الأردن الرقم الصعب في المنطقة
د. محمد العايدي
04-10-2024 10:09 AM
يتحدث البعض اليوم عن التقليل من مكانة الأردن في اي مواجهة قد تحدث في المنطقة او اي حرب شاملة فيها، وهذا كلام من لا يعرف مكانة الاردن الجيوسياسية والقدرات العسكرية عدا عن امكاناته وميزاته وأوراقه الكبيرة التي يمتلكها في اي مواجهة او حرب شاملة في المنطقة مما يجعله رقما صعبا لا يمكن تخطيه او تهميشه .
وهذا السبب وراء الاهتمام الدولي بالأردن وتسابق كثير من الدول من اجل ان تخطب وده فالدول اليوم لا تقاس يحجمها وعددها بل بتأثيرها على المنطقة برمتها من كل الجهات، فعلى الصعيد الجغرافي لا احد ينكر ان الاردن في وسط المنطقة بحيث ان اي مواجهة بين أطراف الصراع لا يمكن ان تحسم بدون ان يحسب حساب لموقف الأردن فيها بل احد الاسباب التي تمنع توسع الصراع في المنطقة هو الموقف الأردني المحايد في التدخل في الصراع المباشر وهذا يصور لنا الأهمية الكبرى لمكانته .
كما انه لا يمكن ان يستهان بالقدرات العسكرية والكفاءات التدريبية العالية التي يتمتع بها الجيش العربي بحيث ان كل من يفكر في المواجهة مع الأردن يحسب له الف حساب قبل ان يقدم على اي مشروع ترفضه الأردن منها كلام المتطرفين الاسرائيلين عن فكرة الوطن البديل للفلسطينين وهذا الكلام كان واضحا من موقف جلالة الملك عبدالله الثاني في الامم المتحدة وبكل صراحة وصرامة ان الأردن "لن يكون وطنا بديلا لأحد" وهذا لان جلالته يعرف انه يقف على ارض صلبة من القدرات العسكرية التي يمتلكها والتي تمكنه من ان يدافع عن حدوده بكل بسالة وشجاعة .
عدا عن الامكانات والمميزات الاخرى التي تقوى من عزيمته في وجه اي طغيان منها وحدة الشعب الأردني من كل اطيافه والتفافه بكل مكوناته وأحزابه حول القيادة الهاشمية تحت اي ظرف من الظروف، وكذا الإجماع الوطني على رفض المشروع الاحتلالي حول التهجير القسري للفلسطينين إلى الأردن او محاولة اجهاض حل الدولتين وهذا كله يجعل المواجهة مع الأردن ليس كالمواجهة مع اي فصيل او مقاومة اخرى .
فإذا كان الاحتلال الاسرائيلي عاجز عن مواجهة فصيل او حركة او حزب لهو أعجز عن مواجهة الاردن من باب اولى.
ولا ننسى ان السياسة الأردنية الحكيمة بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني جعلت من الأردن حجر الزاوية في اي حل للقضية الفلسطينية، كما ان الأردن يحظى بتأييد واحترام دولي واسع سواء على المستوى العربي او على المستوى الدولي مما يجعل محاولة الخروج عن هذا الموقف الدولي المؤيد للأردن يعني إشعال المنطقة برمتها، فالأردن لا يقف وحيدا كما هو حال غيره من الدول او حركات المقاومة مما يجعله الرقم الصعب في المنطقة الذي لا يمكن تجاوزه .