لا نريد ديمقراطية ان كنتم قادرين على ان تجعلونا نعيش في بحبوحة ولن نتكلم ان شعرنا انكم تعملون لصالحنا ولن نحتج ان ارجعتم ما نهب من مقدراتنا الى خزينة الوطن.. فالوطن ليس جيبا لفئة او لسارقين، الامن لدينا وجد اساسا لحماية الوطن من اللصوص والحرامية، فاجعلوا الامن يأخذ دوره في هذا الاتجاه، لا ان يكون دور الامن في محاربة من يطالبون بالقصاص من الفاسدين والمفسدين.
بدأنا نشهد في الفترة الاخيرة تجاوزات من قبل الاجهزة الامنية على المواطنين الذين يعبرون بطرق سلمية عن احتجاجاتهم تجاه مختلف القضايا، فالاحتجاج حق مكفول للمواطن ان كان هناك نقص في حقوقه او اخلال فيها.. فالمطالبة مشروعة طالما هناك نقص والمطالبة مشروعة طالما هناك تعدي على الحقوق، والتعرض للمواطن المقهور هو زيادة في قهره وغلبه، وعندها يحق له ان يعبر عن احتقانه.. فالحياة والموت للمقهور سيان لا معنى للاولى في غياب كرامته وحقه فيها.
التعامل الخشن اصبح اسلوبا ونهجا يبدو ان هناك قرارا في ذلك على اعتبار ان التأديب يمنع الاحتجاجات والاعتصامات والتظاهرات، فلا نستغرب ان تقوم الحكومة بعمليات اعتقال للاطباء والموظفين الذين يضربون عن العمل ان هي رأت في ذلك اسلوبا أمثل لحل مشكلاتها مع الناس.. فالحل بالعصا الغليظة في وقت نعتقد فيه ان العصا الغليظة اصبحت ممنوعة في زمن الرفق بالحيوان فما بالك بالانسان.
الحكومة تحرضنا عبر الاعلام على ان اسرائيل دولة محتلة وتقول لنا ذلك جهارا ونهارا.. وتقول ان اسرائيل تتعنت بعدم ارجاع الحقوق المسلوبة لأهلها وتطالبها بعودة اللاجئين الى ديارهم ونحن نستمع الى الحكومة ليس أمنامنا سوى ان نتجاوب مع اقوال الحكومة، فنقوم بمظاهرة تندد بالاحتلال الاسرائيلي، وتقول الحكومة انها تسعى الى الاصلاح ومحاربة الفساد وتحيل قضايا الفساد وتعلن انها مع المساواة والعدالة ونحن نتظاهر لنساندها فيما تقول لتصبح اقوالها افعالا.
الحكومة تقول لنا ذلك ونحن نتجاوب مع اقوالها، ولكنها تقوم باعتقالنا وضربنا الضرب المبرح وتفريقنا بالغاز المسيل للدموع, ووضع الهراوات في وجوهنا.. فلا ندري هل هي تطالبنا بأن تكون مطالبنا اكثر عنفا حتى تتحقق وتولد لدينا الاحتقان أم انها تقول لنا ما نفعل وتخفي نواياها.. فهي تقول انها اعلاميا معنا ويبدو انها في الخفاء ضدنا.
هكذا أنا افهم ما يجري امامي والا فما ذنب من قاموا بمظاهرة سلمية في كرامة الاردن ليعززوا فيها هذه الكرامة، ولم يكونوا وحدهم رغم انهم تعنيهم فلسطين والضفة الغربية وغزةاكثر ممن في سوريا ولبنان. فالاردن هو أحق الناس وأولاهم في الدفاع عن فلسطين والتظاهر ضد العدو، وما ذنب ابناء الطفيلة اذا احتجوا على زيارة رئيس الوزراء وقالوا اننا نريد ان نكحل عيوننا برؤية جلالة الملك، فهم يؤمنون ان من حقهم ان يزورهم قائدهم كما هو حال المحافظات والمناطق الاخرى.