facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ما بعد الصواريخ البالستية الايرانية ..


محمود الدباس - ابو الليث
02-10-2024 11:03 AM

إطلاق إيران لـ 250 صاروخ باليستي دفعة واحدة.. باتجاه الكيان الإسرائيلي.. يشير إلى مرحلة جديدة من التصعيد الإقليمي.. فالخطوة لم تكن مجرد رد فعل تقليدي على اعتداءات الاحتلال في غزة ولبنان.. بل حملت رسالة استراتيجية تحمل في طياتها.. احتمال الانزلاق إلى حرب إقليمية واسعة.. إيران لم تعد تكتفي برسائل عبر وكلائها في المنطقة.. بل استخدمت صواريخ باليستية مباشرة.. وهو أمر يحمل دلالات عدة..

السؤال الذي يطرح نفسه.. هل كانت إيران على يقين من عدم قدرة الكيان الإسرائيلي على الرد؟!.. أم أنها تهيأت لرد إسرائيلي.. ولكن ضمن حدود معينة يمكنها احتواءه؟!..

الجواب يبدو أنه يميل نحو الخيار الثاني.. إذ أن استخدام الصواريخ الباليستية.. يحمل معه مستوى من التصعيد الذي يستدعي رداً قوياً.. والذي اتوقعه.. ان الضربة ستتجاوز توقعات ايران.. فمن المرجح ان يكون المفاعل التووي الإيراني.. او بعض مصافي النفط الكبرى.. هي الاهداف الاغلى للكيان الإسرائيلي..

لكن إيران ربما تراهن على قدرتها في التفاوض والتفاهم مع قوى كبرى.. أو حتى استخدام أوراق ضغط أخرى.. لتفادي ضربات مدمرة.. إيران تدرك تماماً.. أن أي رد إسرائيلي.. قد يفتح المجال لتصعيد أكثر عنفاً.. وهو ما قد تكون مستعدة له.. ولكن ما مقياس ومدى الاستعداد؟!.. يبقى هو تساؤل موضوع على الطاولة..

من جهة أخرى.. الكيان الإسرائيلي يدرك أن التصعيد إلى مستوى الحرب الشاملة مع إيران.. قد يجلب معه تداعيات لا تحمد عقباها.. فالكيان الإسرائيلي يعتمد على تفوقه العسكري وتقنياته العالية.. ولكن مواجهة مفتوحة مع قوة إقليمية بحجم إيران.. مع امتداداتها في لبنان وسوريا والعراق وحتى اليمن.. قد تكون مكلفة جداً.. وقد تخرج عن نطاق السيطرة.. رغم أن بعض التحليلات تشير إلى أن الكيان الإسرائيلي ربما سعى إلى هذه المواجهة.. لجعل التدخل الأمريكي والدولي أمراً حتمياً.. وبالتالي فرض واقع إقليمي جديد.. ولكي يبقى القوة الاكثر تقدما في المنطقة..

التاريخ يخبرنا أن الكيان الإسرائيلي استخدم مراراً التصعيد.. لتوريط القوى الكبرى في صراعاته.. فقد كانت حرب لبنان عام 2006.. والحروب المتتالية على غزة.. جميعها تصب في إطار محاولة خلق واقع استراتيجي.. يخدم مصالحه على المدى الطويل.. وإن كان هذه المرة الهدف هو استدراج الولايات المتحدة إلى مواجهة أكبر مع إيران.. فإن ذلك سيعني إعادة رسم الخريطة السياسية.. والعسكرية في المنطقة..

لكن.. الولايات المتحدة اليوم.. ليست في نفس الموقع الذي كانت فيه قبل عقد أو أكثر.. فقد أصبحت أكثر حذراً في التورط في صراعات الشرق الأوسط بشكل مباشر.. ورغم ارتباطاتها الأمنية العميقة بالكيان الإسرائيلي.. إلا أن دخولها في حرب مفتوحة مع إيران.. قد لا يكون في مصلحتها الاستراتيجية.. خاصة في ظل تزايد التوترات مع قوى أخرى.. كروسيا والصين.. هذا يجعل الوضع أكثر تعقيداً.. ويطرح تساؤلات حول مدى استعداد أمريكا للدخول في نزاع إقليمي واسع..

إيران.. من جانبها.. قد ترى في هذا التصعيد فرصة لإعادة تموضعها الإقليمي.. فالحصار الاقتصادي.. والضغوط السياسية المستمرة من الغرب.. جعلت الخيارات أمامها محدودة.. وبالتالي فإنها قد تكون مستعدة لاستخدام القوة لتغيير المعادلات.. خاصة في ظل تصاعد الحروب بالوكالة في المنطقة.. فهي تدرك أن إشعال مواجهة كبرى.. قد يفرض واقعاً جديداً.. يعيد فتح باب المفاوضات على أسس مختلفة..

يبقى السؤال الأهم.. هل المنطقة فعلاً على شفا حرب إقليمية شاملة؟!..

التحركات الحالية.. توحي بأن الأطراف المختلفة.. تستعد لاحتمال هذا السيناريو.. وحتى ان الكيان يسعى له بشكل واضح.. ولكن مازال هناك أمل.. بأن تبقى الأمور ضمن نطاق التصعيد المحدود.. حيث أن الحروب الشاملة.. غالباً ما تخرج عن السيطرة.. وتؤدي إلى نتائج غير محسوبة..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :