرسالة الثانية: للمعلم كصاحب رسالة، فكلنا مر على مدرج التعليم، فمنا من أخذ طاقة ايجابية ودافع من معلم أو أكثر رغبوا اليه العلم وحببوا اليه تخصصا أو مادة بعينها أو المستقبل بعمومه، فكان ذاك المعلم صاحب البصمة وتارك الأثر الطيب، كما لا ننسى أن بعضهم كره الينا المدرسة والمواد والمستقبل وطريق العلم برمته، وما دام النجدين واضحين فكن صاحب الأثر الطيب الذي يذكر بخير اينما حل ذكره.
الرسالة الثالثة: للمعلم كقدوة، فأنت النموذج الذي يقتدى، والذي يدفع اليه الأهل بفلذات أكبادهم، يسيرون على نهجه، ويقتفون أثره، ويؤمنون بمنهجه، فالمعلم في أثره على الطالب يطغى على أثر الآباء، فها هي الكرة في مرماك فكن أنت القدوة والنموذج وانت بلا شك كذلك.
الرسالة الرابعة: للمعلم كمحرك للمنهاج، فمهما انحرف المنهاج عن طريقه، ومهما قيل فيه، فأنت الكفيل بتجويد مخرجه، وتصنيعه وتوجيهه .
واختم بأن أقدم لكل منكم، وللمعلم الأول الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ولجلالة الملكة رانيا العبد الله ولولي العهد أرفع آيات التهنئة والتبريك في يوم المعلم سائلا الله تعالى لكم ولأردننا الغالي الرفعة والمكانة الغالية
وكل عام وانتم بخير