كيف تقبلون أمريكا وسيطًا في أمر يخص إسرائيل؟
سامي شريم
03-10-2024 12:25 AM
يبدو أن السؤال يحمل في طياته إجابة واضحة لكل من يفهم العلاقة العميقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل على مدار العقود أثبتت أمريكا أنها ليست مجرد حليف لإسرائيل بل أصبحت الحامي الأول لمصالحها حتى وُصفت إسرائيل بأنها "الولاية الأميركية" رقم (١) البعض خلافات لما يشير اليه البعض إلى أن إسرائيل هي الولاية رقم (52) لكن الحقيقة هي أن تأثير إسرائيل في السياسة الأميركية يوحي بانها صانعتها.
منذ إنشاء إسرائيل عام 1948 كانت الولايات المتحدة الراعي الرئيسي لوجودها سواء من خلال الدعم العسكري، أو الاقتصادي أو السياسي وأثبتت التجارب أن أمريكا ليست فقط وسيطا غير محايد في قضايا النزاع العربي الإسرائيلي بل هي تعمل بشكل دائم على تحسين الشروط لصالح إسرائيل في أي تسوية محتملة إذا كانت إسرائيل تعاني من أزمة دبلوماسية أو دولية تقود أمريكا حملة العلاقات العامة لتلميع صورتها وإذا كانت تواجه ضغوطًا دبلوماسية تسارع أمريكا لقيادة الحروب الدبلوماسية نيابة عنها.
فلم يكن أكتوبر 2023 مختلفًا، حينما فقدت إسرائيل توازنها بعد أحداث السابع من نفس الشهر لم تمر ساعات حتى أعادت أمريكا لإسرائيل توازنها العسكري والدبلوماسي وأطلقت العنان لآلة الحرب الإسرائيلية لتعيث في الأرض فسادًا. باسم "الدفاع عن النفس" ارتكبت إسرائيل مجازر ضد الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى والجرحى وانهارت البيوت فوق رؤوس أصحابها واستهدفت المدارس والمستشفيات وسيارات الإسعاف والصحفيين ولم تترك مو بقة الا وارتكبتها.
إلى جانب دعمها السياسي والعسكري لإسرائيل، تلعب الولايات المتحدة دورًا محوريًا في تغطية جرائم إسرائيل داخل المؤسسات الدولية. في كل مرة تواجه إسرائيل إدانات أو محاولات لفرض عقوبات على انتهاكاتها في المحافل الدولية مثل الأمم المتحدة، تتدخل أمريكا لحمايتها. تستخدم الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) بشكل متكرر في مجلس الأمن لإحباط أي قرار يدين إسرائيل أو يفرض عليها إجراءات عقابية هذا الدعم غير المحدود يجعل إسرائيل فوق المساءلة ويمنحها الحصانة الدولية لمواصلة سياساتها العدوانية دون خشية من العواقب.
في كل مرة تُنتهك فيها حقوق الإنسان على يد إسرائيل تقف أمريكا في الصف الأول لتبرير أفعالها أمام العالم متجاهلة مبادئها وشعاراتها التي كانت ترفعها للدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية. لقد تحولت أمريكا من قوة تدعي أنها تدافع عن الحق إلى محامٍ يدافع عن كل خرق للقانون الدولي تمارسه إسرائيل قامت بإلقاء مبادئها وشعاراتها في سلة المهملات، مبررة كل انتهاك وتجاوز على أنه حق دفاع عن النفس.
لذلك كيف يمكن لأي طرف أن يقبل بأمريكا وسيطًا في نزاع يخص إسرائيل الا ؟