قبل القاء خطاب العرش السامي. وقبل طرح الثقة بالحكومة في مجلس النواب. تحرك رئيس الوزراء الى الأرياف ومراكز الألوية. في جولة عبّرت عن الكثير من رؤية الحكومة الى مهمتها التي توشحت بخطاب التكليف السامي.

من بلعما الى رحاب ثم سما السرحان والزعتري. في كل زيارة كان هناك مشروع أردني ناهض يحتاج الى تطوير حتى يكون جزءً من تخفيف البطالة التي يعاني منها الكثير من أبناء وبنات الأردن. لا شك أن بلعما تستحق الزيارة.

كعادة الأردنيين في العونة. تنادى الخوالدة لبناء مدرسة في مدينتهم على نفقتهم الخاصة. وليست العونة في التبرع لبناء مدرسة إلاّ امتداداً للزمن الأردني الجميل في فزعة اليد العاملة لحصاد زرع المتأخر في موسم الحصاد. وفزعتهم حينما يحفر أساس الدار في قريتنا. يحضرون الحجارة ويجبلون الطين وتتقاطر قوافل الورّادات لجلب الماء.. وتنتهي العملية ابتداء من الأساس حتى المزراب.

لا يغيب عن البال بناء الطفايلة لمدرسة أبنائهم الرشديّة زمن الحكم العثماني. مع توفير مسكن للمعلمين. قلت مدينة بلعما لانها مثل أغلب الأرياف الأردنية عكست الهجرة من الريف الى المدينة. عشرات الرجال والسيدات والطلاب والطالبات يخرجون كل صباح من رحاب وبلعما والزنية وغريسا الى عمان والزرقاء والمفرق والجامعات أيضا. يعملون بوظائف مختلفة ويعودون الى مدنهم مساء. لولا الطرق والماء والكهرباء لهجموا على اطراف عمان والزرقاء وزادوا في عشوائياتها. ومثلهم سكان وادي رم وبئر مذكور والجفر ودير الكهف وحتى خشاع سليتين.

من مركز صحي رحاب الشامل واحتياجاته. الى الحصاد المائي في سما السرحان والأردنيون أكثر خلق الله خبرة في الحصاد المائي. منذ زمن الانباط حتى سبعينيات القرن الماضي. صمد لوحدها فيها 32 بئراً لجمع المطر. ولم لا يحصد السرحان الماء للزراعة وتوفير عمل لـ 48 اسرة ؟؟؟.

زيارة الرئيس الدكتور جعفر حسان لتلك المدن الأردنية الناهضة. واهتمامه بمصنع الألبسة في سما السرحان الذي يوفر 230 فرصة عمل لنشميات ونشامى السرحان. تدل على معرفة بحال الريف الأردني وسكانه. ذلك الخزان البشري الذي يرفد الوطن بالجنود والضباط والعمال وأفواج الخريجين من الجامعات. فمن يجد عملا قرب مسكنه. سيلتصق بقريته تاركا مدن المحافظات لأهل المدن. وعده بتطوير عمل جمعية سيدات الرابية في الزعتري لتوفير فرص عمل لسيداتها. يدل على مسؤولية الرجل تجاه وطنه وأبناء وطنه. ونحن على ثقة أن جولاته ستتواصل حتى حين جلوسه في البرلمان في جلسة طرح الثقة بحكومته. ونحن نأمل الكثير من ذلك البلقاوي النبيل خلال الأربع سنوات القادمة.