لا تنفك إسرائيل بالإعلان والترويج لمشروع التهجير عبر الحرب النفسية والإبادة الجماعية ومحاولات التأثير على الشعب الفلسطيني لترك أرضه والانتقال إلى خارجها، وتستمر الجهود لذلك لتكرار النكبة والنكسة وفرض الواقع من جديد.
لعقود خلت كانت الضغوط للتهجير مرتبطة بظروف البحث عن فرص، ولكن الآن ومع معركة الصمود، لا أعتقد أن هناك من الشعب الفلسطيني من يرضى بالانتقال خارج وطنه مهما تزايدت عليه الأهوال والمصاعب والضغوطات ومواجهة العدو؛ لن تتكرر خطوات الرحيل إلا إلى دار الحق وعلى الأرض الفلسطينية الطهور.
على الرغم من الإعلان المتكرر والمنشورات التي يقذف بها إلى أهل فلسطين وغزة، لكن القدر المحتوم والمقسوم لهم يجعلهم ليسوا كذلك لاعتبارهم بضاعة يمكن نقلها من مكان إلى آخر وصفقة يمكن المتاجرة بها.
أعلن الأردن وبوضوح وعلى منبر الأمم وبكلمة مباشرة من جلالة الملك عبدالله الثاني – حفظه الله ورعاه – بأن الأردن لن يكون الوطن البديل ولن يسمح بتمرير مشروع التهجير، بل أن الأردن يقف مع صمود وتصدي الأهل والأشقاء في فلسطين وغزة لنيل حقوقهم المشروعة وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
لن يشعر الشعب الفلسطيني بالأمان والكرامة سوى بالتشبث بأرضه وحلمه بدولته والعيش باطمئنان على الأرض المقدسة والمعطرة بأرواح الشهداء الأنقياء ومسيرة الكفاح في وجه الاحتلال البغيض.
فشلت صفقات الانتعاش الاقتصادي وتمرير مشاريع الراحة وضخ المال الأسود إلى الضفة الغربية وغزة وشراء النفوس وفرض واقع الاستسلام؛ الشعب الذي يكسب إيمانه بقضيته وعدالتها، لن يكون مطية للهروب من واقعه وقبول الحلول المؤقتة أبدا مهما استفاد من ذلك ضعاف النفوس والمرتزقة.
سيادة الدول وحقها في الدفاع عن نفسها ومنها المملكة الأردنية الهاشمية، هي الحاجز والمانع لمشروع التهجير والاستهتار بإرادة الشعوب، وفي كل مرة نسمع كلام الساسة في إسرائيل، يزداد الرد بقوة من الأردن ليس للمواجهة اللفظية بحسب ولكن بتماسك الجبهة الداخلية ومتانة الجبهة الخارجية والحدودية بقوة وصلابة.
لقد حذر الأردن وعلى مدار السنوات الماضية وما يزال من مضمون تصفية الحسابات من خلال الأردن وتفجير الأوضاع في الضفة والقدس وغيرها؛ «الفوتيك» جاهز للمهام الصعبة على الدوام.
تحمل ويتحمل الأردن الكثير جراء مواقفه المشرفة تجاه القضية الفلسطينية ويساهم في دعم نضال وصمود الشعب الفلسطيني بشتى الوسائل الممكنة وعلى المنابر وأمام العيان بوضوح ومباشرة وثبات ويقين.
نعود ونكرر ونذكر بأن الشعب الفلسطيني ليسوا كذلك ولن يكونوا على العموم والخصوص في مسيرتهم المباركة لنيل حقوقهم المشروعة على ترابهم الطهور مهما طال الزمن وتعقدت الظروف والصفقات وكانت المحكات وقوافل الشهداء والتضحيات والمواقف.
قدر الله سوف ينفذ في نهاية المطاف ويعلو الحق والذي لا يعلو عليه أمر، وليس ذلك ببعيد.
fawazyan@hotmail.co.uk
الرأي