أكد جلالة الملك عبدالله الثاني، خلال زيارته إلى محافظة عجلون، على أهمية الدفع قدماً بمسار التنمية الشاملة في المحافظة، مع التركيز على الاستفادة من الإمكانات الكبيرة التي تتمتع بها، خاصة في قطاعات السياحة والزراعة، باعتبارهما من الركائز الأساسية للتنمية المستدامة وخلال لقاء جلالته، الذي كان يرافقه سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، التقى وجهاء وممثلين عن أبناء محافظة عجلون، حيث أعرب عن سعادته واعتزازه بالتواجد في هذه المحافظة التاريخية العزيزة على قلبه، مشيراً إلى موقعها الجغرافي الفريد وأهميتها الثقافية والسياحية، وهو ما يجعلها قادرة على أن تكون نموذجاً رائداً في التنمية المحلية.
وخلال اللقاء، أكد جلالته على أهمية مشروع التلفريك الذي تم إطلاقه مؤخراً، مشدداً على أن هذا المشروع سيشكل دفعة كبيرة في زيادة أعداد الزوار والسياح إلى المحافظة، وفتح آفاق جديدة للاستثمار في السياحة والخدمات المرتبطة بها. ولفت جلالة الملك إلى أن هذا المشروع يجب أن يكون نموذجاً للمشاريع المستقبلية في مختلف المحافظات، حيث يبرز أهمية التخطيط الاستراتيجي والاستثمار في المشروعات التي تعزز التنمية الاقتصادية وتوفر فرص العمل للشباب، وتفتح أبواب الأمل لمستقبل أفضل.
وأشار الملك إلى أهمية الاستمرار في تنفيذ المخطط الشمولي لتطوير عجلون، مؤكداً أن هذا المخطط يمثل رؤية متكاملة لمستقبل المحافظة، ويشمل تطوير البنية التحتية من طرق ومرافق عامة، ما سيعزز من جاذبيتها للمستثمرين، سواء من داخل الأردن أو خارجه وأضاف جلالته أن هذا التطوير يجب أن يكون متوازناً مع الحفاظ على البيئة الطبيعية للمحافظة، خاصة وأن عجلون تتميز ببيئتها الخضراء وغاباتها الجميلة التي تعتبر رئة الأردن، ويجب الحفاظ عليها كعنصر أساسي في أي خطة تنموية.
وفي إطار دعمه الدائم لتحسين البنية التحتية وتطويرها بما يتلاءم مع متطلبات التنمية، وجه جلالة الملك الحكومة إلى دراسة إمكانية إنشاء طريق جديد يربط بين المناطق السياحية الرئيسية في المحافظة، لتسهيل حركة المواطنين والزوار، وتوفير سبل وصول أسهل وأسرع إلى المواقع السياحية، الأمر الذي سيعود بالفائدة الكبيرة على قطاع السياحة المحلي. هذه الطريق الجديدة، في حال إنشائها، ستكون جزءاً من خطة أوسع لتحسين شبكة النقل في عجلون وتطوير بنيتها التحتية بشكل عام.
كما وجه جلالته رسالة قوية خلال اللقاء، أكد فيها على ضرورة العمل المشترك بين جميع الجهات الحكومية والمجتمع المحلي، مشدداً على أن النجاح في تنفيذ المشاريع التنموية يتطلب تعاوناً وثيقاً وتنسيقاً بين جميع الأطراف. وأضاف جلالة الملك أن هذه الجهود التنموية ليست مجرد مشاريع بنية تحتية، بل هي استثمار في مستقبل أبناء المحافظة، حيث تتجاوز الأهداف الاقتصادية إلى تحقيق رفاه اجتماعي وتنموي شامل، يعزز من استقرار المجتمع ويوفر حياة كريمة لأبنائه. ودعا جلالته إلى مواصلة العمل بروح الفريق الواحد لتحقيق التنمية المستدامة، مشدداً على أهمية العمل المستمر على تحسين حياة المواطنين في جميع مناطق المملكة، وبما يضمن توزيعاً عادلاً لعوائد التنمية.
واختتم جلالته حديثه بالتأكيد على أن تطوير محافظة عجلون يتطلب استغلال الموارد المتاحة فيها بشكل أمثل، سواء كانت طبيعية أو بشرية، من خلال مشروعات مبتكرة تسهم في تحقيق نقلة نوعية في مستوى معيشة المواطنين، وتدفع عجلة الاقتصاد المحلي إلى الأمام، مع التأكيد على أن تحقيق هذه الرؤية يتطلب تضافر الجهود والعمل الجاد من جميع المعنيين، سواء في القطاع العام أو الخاص.