كلنا نعرف ماذا حصل لمسلمي الروهينجا في ميانمار من اضطهاد و تنكيل ، ما حدث في بورما من تعذيب للمسلمين بشكل خاص و وحشي ، فيا ترى هل لو قامت الأردن أو العراق أو سوريا أو لبنان أو مصر بضرب ميانمار بصواريخ عبر اراضيها ، كانت ايران ستوافق أن تمر عبر السماء الايرانية؟ أم كانت ستسقطها لأجل الدفاع عن سيادتها؟ .
و إن اسقطتها ، هل ما هو حلال على طهران حرام على الاردن و غيرها؟ خصوصا و أن المنظومة العسكرية في ايران غير مضمونة على الاطلاق ، فيكفي أن هنالك دولة سقط رئيسها وعدة رجال مهمّين فيها في تحطم مروحية كما يقال فهل يُضمن بعدها سلامة الصواريخ و ألّا تسقط في الاردن؟.
كلنا نتمنى أن تقف اسرائيل عند حدها ، أن يقوم حدث ما بلوي ذراعها و افشال مخططاتها ، لكن لا يجب أبدا تصديق أي احداث ما لم تكن واقعية ، الصواريخ تسقط في الضاحية الجنوبية محدثة سحابة لعشرات الامتار و الرماد و النار و نراها عبر الفضائيات و شهود العيان ، لأنّها للأسف صواريخ فعالة و معدّة للتفجير ، الصواريخ الايرانية كما العديد من الفيديوهات ، تسقط و تحدث انفجارا ناجما عن الاصطدام لا عن احتراق المحتويات ، فجلّها فارغة إلا من الوقود.
لايران احلام توسعية مرتبطة بالمشروع النووي "الحُلم" بالنسبة لها ، اليوم تمرر صواريخ وغدا ترسل حرس ثوري، و بعد غد تسيطر على البلدان ، هذا ما لا يدركه البسطاء الذي يلومون الأردن كل الاوقات ، بيد أن وطننا هو الوحيد المتبقي من (بلاد الشام) دون هيمنة ايران ، فعلى أي حسابات تتحدثون؟.
سيادة الأردن فوق كل اعتبار ، تحالفات الأردن مسألة داخلية تعني سواه ، لا تعني الغير و لا يسمح للغير بالتدخل ، في قطر العزيزة ، الجزيرة التي تتحدث بلسان المقاومة لا تبعد إلا عدة كيلومترات عن أكبر قاعدة أمريكية في العالم ، و تموّل سنويا من الحكومة القطرية ، و انشأت بطلب قطري ، هل هنا أيضا يجوز للدوحة ما لا يجوز لعمّان؟
تركيا أيضا لها علاقات واسعة مع طهران ، و تستند على تاريخ من الخلافة العثمانية للمنطقة ، لماذا لا تبادر بتحرير فلسطين عبر اسلحتها و عتادها العسكري الذي تصنعه كل يوم ، هي الاخرى تحوي قواعد عسكرية امريكية و غربية ضخمة ، فهل يحرّم أيضا تناول العلاقات التركية _الغربية؟
الأردن كما قال داهية السياسة الاستاذ سميح المعايطة، لم يقل يوما أنه بلد انتحاري، لم نخرج عبر المنابر لنقول سوف ندخل الحرب ( إلا اذا مُسّت اراضينا) فماضي الاردن كاف للتحدث عن نفسه، فالاردن عبر قيادته الحكيمة يعي تبعات أي خطوات غير مبسوقة ، يعي كيف قد تمحى بلدان لأجل افراد لا يحسبون النتائج ، يحتضن اللاجئين بدفئ و لا يسعى لعنتريات سياسية و عسكرية صفرية النتائج.
لم تتحرر غزة بعد الصواريخ الايرانية ، لم تتحرر لبنان ، و حتى وإن تضررت اسرائيل ، فلم تتضرر كما يتطلب الموقف و موازين القوى ، ايران كانت تستطيع امداد سوريا ولبنان بصواريخها الفتاكة التي تفاخرت بعرضها في العروض العسكرية كل عام ، ولكن ايران تعي تبعات أي خطوات تتعدى الخطوط الحمر!..
الملف الايراني النووي أهم لطهران من محور المقاومة ، فلن تضحّي يوما بمفاعلاتها من أجل حزب الله أو الحوثيين أو المقاومة ، فللأسف نرى الاستهداف كل يوم بلا أي رد حازم من طهران ، هذا ما يجب أن يدركه العامة.
فقولوا عن الاردن ما تشاؤوا ، خوّنوا ، احشدوا ، لكن اعلموا أن الاردن يعج بالتجارب و يقرأ الواقع و المحيط ، و يحافظ على سلامه شعبه من أي تهديد أو شبه تهديد !..