أدرك أن بعضنا قد يتحسب لما سيجري في المنطقة تخوفا على الأردن لا قدر الله.

واعرف في المقابل أن موقفنا التاريخي المشرف وقوفا شامخا صادقا غير متقلب مع فلسطين وقضيتها ومع كل عربي طاله أذى، هو موقف راسخ لا يتبدل أبدا أبدا.

منذ تأسست دولتنا العتيدة قبل أزيد من مائة عام، ونحن في المعترك ووسط الحروب وفيها نتلقى تبعاتها أكثر من سوانا وما رف لنا جفن ولا شكونا قط، بل تحملنا وناضلنا وقدمنا مواكب الشهداء والجرحى وصرنا الملاذ الرحب لإخواننا المهجرين من اوطانهم وطال هذا الحال حتى يومنا هذا وكان الله تعالى معنا عند كل مصيبة وكل كارثة وصدق فينا قوله سبحانه .. لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .

اليوم ، كل يبحث عن مصالحه الاستراتيجية وعن طوق نجاة مما يجري من جنون صهيوني وصراع مرير يحصد الأخضر واليابس ، ونحن في الأردن وجميعا وعلى كل مستوى نسعد بأي نصر يحققه إخواننا ونقف معهم حتى قبل أن نقف مع أنفسنا فهكذا تربينا وهكذا عشنا البردين معا ، وليس لأحد قريب أو بعيد أن يزايد علينا وإلا فهو يظلم حظه قبل أن يظلمنا .

نعم المخاطر والمطامع والمطامح تحيط بنا، وعالم اليوم غير عالم الأمس وهو يقف عاجزا متفرجا على المجازر التي ترتكب بحق إخواننا ، لكننا لسنا وحدنا أبدا، فمن قدم مصلحة أخيه على نفسه عبر تاريخه كله. لن يخذله الله أبدا وهذا هو حالنا في الأردن العظيم دوما .

دولتنا وقيادتنا يكافحون دفاعا عن بلدنا ودعما لإخواننا من غير منة كما قد يفعل غيرنا ، ولم يتركوا وسيلة على هذا الدرب إلا وجربوها بصدق وشفافية وتحت الشمس ، ولهذا فالمطلوب منا وجميعا أن نحذر الفتن والمؤامرات والدسائس وأن نكون كعهدنا دوما جنودا مجندين دفاعا عن الأردن خلف قيادتنا وجيشنا وقوانا الأمنية صفا واحدا موحدا لا منفذ فيه لخوان فتان يستهدف وحدتنا وصلابة صفنا وموقفنا.

الف نعم لسنا وحدنا قط ، فالله ولينا وهو معنا وناصرنا على كل صعب وكل خطب بإذنه تعالى.

لا نخاف ولا نتحسب ولا نلتفت لترهات رويبضات العصر بل نقف موقف الرجال الرجال النشامى مع بلدنا ، ومع أمتنا أيضا ما أمكننا ذلك في زمن نتحسر فيه على فرقة العرب وتشتت جهدهم في أخطر منعطف يجتاح الشرق الأوسط كله ولا حول ولا قوة الا بالله.

حمى الله الأردن وفلسطين ولبنان وكل بلاد العرب من محيطها إلى خليجها إنه سميع قريب مجيب الدعاء وهو من أمام قصدي.