facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الإخوان: ثُنائيَّةُ المُقاوِمِ والمُقاوِلِ


سهل مازن المجالي
04-10-2024 03:18 PM

تحتَ عنوانِ استذكارِ السابعِ من أكتوبر، يجري الآنَ على لسانِ المُراقبِ العامِّ للجماعةِ، مُرادِ العَضايلةِ، تحشيدٌ قد يكونُ الأكبرَ في تاريخِ البلادِ منذُ عُقودٍ، رغمَ أنَّ القضيَّةَ الأردنيَّةَ مرَّتْ بأزماتٍ استحقَّت تحشيدًا أكبرَ وخطابًا سياسيًّا أعمقَ منَ الذي تُمارسُهُ الجماعةُ اليوم. على الصعيدِ ذاتهِ، يقومُ عناصرُ الإخوانِ المسلمينَ عبرَ وسائلِ التواصلِ ببذلِ جُهدٍ جبارٍ لإقناعِ الجمهورِ الذي لم "يُدمغَجْ" بعدُ بفاعليَّةِ الهجمةِ الإيرانيَّةِ الأخيرةِ على إسرائيلَ، مُتكئينَ كالعادةِ على تتفيهِ مفهومِ الدولةِ والطَّعنِ بنزاهةِ المؤسَّساتِ العسكريَّةِ النظاميَّةِ إعلاءً لِشأنِ الميليشيا.

بالعودةِ إلى عامِ 2014، وبالتزامُنِ معَ حربِ غزَّةَ، اعتصمَتْ جُموعٌ ضخمةٌ منَ الأردنيِّينَ قُربَ سفارةِ الاحتلالِ، مُطالبينَ بطردِ السفيرِ الإسرائيليِّ، وأذكُرُ جيدًا أنَّ الرُّوحَ التي سادَتِ الاعتصامَ وقتَها كانتْ روحًا تضامنيَّةً نقيَّةً، لا يشوبُها سوادُ الإخوانِ بحُكمِ عدمِ مشاركتهم منذُ البدايةِ. دخلَ الإخوانُ الساحةَ لاحقًا على ظهرِ "بكبِ الدِّيانا" المعروفِ بقيادةِ حمزةَ منصورِ، بخطابِه الشَّهيرِ الذي انتهى بجملةِ "انصرفوا راشدينَ"، منهِيًا بذلكَ الاعتصامَ كلَّهُ. وبقدرةِ قادرٍ، فازَ الإخوانُ بعدَها بانتخاباتِ نقابةِ المهندسينَ؛ وقتَها كانَ الإخوانُ يُخوضونَ حربًا برفقةِ الناتو على سوريَّا، ووقتَها أيضًا كانتِ الدَّولةُ المصريَّةُ قد شرعَتْ بإنهاءِ ملفِّهم، وبهذا كانَ لا بُدَّ لهمْ من تعديلِ اللهجةِ المُعاديةِ لإسرائيلَ.

إذًا، فإنَّ ما يُمارَسُ من بلطجةٍ من قِبَلِ الإخوانِ في وسطِ البلدِ ليسَ جديدًا على الأردنيِّينَ، وإنَّ تغليبَ خطابِ البيعاتِ المبتورةِ لكلِّ ما هو مُعادٍ للأردنِّ تحتَ حُججِ المقاومةِ والممانعةِ ليسَ مفاجئًا. وإنَّ تبعيَّةَ ما أحبُّ تسميتهمْ "بشراشيبِ الإخوانِ"، من يسارٍ باهتِ الحُمرةِ وقوميِّينَ سَمِجينَ ومستقلِّينَ تنقصُهمُ الاستقلاليَّةُ! ليسَ اكتشافًا.

وعليهِ، فإنَّ على الأردنيِّ أنْ يفهمَ أنَّ إخوانَ الأردنِّ يستثمرونَ بمعاناةِ الشَّعبينِ الفلسطينيِّ واللبنانيِّ لجنيِ مكاسبَ سياسيَّةٍ هنا في الأردنِّ عبرَ أسلوبِهم المعتادِ "التحشيدِ لقضيَّةٍ والتفاوضِ على أخرى"، إذ استطاعتِ الجماعةُ التي تستقوي بالأصواتِ التي حازتها في صُفوفِ الأردنيِّينَ من أصولٍ فلسطينيَّةٍ بالانتخاباتِ الأخيرةِ، تصديرَ خطابٍ صريحٍ لأوَّلِ مرَّةٍ في تاريخِها، وهو أنَّ إخوانَ الأردنِّ ليسوا على رأسِ الجماعةِ، وأنَّهم منذُ الآنَ "حماسُ وحماسُ فقط".

والتساؤلُ المشروعُ هنا: لماذا اعتمدَ "حَمساويَّةُ" الأردنِّ أسلوبًا جديدًا للعملِ؟..

إنَّ الظَّرفَ الإقليميَّ المشتعلَ يُهيِّئُ فُرصةَ ترميمٍ وإحياءٍ للجماعةِ الدوليَّةِ (وأعتقدُ أنَّ هذا كانَ أحدَ أسبابِ إشعالِ فتيلِ الأزمةِ في غزَّةَ على يدِ الأرعنَيْنِ نتنياهو "الليكود" وسنوار "حماس"). وعليهِ، فإنَّ شُعوبَ المنطقةِ التي جرَّبتِ الإخوانَ في السُّلطةِ أو في ساحاتِ القتالِ إلى جانبِ الناتو، لن تقبلَ بتكرارِ التَّجرِبةِ إبَّانَ ربيعِ الخرابِ، ومن هنا فلا بُدَّ للجماعةِ أن تستهدفَ الشَّعبَ الوحيدَ في الإقليمِ الذي لم يجرِّبْهمْ حتى الآنَ.

الجماعةُ التي أقامتْ لياليَ الدُّعاءِ على بشارَ الأسدِ أمامَ السفارةِ السُّوريَّةِ في عمَّانَ، أصبحتْ بفعلِ نكبةِ أكتوبر تُعزِّي بنصر الله وتبررُ لإيرانَ عربدتَها في المنطقةِ، وتُحاولُ بشتَّى الطُّرقِ إنساءَنا انقلابَهمْ على محورِهمْ من حربِ 2006 و"شكرًا قطر" إلى 2011 والتحالفِ مع الناتو بوجهِ كلِّ ما هو مؤسسيٌّ في المنطقةِ، إلى السابعِ من أكتوبر وعودتِهمْ لعبادةِ ملالي طهرانَ، مُعتقدينَ أنَّ ذلكَ يتمُّ عبرَ مُحاولاتٍ بائسةٍ مثل إلغاء أرشيفِ الجزيرةِ منذُ 2011، وكأنَّ الأمَّ التي فقدتِ ابنًا ستنساهُ بمجردِ إلغاء الأرشيف!.

إنَّ الهدفَ الاستراتيجيَّ الذي تسعى إليهِ الجماعةُ الآنَ هو إقناعُ محورِ العمائمِ بأنهمْ يصلحونَ كمدخلٍ شعبيٍّ للساحةِ الأردنيَّةِ، مُتعهدينَ ضمنيًا بإدارةِ الخطِّ الجغرافيِّ الذي تسعى طهرانُ لاستكمالِه. وبالطبعِ، فإنَّ تمثيلَ فلسطينيِّي الأردنِّ سياسيًّا ليسَ مكسبًا سهلًا بالنسبةِ لجماعةٍ كادتْ تحتضرُ لولا نكبةُ أكتوبر.

إذًا، حماسُ الأردنِّ لا تُمثِّلُ الأردنيِّينَ، ولو بدا للمراقبِ أنَّ هناك حالةَ تعاطفٍ عامٍّ، ولو استعملتْ حُججًا دستوريَّةً لشرعنةِ وجودهمْ، ولو استعانتْ بأسلوبِ التغطِّي بقناعٍ شعبيٍّ معوَّمٍ مثل القوى اليساريَّةِ والقوميَّةِ، ببساطةٍ لأنَّ الأردنيَّ واعٍ تمامًا لما يُريدُ، ولأنَّ الإخوانَ في بلدِنا يرفضونَ أن "يَخْزقُوا أعينَنا" بتبنِّي مطالبِنا.

نحنُ الأردنيِّينَ نُريدُ استردادَ قطاعِنا العامِّ وطردَ القوى الاستثماريَّةِ التي تُسيطرُ عليهِ، نُريدُ تنميةً مُستدامةً لما سُمِّيَ ظُلمًا بالأطرافِ، نُريدُ تعليمًا مجانيًّا وصحَّةً مجانيَّةً، نُريدُ فُرصَ عملٍ في قطاعِنا العامِّ دون "منَّةٍ" مستكرشٍ غنيٍّ لا يُشبِهنا، نحنُ نُريدُ اقتصادًا اجتماعيًّا يُعيدُ للأردنيِّ هيبَتهُ، ونُريدُ هُويَّتنا كاملةً مُصانةً غيرَ مُتقطِّعةٍ، فهل ستتبنَّونَ مطالبَنا؟..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :