للأسف أننا ما زلنا نقف أمام طريق صعب ..
بهاء الدين المعايطة
01-10-2024 03:42 PM
للأسف أننا ما زلنا نقف أمام طريق صعب، للأسف أننا ما زلنا نقف أمام العنصرية التي أساؤوا استخدامها، للأسف أننا ما زلنا نقف أمام ظلم لا يمكن لأحد أن يطفئ ناره، والذي أصبحت أثاره مملة في هذه الوطن.
دعنا نستذكر أقوال جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله، كم كانت صادقة، كم حملت للمجتمع بأكمله من المعاني التي يجب أن تترجم إلى أفعال، كفانا إرضاء غيرنا على حساب حقوقنا، أصبحت الحقوق في وطني بقدر ما تملك من الوساطة، أصبحنا نعاني أكثر مما كنا نعانيه، أصبح من يملك المنصب يصنعه لأقاربه، ومن يملك الوساطة يسلب حق غيره، ومن يملك المال يستحل على كل شيء، والفقراء لا يعلم عنهم إلا الله، وحقوقهم التي أصبحت تداس بالأقدام.
كم أنني أرى اليوم الظلم بعين ذاته، كم أنني حزين على واقع أصبح لا يسر عدو، ولا صديق، الظلم أصبح الطريق الذي يحاسب فيه الفقراء على قدرهم من الحياة، اليوم أصبحنا في واقع لا يقدر معنى الشهادات بقدر ما يقدر معنى الوساطة، إذا أردتم حقا المكافحة أوقفوا الوساطة وحسابوا كل من يتعامل بها، وأعيدوا الحقوق لأصحابها.
بين الحين والآخر يحدثنا جلالة الملك عبد الله الثاني، أن من لا يستطيع أن يعمل لأجل منصبه يفتح المجال لغيره، إلا أن المناصب أصبحت بوقتنا الحالي تشريف، وليس تكليفاً، أصبحت وظائف يذهب إليها صباحاً ليجني الامتيازات والمكافأة على حساب ظلم الكثير من حوله، أصبحت المناصب، مراتب يحقق من خلالها أماني أقاربه وأبناءه، ومصالح أصدقائه فقط.
اليوم وأنا في أحد الدوائر الحكومية، وأنا أبحث عن إكمال معاملة لي، حقا كم أحسست نفسي غريب في وطني، تعسرت معاملتي ربما لسبب ما، مع أن سبب التعثر ليس كبيرا كما يعتقد أن يكون، ولم أجادله، وحين أردت المغادرة كانت تقف بصف الانتظار فتاة، وتحمل بيدها هاتفها النقال، تحدثت مع ذلك الموظف، أن فلان " بدو يحكي معك"، استطعت أن أنتظر للقليل من الوقت لأرى نتيجة تلك المكالمة الهاتفية، سبحان الله، أن أسلوب من كان يتحدث معي بجفاف أختلف تماما عما كان يتحدث به مع ذلك الشخص المجهول عبر الهاتف، لماذا وصل الحال بنا إلى هذا الحد من المزاجية، لماذا أصبح من لا يملك هاتف كهاتف ذلك الفتاة يعامل كالسلعة السيئة التي تداس بالكلمات الجافة، هل حقا نحن جميعنا أردنيين، سواسية، أم أن الطبقات أصبحت هي من تميز بين فلان وفلان في هذه الوطن، جميعنا نحب الوطن، لكن الظلم أتعب قلوبنا.
الوطن لنا جميعاً، وجميعنا قدم للوطن بقدر ما استطاع أن يقدمه، لكن دعونا أن نكون بصف الوطن، وأن نكون السفير الحقيقي لمسيرة تلك المؤسسة الطويلة، وأن نكون بحجم الثقة الذي تم منحنا إياها، وجميعنا مع تحقيق العدل، لكن ليس بالتمييز بين أبناء هذه الوطن، أنا لم يحزنني أن معاملتي تعسرت ومعاملة ذلك الفتاة تيسرت، لكن أحزنني أننا في وطن أصبح يعامل فيه أبناءه بمزاجية قاسية من موظفين وجدوا أن يكونوا لخدمة الوطن وأبناءه.
كان الله بعون الوطن..