لن تتوج ملكا للشرق الأوسط !
كمال زكارنة
03-10-2024 10:42 AM
دفع الغرور والكبرياء وجنون العظمة والشعور بنشوة الانتصار ،خاصة بعد جرائم الاغتيالات التي ارتكبها في لبنان وفلسطين وايران،رئيس حكومة الكيان الغاصب بنيامين نتنياهو،الى التمادي غير المسبوق ،لينصب نفسه ملكا للشرق الاوسط ،من خلال اعلانه عن نيته لاحداث تغييرات جوهرية واستراتيجية في المنطقة ،وتشكيل شرق اوسط جديد ،بالحدود الجغرافية التي رسمها هو وزمرته الفاشية،والتغيير السكاني الديمغرافي،من خلال نقل ملايين الناس من مكان الى آخر،كما يتطلب مشروعه الشرق اوسطي الجديد،ويخدم مصالح كيانه المسخ.
تجاوز ذاك المصاب بمرض جنون العظمة ،كل الخطوط والحدود ،فهو عندما يعلن انه سيقوم بنغيير شكل ووجه وتركيبة ومنظومة الشرق الاوسط ،والخروج بشرق اوسط جديد كما يريد ويخطط،يكون قد قفز عن جميع دول اقليم الشرق الاوسط،وعن سيادة وحدود تلك الدول ،المعترف بها دوليا ،وتدخل بشكل مباشر بشؤونها الداخلية وسياداتها الوطنية ومستقبلها،معتقدا انه قادر على مس مصيرها ومصير شعوبها،وانه يمكنه العبث باستقلالها ووجودها،وبأمن واستقرار المنطقة عموما.
عمليا،اراد ذلك المريض ان يوصل رسالة للجميع،مفادها انه سيتوج نفسه ملكا للكيان وللشرق الاوسط ،وانه الوحيد القادر على احداث التغيير الاستراتيجي وصولا الى الشرق الاوسط الجديد،الذي يعني بالنسبة لهم مملكة يهودا بحدودها الواسعة على حساب سبع دول عربية.
لقد رسموا خارطة مملكتهم،وصمموا شكلها، ووضعوه شعارا على جباه جنود وضباط جيشهم المحتل ،من خلال تثبيته على خوذاتهم وبوريهاتهم ،دون تردد ومن غير خجل او وجل.
بذلك هم ينسفون كل الاتفاقيات السابقة واللاحقة ويتحللون منها ،ويؤكدون من جديد، انهم يعملون على تنفيذ مشروعهم التاريخي التوسعي ،في منطقتنا العربية ،ويعلنون ذلك في وضح النهار .
لكن كل احلامهم وآمالهم وطموحاتهم وتطلعاتهم،اصدطمت بمتغيرات ريئسيىة في مسألتين اساسيتين هما توازن الرعب وقوة الردع،اللتان تم انتزاعهما من الكيان،ولم يعد اللاعب الوحيد في الميدان بعد ان فقدهما ،وان ظهور قوى جديدة في المنطقة بدأت تفرض وجودها ،لتقول له انك لست الوحيد الذي يقرر مصير ومستقبل الشرق الاوسط،فهناك دول وشعوب ومقاومة ،لهم كلمتهم ومواقفهم ورأيهم ،ولن تكون ملكا الا على نفسك كحد اقصى.
الاحتلال يطلب الحماية من الولايات المتحدة التي لا تخيب ظنه وامله،وتقوم بارسال عشرات الاف الجنود والمدمرات والفرقاطات والطائرات الحربية الى المنطقة،لتوفير الحماية اللازمة للكيان الغاصب،وبكل تأكيد ان الكيان وهو يطلب الحماية الامريكية لمواصلة عدوانه،ويمنى بكل هذه الهزائم والخسائر على الجبهتين الجنوبية في قطاع غزة،والشمالية في لبنان ،ليس مؤهلا لصناعة شرق اوسط جديد ،وغير قادر على احداث تغييرات استراتيجية في الشرق الاوسط..ولن يتوج نتنياهو ملكا للشرق الاوسط الجديد ولا الحالي.