facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أُكتوبر .. بوابة إلى الماضي


هبة الكايد
02-10-2024 12:17 PM

في كل عام، ومع بداية شهر أكتوبر "تشرين الأول" أشعر بشعور غريب، لا يراودني أبدا في أي شهر آخر، شعور يأخذني إلى الماضي بكل حذافيره المتناقضة بحلوها ومُرِّها، وقد كتبت في إحدى الأعوام مقالا أسميته "أكتوبر: شهر الحنين"، وها أنا أعود الآن وأكتب في هذا الصدد، وقد وجدت من خلال التعليقات حينها أن الأغلب يمر بما أمر به مع دخول هذا الشهر.

لماذا أكتوبر بالذات؟ لماذا لا يحدث هذا الشعور معنا في شهور أخرى؟ الإجابة ليست واضحة تمامًا أمامي، ولكن يمكنني أن أُبدي رأيي، أو أتفلسف قليلا كما يفعل البعض عندما يحاول أن يثبت لنا أنه مثقف... لا علينا،، أعتقد أن هناك عوامل تجعل من أكتوبر شهرًا مُميزًا، فـربما مع دخول فصل الخريف، تحدث تغييرات في الأجواء من حولنا تؤثر علينا نفسيًا، الغيوم تتحول إلى لون رمادي، الهواء يصبح باردًا قليلًا، نشتم رائحة المطر مع التراب، نتلمس الندى في كل صباح، والألوان الدافئة تغمر العالم من حولنا، كل هذه التحولات تثير الذكريات، وتجعل مشاعر الحنين تتسلل إلى قلوبنا، أو ربما كما يحلل ذلك المتخصصين في علم النفس بأن هذا الشهر يرمز إلى نهاية وبداية في آن واحد، فهو نهاية للصيف المليء بالحركة والحيوية، وبداية للخريف الهادئ الذي يدعونا للتأمل والسكون.

لذلك، بعد حدوث كل هذا، يصبح كل شيء من حولنا يذكرنا بلحظات مضت، ربما رائحة المطر الأولى أيضا تعيد إلينا ذكريات قديمة مع الأصدقاء، أو صوت الرياح يجعلنا نسترجع لحظات كنا نسمعها عبر نافذة غرفتنا ونحن نذاكر أيام الدراسة، تلك اللحظات الصغيرة تصبح حقبة على أدراج الزمن، ترسمها مخيلتنا فجأة .. ونعيشها من جديد وكأننا نسافر من خلالها لنستعيد مشاهدا لا نريد أن ننساها، وقد كنا قد نسيناها طوال العام.

أما عن الحنين يا سادتي.. فهو شعور معقد؛ يمزج بين السعادة والحزن، بين الابتسامة على ذكريات جميلة والبكاء أو غصات ودمعات على لحظات لا يمكننا استعادتها، وعني أنا فيتقلب مزاجي وحنيني كثيرا، وكأنني إنسانة مفصومة أو ربما مزاجية نوعا ما، والسبب كله "أكتوبر" حيث هو بوابة إلى الذكريات، رحلة في عالم الماضي، وتجربة داخلية تدفعنا لاسترجاع أمور لم نكن نفكر فيها من قبل، وبصراحة: مهما كانت حياتنا مليئة ومزدحمة، يذكرنا أكتوبر بوجود لحظات هادئة وجميلة مرت علينا، وأن الحنين فيه لهذه الأجواء هو جزء لا يتجزأ من ذاكرتنا مهما كان وضع هذه الذاكرة وحالتها الصحية.

فاغتنموا فرصة "تشرين الأول"، وتأملوا براءة الماضي، ولكن لا تُهملوا جمال الحاضر.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :